بيروت ـ عمر حبنجر
وصل الى بيروت صباح امس رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، حيث استقبله الرئيس سعد الحريري، وانتقل فورا الى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث التقى الرئيس ميشال سليمان، ومن بعبدا الى «عين التينة» حيث كان رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وبعد الظهر زار أردوغان بلدة «الكواشرة» في عكار، يرافقه رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث دشن مدرسة أنشأتها حكومته في هذه البلدة اللبنانية التي يقطنها مواطنون من أصول تركية، اضافة الى آبار ارتوازية في الكواشرة وحارتها «عيد مون» حيث مواطنوها من أصول تركية ويتحدثون اللغة التركية ايضا. وعصرا عاد أردوغان ومضيفه الى بيروت، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية في السراي الكبير، امتدت الى موعد العشاء التكريمي الذي أقامه الرئيس الحريري على شرف الضيف التركي.
واليوم الخميس يشارك أردوغان في المؤتمر المصرفي العربي في بيروت، وبعده ينتقل الى صيدا، حيث يفتتح «المركز الصحي التركي» لمعالجة الحروق، ويتابع من صيدا الى «الناقورة» على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، حيث يلتقي القوات التركية ضمن «اليونيفيل»، منهيا بذلك زيارته للبنان.
وعلى الجانب الاقتصادي للزيارة سيتم التوقيع على اتفاقيات تعاون في مجالات التجارة وإنشاء خط بحري إلى جانب تزويد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي وتمويل مشروع السكك الحديدية.
اعتراض على القلق
وغداة وصوله الى بيروت نشرت صحيفة «السفير» مقابلة مع أردوغان، كاد فيها يعبر عن اعتراضه على «القلق اللبناني العام من أجواء الفتنة والصراع الداخلي الذي حاول ان يبدده، مقترحا منع الإعلام من التحدث عنه، لأنه مبالغ فيه، اذ لا المدعي العام للمحكمة الدولية قال كلمته ولا العدالة يمكن ان تبنى على فرضيات وتكهنات ولا الوساطات انتهت، ولا الوساطة التركية ايضا التي قال ان أنقرة بصددها الآن»، مع ان الأمر لا يستدعي التدخل كما قال.
وأشار الى ان هذه الزيارة مقررة منذ أشهر، والمقصود بهذا التأكيد على انها ليست ردا على زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي زار العاصمة بيروت، والضاحية الجنوبية والجنوب، بينما يزور أردوغان إلى جانب العاصمة بيروت عاصمة الجنوب صيدا ومنطقة عكار مع ما لهذه المناطق من خصائص مذهبية، علما ـ تقول «السفير» ـ ان انقرة لم تقطع تواصلها مع إيران او مع اي من الدول المعنية بالشأن اللبناني، وان أحد مستشاري أردوغان زار طهران خلال اليومين الماضيين، كما هو الحال في التواصل مع سورية.
وحول الصراع الداخلي المحتمل قال أردوغان: الذين يمهدون لهذا الصراع الداخلي لن يستطيعوا التخلص من المسؤولية التاريخية، وفي حال ظهرت بوادر مثل هذه الحرب لا سمح الله، فسنعمل على منع وقوع حرب أهلية، لا تركيا فقط، بل دول الجوار بما تستطيع لمنعها، كما حصل عندما نزعنا الفتيل مع سورية والسعودية وقطر وإيران، وتمنى عدم التفكير في هذا الامر، لأن عندنا في تركيا مفهوم يقول ان شيوع بعض الامور اسوأ من وقوعها.
جاهزون للمساعي
وردا على سؤال آخر، قال: انا احب اخي سعد الحريري كثيرا، رحم الله اباه، لقد تنامت علاقتنا بشكل سريع بمجرد التعرف عليه وعندما حصل الحادث تألمنا كثيرا، لأن مثل هذه الاغتيالات لا مكان لها في ديننا، البعض يقوم بأشياء ليست من واقعنا.
هدنة داخلية ليومين
ومع وصول رئيس وزراء تركيا الى بيروت، بدأت هدنة سياسية ليومين، علما ان الاجواء السياسية المضطربة لم تغب عن الزائر التركي، في ضوء استمرار الغموض حول نتائج المساعي السعودية ـ السورية، في حين يتزايد الكلام عن قرب صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري والشهداء الآخرين وجديد التسريبات المرتبطة بمناحي التحقيق وقرارات المحكمة الاخرى.
عون يرجح مبادرة دولية
ففيما اشار عون الى احتمال تحول المسعى السوري ـ السعودي الى مبادرة دولية، آملا في نجاحها، طالب النائب وليد جنبلاط الحكومة اللبنانية بأن تشجب بالاجماع المحكمة الدولية وأن ترفض قرارها الاتهامي.
تظاهرة أرمنية أمام مطار بيروت للتنديد بزيارة أردوغان
نظم لبنانيون من الجالية الارمنية تظاهرة أمام مطار رفيق الحريري الدولي تنديدا بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى لبنان التي بدأت امس وتستمر ليومين.
وأفادت تقارير صحافية بأن أكثر من مائة شاب وشابة من الجالية الارمنية وقفوا على جانب الطريق المؤدي إلى المطار ورفعوا لافتات منددة بالزيارة كتب على واحدة منها «اللبنانيون لم ينسوا ماضي تركيا الدموي في المنطقة».
وكتب على لافتة أخرى «يجب على أردوغان أن ينحني أمام الشهداء»، و«تركيا الامس واليوم هي هي، حاقدة ظالمة وتبقى حليفة العدو». وفي الجهة المقابلة، وقف نحو مائة طالب وطالبة ورفعوا العلم التركي، ولافتات مرحبة برئيس الوزراء التركي كتب عليها «مرحبا وأهلا».