بيروت ـ زينة طبّارة
رأى نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ان ما تشهده الساحة اللبنانية من مشاحنات سياسية وتشنجات في مواقف فريق المعارضة، ناتج عن تغييب هذا الأخير للمنطق في مقاربته العناوين والملفات العالقة، وفي مقدمتها القرار الاتهامي وشهود الزور والمحكمة الدولية ككل، معتبرا ان ما يطالب به فريق «8 آذار» حيال القرار الاتهامي، عملية «قوطبة» والتفاف على المحكمة الدولية لفرملة مسارها وتطويق مفاعيل العدالة وإبقاء الحقيقة معلقة دون محاسبة الجناة، وبالتالي إبقاء لبنان ساحة يلعب فيها المتآمرون ومكانا آمنا لاستمرارهم في تنفيذ الاغتيالات السياسية.
ولفت مكاري في تصريح لـ «الأنباء» الى وجود استحالة للتفاهم مسبقا حول تداعيات القرار الاتهامي قبل صدوره والاطلاع على مضمونه، وبالتالي فإن أي تفاهم حوله سيكون مبنيا على نقاط غير مؤكدة قائمة على مجرد تحاليل وتسريبات صحافية، مشيرا الى ان كلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن أنه «لن يكون هناك من امكانية لمناقشة القرار الاتهامي بعد صدوره»، مجرد وجهة نظر يحاول السيد نصرالله فرضها على الآخرين وإرغام اللبنانيين على القبول بها وبطروحاته من خلال التهويل بفتنة حتمية قد تندلع نتيجة صدور القرار الاتهامي، مؤكدا ان التهويل بالفتنة وحلول الفوضى الأمنية لن يبدّل من قناعات الناس ولن يجدي نفعا مع من يتطلع الى تحقيق العدالة لحماية لبنان واللبنانيين.
وعن ابعاد المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع أقطاب طاولة الحوار الوطني، لفت مكاري الى ان الرئيس سليمان يحاول تجنيب البلاد الخضّات الأمنية ومخاطر الانزلاق الى المجهول وهو يمارس مسؤولياته بدقة وحذر نظرا لدقة التعاطي مع الواقع الحالي كونه أكثر من يدرك ان حلحلة العقبات وتفكيك الألغام لا تتم إلا من خلال تلاقي الفرقاء اللبنانيين على طاولة الحوار الوطني، مشيرا الى ان المواقف السلبية التي اتخذها فريق المعارضة والتي أعلن عنها العماد عون بمقاطعة الحوار دفعت بالرئيس سليمان الى استمزاج آراء أعضاء لجنة الحوار، كل على حدة، بدلا من أخذها بطريقة جماعية، معتبرا ان الرئيس سليمان يسعى جاهدا الى إيجاد مخارج للأزمة، انما مقاربة فريق المعارضة للطروحات والحلول تحول دون الإسراع بإيجادها، مستشهدا بتعطيل هذا الفريق لمجلس الوزراء الذي بات يزيد الأمور تعقيدا ويوسّع حلقة الأزمة لتنتقل من سياسية الى اجتماعية تخص شؤون الناس ومصالحهم، معتبرا ان الحد الأدنى المطلوب من فريق 8 آذار هو العودة الى الجلوس مع الآخرين داخل مجلس الوزراء انطلاقا من الاحساس بالمسؤولية على قاعدة فصل مصالح الناس عن موضوع المحكمة الدولية وشهود الزور والقرار الاتهامي، متمنيا النجاح للرئيس سليمان الذي لن يحصد النجاح في مسعاه فيما لو أراد التكلم بلغة المنطق مع العماد عون كون لغة المنطق غير موجودة في قاموس هذا الأخير وبالتالي يصعب عليه فهمها واستيعابها.
على صعيد آخر وردا على سؤال، لفت مكاري الى ان التواصل المباشر بين الرئيسين الأسد والحريري متوقف على المستوى الشخصي وليس على المستوى المؤسساتي والديبلوماسي، نافيا ما تحاول دسه بعض الوسائل الإعلامية عن وجود قطيعة بينهما، أو ان يكون الرئيس الحريري قد فرمل عملية التواصل مع الجانب السوري إفساحا في المجال أمام المشاورات السعودية – السورية،