بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو المجلس السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، في قراءة لزيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، رأى ان تركيا تسعى الى ان تكون قوة صاعدة ومؤثرة سياسيا وعسكريا في المنطقة الشرق اوسطية بعد ان كانت معزولة ولفترة طويلة عن العالمين العربي والاسلامي بسبب تواجدها ولو بشكل صوري في حلف شمال الاطلسي، معتبرا ان التزام رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان بالقضية الفلسطينية ووقوفه الى جانب الدول العربية في صراعها مع اسرائيل كان المدخل الواسع امام تركيا في تصدر المواقع الرئيسية على المستوى المذكور، معتبرا ان زيارة اردوغان للبنان تأتي في السياق نفسه اضافة الى اهتمام تركيا بعدم وصول الوضع اللبناني الى حالة الانفجار خوفا من انعكاسه على كافة دول المنطقة التي لن تكون تركيا بمعزل عن تلقي شظاياها، مشيرا في المقابل الى ان اكثر ما تسعى اليه تركيا هو خلق اسواق اقتصادية جديدة وتعاون اقتصادي كامل مع لبنان.
اردوغان في عكار
وردا على سؤال حول ما اذا كان الحشد الشعبي الكبير الذي شهدته منطقة عكار في استقبال الرئيس اردوغان جاء ردا على الحشد الشعبي الذي شهده استقبال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الضاحية الجنوبية وبنت جبيل، خصوصا ان اردوغان لم يحظ بالاستقبال الشعبي نفسه خلال زيارته السابقة للبنان، لفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» الى ان هذا التوصيف قد يكون دقيقا في مكان وذلك لاعتباره ان جزءا من الحشد الشعبي جاء بمثابة ردة فعل طبيعية على زيارة الرئيس نجاد الى لبنان، الا ان وجود الرئيس الحريري الى جانب الرئيس اردوغان ساهم في تكوين الجزء الاكبر والاساسي من الحشد الشعبي كون الرئيس الحريري شخصية محببة لدى اهالي عكار والشمال، وبالتالي يعتبر علوش ان العاملين المذكورين كانا السببين الرئيسيين في ارتسام المشهد الشعبي الكبير في عكار. وايضا ردا على سؤال حول دعوة الرئيس اردوغان في خطابه الى «الاتحاد لنكون كبارا واحياء» وما اذا كانت تلك الدعوة شبيهة بدعوة الرئيس نجاد الرئيس الحريري لدخول لبنان في «حلف مع ستة شعوب في المنطقة» اكد علوش وجود حراك تركي ـ سوري ـ ايراني يهدف الى اقامة حلف جديد في المنطقة مبني على الوحدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية في مواجهة التعنت الاسرائيلي.
الفتنة قرارها بيد ايران
وفي سياق متصل وعن كلام الرئيس اردوغان عن عدم سماح تركيا بحصول فتنة في لبنان، وما اذا كانت تستطيع من موقعها الجديد كبح جماح الفتنة في لبنان، لفت علوش الى ان اي قرار باندلاع فتنة في لبنان لن يكون قرارا لبنانيا داخليا وانما هو قرار اقليمي وتحديدا ايرانيا، وذلك لاعتباره ان الدولة الايرانية هي التي تتحكم فعليا في توجهات حزب الله والعماد عون وبالتالي هي صاحبة القرار في اندلاع الفتنة في لبنان أو عدمها وذلك وفقا لتقدم وتراجع موقعها في الصراع مع المجتمع الدولي.