الأرض وزيارة أردوغان: قام رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع بزيارة كانت مقررة سابقا الى مقر حزب «الطاشناق» في برج حمود يرافقه وزير الثقافة سليم وردة، والنائب فريد حبيب، والقياديان ادى ابي اللمع وعماد واكيم.
وكانت مناسبة أطلع خلالها النائب أغوب بقرادونيان، الوفد القواتي، على وقائع الإشكال الذي وقع خلال تظاهرة ساحة الشهداء.
وأوضح بقرادونيان انه «هو من طلب من الشباب ازالة صورة أردوغان من ساحة الشهداء حفاظا على كرامة الشهداء واحتراما لأرواحهم، والقوى الأمنية لم تتفهم الاعتراض»، معتبرا ان «وضع صورة أردوغان أمام تمثال الشهداء اهانة للشعب اللبناني وللشهداء. (شهداء 6 مايو الذين أعدمهم جمال باشا التركي).
في المقابل احتج عدد من المتشددين الاسلاميين في طرابلس على احتجاجات الطائفة الارمنية على زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، معتبرين ان هذه الزيارة خاصة باللبنانيين، وان الارمن ليست لهم علاقة بها لا من بعيد ولا من قريب، وعلقوا بالقول «فليحتجوا على من يريدون في ارمينيا».
انطباعات دولية عن القرار الاتهامي: حسب تقرير ديبلوماسي من نيويورك، البريطانيون يتظاهرون بأنهم على يقين انه لا داعي للقلق من الانفجار الأمني نتيجة القرار الظني المرتقب صدوره في قضية اغتيال الحريري. ويقولون ان معلوماتهم الاستخبارية والديبلوماسية تشير الى ان حزب الله لن ينفذ تهديداته الأمنية ولن يأخذ البلد الى المواجهة لعدة أسباب.
الروس يرون ان طرفا ما، أو دولة ما او مجموعة ما، تريد إحباط إصدار القرار الظني، ولذلك أتى تقرير الـ «سي بي سي» من وجهة نظرهم. وفقا للتقرير الذي يضيف ان هناك انطباعا عاما بأن الإدارة الأميركية تريد إدانة حزب الله ورفع الظن والاتهام عن سورية. إنما هناك ايضا كلام عن «جهات» داخل الإدارة الأميركية تريد التخاطب مع إيران عبر اتهام حزب الله. هذه المخاطبة لها شقان، كالعادة، وهما الجزرة والعصا. إنما العصا ليست عبر ما في حوزة المحكمة. إنها تتعلق بما في حوزة الاستخبارات الأميركية. بمعنى ان ما تم تسريبه الى «سي بي سي» ليس سوى نموذج عما في حوزة الاستخبارات الأميركية. وبالتالي، إما التعاون والتحدث والانخراط ليس لبنانيا وإنما نوويا وإقليميا، وإلا، فإن المعلومات الاستخبارية ستتدفق الى دانيال بلمار لتمكينه حقا من إصدار قرارات ظنية ذات معنى.
قواسم مشتركة: ثمة حركة خارجية ناشطة في اتجاه لبنان واهتمام غير مسبوق بالوضع فيه. وبعد زيارات خادم الحرمين والرئيسين السوري والايراني، جاءت زيارة رئيس الوزراء التركي وقبلها زيارة رئيس الوزراء القطري ووزير خارجية فرنسا.
ويقول مراقبون ديبلوماسيون ان القاسم المشترك بين هذه التحركات الخارجية، والآتي منها، يتلخص بالآتي:
1ـ التسليم ضمنا، أو علنا، بحسب كل دولة أو فريق، بأن لا مجال لإلغاء المحكمة الدولية أو التأثير في القرار الاتهامي الذي سيصدر عنها، والسعي الى التعامل مع تداعياته سواء بخطوات تتخذ قبل صدوره، أو بعد صدوره أو الاثنين معا.
2ـ دعم وتأييد الحوار السعودي ـ السوري المتواصل بعيدا عن الأضواء حول صيغة تسوية بين اللبنانيين. وفي الحد الأدنى انتظار نتائج هذا الحوار للتفاعل مع مضمونها، وعدم استباقها.
هذا فضلا عن ان ثمة أطرافا تراهن على هذه النتائج مهما كانت وأخرى تواكبها لمعرفتها بخطوطها العريضة، في موازاة تكتم شديد في شأن فحواها وحصر التداول فيها بعدد محدود جدا من كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية وفي سورية.
3ـ ضمان الاستقرار في لبنان وعدم أخذه نحو الهاوية باعتباره ضمانا لعدم اهتزاز الاستقرار في المنطقة، في وقت يسعى المجتمع الدولي الى إيجاد صيغة لاستئناف عملية السلام.
4ـ ان معظم هذه التحركات يتميز باحتضان موقف الحريري باعتباره عنصرا محوريا في أي تسوية، ورمزا لإمكان إدامة الاستقرار، بالاستناد الى ثباته على التمسك بالمسعى السعودي ـ السوري والتهدئة استنادا الى اتفاق الدوحة مقابل رفضه الضغوط التي توالت عليه خلال الأشهر الماضية، وهي ضغوط هائلة.