بيروت ـ عمر حبنجر
تواجه محاولات الرئيس ميشال سليمان اختراق جدار الازمة المعطل لاجتماع مجلس الوزراء، وبالتالي هيئة الحوار مع اقتراب صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وباقي شهداء موجة الاغتيالات التي اجتاحت لبنان عامي 2005 و2006، مع كل ما يمكنه ان يستتبع هذا الصدور من تداعيات.
ودلت المرحلة الاولى من المشاورات التي اجراها الرئيس سليمان في القصر الجمهوري، يوم الاربعاء على مثل هذه الصعوبة، خصوصا مع العماد ميشال عون، رئيس تكتل الاصلاح والتغيير ومع النائب سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة حيث تقول صحيفة السفير القريبة من المعارضة انها لم تسفر عن اي نتائج ايجابية، بل ان المعلومات تشير الى ان الاجواء كانت ملبدة ومقفلة، وان الرئيس سليمان طرح امكانية احالة البحث في موضوع شهود الزور الى طاولة الحوار، لكن عون وفرنجية وباقي ممثلي المعارضة رفضوا هذا الطرح معتبرين انه يصب في خانة تضييع الوقت وتمييع القضية، بينما المطلوب قرار واضح من مجلس الوزراء بإحالتهم الى المجلس العدلي، وعندها تعود جلسات الحكومة والحوار الى الانعقاد تلقائيا. اما ممثلو 14 آذار في المشاورات فقد ابلغوا الرئيس سليمان ترحيبهم بعودة اجتماعات هيئة الحوار الوطني وجلسات مجلس الوزراء، بينما اكدت مصادر المعارضة ان طرحها ليس موجها ضد رئس الجمهورية بل الاكثرية هي المعنية به.
التشاور مع بري وجعجع ورعد
الرئيس سليمان وفي اطار المشاورات عينها، التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جوجلا لقاءات الاربعاء التشاورية، وبحثا في امكانية عقد طاولة الحوار مجددا، للبحث في الامور المعطلة للعمل الحكومي. كما التقى الرئيس سليمان رئيس القوات سمير جعجع والوزيرين ميشال فرعون ومحمد الصفدي والنائبين محمد رعد واغوب بقرادونيان.
بيد ان إذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله أشارت الى قرب إعلان اتفاق شارفت الاتصالات السورية ـ السعودية على وضع بنوده الختامية، «بما ينهي مفاعيل اي قرار اتهامي صاغته أو أملته أجهزة استخبارات إسرائيلية أو أميركية».
ونقلت إذاعة عن أوساط نسبتها الى الرئيس سعد الحريري قولها ان اي عاقل في تيار المستقبل لن يكون مستعدا لقبول قرار اتهامي يستند الى شهود الزور، ممن أكد رئيس الحكومة نفسه انهم ضللوا التحقيق.
وفي هذا السياق يقول مصدر في أمانة 14 آذار لـ «الأنباء» ان قيادات المعارضة تركز على ما تصفه بـ «شهود الزور»، وعلى الخرق الإسرائيلي لشبكة الهاتف الخليوي في لبنان، دون ان تشير من قريب او من بعيد الى إمكانية استناد القرار الاتهامي العتيد الى أدلة وقرائن من خارج معطيات بعض من قد يكونون شهود زور، أو الاختراقات الخليوية.
وتقول وسائل إعلام قريبة من المعارضة ان خريطة الطريق نحو التسوية باتت واضحة المعالم، وما يجري الآن هو العمل على إيجاد المخارج اللبنانية، تحت سقف مجموعة من التوافقات التي باتت في حكم المنجزة.
«الخليلان» عادا بالتفاؤل من دمشق
وترد الأوساط السياسية المتابعة في بيروت، لـ «الأنباء» تفاؤل إعلام المعارضة وبالذات حزب الله الى نتائج زيارة مشتركة الى دمشق قام بها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل يوم الأربعاء.
في غضون ذلك رد الوزير حسن منيمنة في دردشة مع «الأنباء» على تقرير الصحيفة الروسية حول اغتيال الحريري بصاروخ ألماني الصنع أطلق من طائرة بلا طيار، قائلا: «ان هذا السيناريو معيب بحق الصحيفة الروسية، لافتا الى إمكان شراء صفحات إعلانية في بعض وسائل الإعلام على شكل مقال او دراسة نقول فيها ما نشاء.
وأضاف منيمنة قائلا: النص الوارد في الصحيفة لا يستند الى اي أمر فعلي، مثل الحديث عن إشعاع صادر عن الصاروخ ظهر على جسد الشهيد باسل فليحان، بعد 5 سنوات من الجريمة، علما ان فليحان عولج في فرنسا ولم يظهر اي شيء مما تقوله الصحيفة، التي قدمت رواية ضعيفة لا تستند الى مصدر حقيقي، بهدف تضليل الرأي العام اللبناني ودفعه الى رفض القرار الاتهامي، استنادا الى معطيات وهمية.