بيروت ـ عمر حبنجر
غادر رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بيروت منتصف ليل الخميس – الجمعة مختصرا حصيلة لقاءاته مع قيادات 14 و8 آذار بالقول لهؤلاء «ان التشكيك في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمر غير مستحب».
وسمع أردوغان الكثير من الأقوال والمواقف والآراء، حول الأزمة الراهنة، وما ينتظرها مع صدور القرار الاتهامي المرتقب قبل انتصاف الشهر المقبل، وما يمكن ان يكون عليه الوضع في مرحلة ما بعد صدور هذا القرار، وما فيه من اتهامات وأسماء. وبدا ان الزعيم التركي مستمع جيد ومناقش هادئ، ونصح بإصرار على عدم الانزلاق الى أبعد من الخلاف السياسي، وداعيا من التقاهم وهم: رئيسا الحكومة السابقان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، والعماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط ووفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الى ضرورة إيلاء الاستقرار الأمني اهتماما أساسيا بحيث يبقى من دون «خضّات»، وباعتماد الوسائل السياسية والسلمية لحل الاشكالات. كما لفـت الى ان التشكيك في المحكمة الدولية أمر غير مستحب، ومستغرب، مشددا على ضرورة عمل الحكومة والمؤسسات الدستورية، وقال ان لبنان كان ولايزال مثالا للتعايــش بين كل الألوان مشددا على التعايش على قاعدة أساسها لبـنان الذي سيكون النجم السـاطع في سماء هذه المنطقة.
وبعد لقائهم الرئيس التركي قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انه عرض لأردوغان رؤية حزب الله للأزمة والتأكيد على دعم الجهود السعودية – السورية وقال ان لتركيا دورا حيويا في هذا المجال.
بدوره النائب وليد جنبلاط أثنى على كلام اردوغان المتصل بالصراع مع اسرائيل، وقال: انه كلام ممتاز وجميل جدا خصوصا ما صدر في عكار، حيث أعاد شريحة من اللبنانيين الى الخطاب العروبي، الإسلامي الملتزم بفلسطين، بعد محاولة عزلها عن تاريخها.
الرئيس ميقاتي قال انه أكد للضيف التركي أهمية دور تركيا في دعم المبادرة السعودية – السورية متمنيا ان تؤكد تركيا هذا المسعى، بالنظر الى علاقاتها الممتازة مع كل الأطراف.
وكان الحريري اعتبر ان حضور اردوغان هو رسالة اطمئنان الى كل اللبنانيين، بأن بلدهم سيكون بخير، مشددا على الوحدة الوطنية. وقال في خطاب افتتاح المستشفي التركي في صيدا متوجها الى اردوغان: لن نيأس يا دولة الرئيس من الدعوة الى تحكيم العقل ومن التمسك بالحوار الوطني بقيادة الرئيس ميشال سليمان سبيلا وحيدا لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، وفي ظل مظلة عربية توفرها بحمد الله المساعي المشتركة للقيادتين السعودية والسورية.
رئيس وزراء قطر
من جهة أخرى علمت «الأنباء» من مصادر وزارية في فريق 14 آذار ان سبب الزيارة المفاجئة لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم الى بيروت عشية زيارة الرئيس ميشال سليمان الى الدوحة هو انه زاد على النصيحة التي كررها اردوغان لاحقا، بتحذير للأطراف اللبنانية المعنية من مغبة أي تصرف خارج النطاق الإعلامي أو السياسي، ردا على قرار الاتهام المرتقب، وقابل رئيس الوزراء القطري الرؤساء اللبنانيين الثلاثة ومسؤولا كبيرا في حزب الله، وتقول المصادر ان الشيخ حمد كان واضحا وصريحا وقد وضع هؤلاء المعنيين في الأخطار التي يمكن ان تترتب على أي عبث بالاستقرار اللبناني، وخص بالذكر استعدادات العدو الاسرائيلي لاستغلال أي خلل او تحرك باتجاه المعادلة اللبنانية الراهنة بذريعة منع حزب الله من السيطرة على السلطة في لبنان، طبقا لما اعلنه مسؤولون اسرائيليون.
بانتظار القرار الاتهامي
في هذا الــوقت يبقى مسار المساعي الســـعودية ـ السورية في مهب الاستنتاجات، في ضوء معلومات صحافية تتردد باستــمرار عن قرب قيام المستشار الملكي الـسعودي الامير عبدالعزيز بن عبدالله بزيارة قريبة الى دمشق، في حين يغشى القلق افئدة اللبنانيين حيث لا حكومة تجتمع ولا مجلس نواب ولا حتى هيئة حوار كذلك، والكل بانتظار «غودو» وهو ليس شخصا كما في مســرحـية «بيكت» انما هو القرار الاتهامي الـمنــتظر في النصف الاول من ديسمبر والذي تحضر له قوى 14 آذار، بوثيقة تصدر عن لقاء عام لقادتها في قاعة بيال الشــهيرة وتتوجه فيها الى اللبـنانيين، بعيدا عن 8 و 14 آذار، انما كاتــجاهين، اتجاه المتهمين واتجاه الضحايا.