بيروت ـ زينة طبّارة
رأى وزير التربية والتعليم العالي د.حسن منيمنة (تيار المستقبل) ان زيارة الرئيس الحريري الى طهران ولقاءه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تندرج ضمن سياسة التواصل والانفتاح على الآخرين التي ينتهجها منذ توليه رئاسة الحكومة اللبنانية، معتبرا ان الرئيس الحريري يسعى جاهدا الى ترسيخ الاستقرار الداخلي عبر تواصله مع جميع الجهات المعنية بسياسة المنطقة التي تنعكس تطوراتها سلبا وإيجابا على الداخل اللبناني، متمنيا على الدولة الايرانية وعلى المعنيين بالوضع اللبناني العمل على تثبيت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان افساحا في المجال امام الحكومة اللبنانية لتفعيل دورها ودور جميع المؤسسات الدستورية. وردا على سؤال حول ما اذا كان الرئيس الحريري يحمل معه من طهران الأمل في عودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد، لفت الوزير منيمنة في تصريح لـ «الأنباء» الى ان تصاريح المسؤولين الايرانيين في الفترة الأخيرة وفي مقدمتها تصاريح السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي التي شدد فيها على ضرورة نبذ الفتنة بين اللبنانيين تحت اي عنوان كان ومتابعة الحوار فيما بينهم، تؤكد دعم الدولة الايرانية لحكومة الوحدة الوطنية ولشخص الرئيس الحريري، الأمر الذي يفترض دعم ايران لاستمرار الحكومة اللبنانية في لعب دورها كاملا انطلاقا من حس جميع الوزراء بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، مشيرا الى انه وبالرغم من تفاؤل الرئيس نجاد حول مستقبل الوضع اللبناني، وبالرغم من الاشارات الايجابية التي رافقت الزيارة يبقى انتظار النتائج هو الموقف المنطقي والصحيح قبل الدخول في المراهنة على ما اذا كان سينتج عن الزيارة استئناف جلسات مجلس الوزراء أم عدمه.
وعلى مستوى آخر، نفى الوزير منيمنة ان يكون التفاهم السعودي ـ السوري مجمدا بالمعنى الصحيح للكلمة، وذلك لاعتباره انه وبالرغم من ان اللقاء المباشر بين موفد المملكة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مع الرئيس بشار الأسد والمسؤولين السوريين وارد في كل حين، فإن التواصل بين المملكة العربية السعودية وسورية مازال قائما عبر قنوات ديبلوماسية وسياسية مختلفة الى حين تعافي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان الوضع في لبنان والمنطقة لا يحتمل تجميد التفاهم المذكور وترك الأمور تسير نحو المجهول، ناهيك عن ان أحد أهم المعطيات التي تحول دون تجميد التفاهم السعوي ـ السوري هي ان كل الدول المعنية بالملف اللبناني تؤيد التفاهم وتدعم خطواته لا بل تراهن على نجاحه أملا في ترسيخ الاستقرار في لبنان والمنطقة.
وردا على سؤال حول امكانية توصل التفاهم السعودي ـ السوري الى تسوية ما بين اللبنانيين، أشار الوزير منيمنة الى انه فيما لو أقرّت التسوية لن تكون على مستوى المحكمة الدولية وما يتفرع عنها من اشكاليات، انما على مستويات أخرى بمقررات تسوية الدوحة والعودة الى تفعيل البيان الوزاري بجميع بنوده ومندرجاته، مؤكدا ان التسوية على مستوى المحكمة الدولية لن تؤول الى تحقيق أي نتائج كونها غير معنية بما يقرره اللبنانيون في داخل بناء على استقلاليتها وهي بالتالي خارج نطاق المساومة والمقايضة.
وعما أثير مؤخرا بأن الولايات المتحدة تسعى الى نسف التفاهم السعودي ـ السوري بهدف تفعيل حساباتها الخاصة حيال لبنان، والمنطقة، لفت الوزير منيمنة الى ان هدف البعض من ترويج هذه الشائعة هو التآمر المسبق على اي حل للأزمة الراهنة او على أي تسوية تؤدي الى تفعيل دور الحكومة ووقف التدهور السياسي الحالي، وبالتالي هو محاولة للاجهاز سلفا على كل تفاهم بين الفرقاء اللبنانيين، وذلك لتبرير سلوكهم السلبي لاحقا تجاه القرار الظني بعد صدوره وتجاه المحكمة الدولية ككل، مؤكدا ان الادارة الأميركية وبالرغم من انها تعمل كأي دولة في العالم وفقا لما تقتضيه مصالحها الخاصة، الا انها تدعم التفاهم السعودي ـ السوري وتسدد خطاه في موازاة دعمها للمحكمة الدولية.