أبلغ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ومساعدوه الاوساط المعنية ان المحادثات غير المعلنة الجارية مع الحريري تؤكد جهوزيته لعقد تسوية تجنب لبنان أي انعكاسات سلبية للقرار الظني، ولكن الرجل يحتاج الى دعم جدي لكي يكون قادرا على السير قدما في هذا الامر، وان الاساس وقف كل أنواع الحملات عليه ومحاولة إخضاعه بالقوة. وهو كلام يهتم جنبلاط بأن يسمعه جيدا كل من حزب الله والقيادة السورية.
كذلك يشير جنبلاط الى انه يجب اقناع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون بتخفيف حملته المباشرة على الحريري والأداء الحكومي.
ولدى استقباله الوفود الشعبية والمشايخ الدروز ردد النائب جنبلاط أمامهم أنه كان محقا وصائبا في تموضعه السياسي لحماية الطائفة أولا والجبل عموما، ويعتبر انه في حال حصول أي اضطرابات في البلد، فإن الجبل سيكون الملاذ الآمن للجميع، وانه متفق مع القيادات الدرزية كافة على هذه الوظيفة للمنطقة.
في غضون ذلك، انزعج عدد من كوادر تيار المستقبل من الكلام المتمادي للنائب وليد جنبلاط الذي يشيد فيه بالوزير شربل نحاس لاسيما دعوته نحاس للغداء، حيث تعتبر هذه الدعوة تقليدا يمارسه جنبلاط في بعض المناسبات المرمزة سياسيا، وتعتبر كوادر المستقبل ان جنبلاط يمارس اليوم مع نحاس ما كان يمارسه مع الوزير جورج قرم في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الى ذلك، كان لعضو اللقاء الديمقراطي النائب علاء الدين ترو تصريح ملفت امس اذ اكد انه سيصوت الى جانب اي قرار يتعلق بالمحكمة الدولية انطلاقا من قناعته الشخصية بضرورة تحقيق العدالة، وعن موقف الحزب الاشتراكي والنائب وليد جنبلاط من المحكمة اعتبرها تسعى للتوفيق بين العدالة والاستقرار وتهدف لعدم استخدام المحكمة لاغراض سياسية او استخدامها من قبل البعض في الداخل والخارج لاحداث فتنة.
ولدى سؤاله عن موقع الحزب الاشتراكي بين فريقي 8 و14 آذار، اكد الوقوف الى جانب الفريق الذي ينادي بالتسوية ومنع الفتنة وحيث نرى مصلحة البلد والمواطن سنكون، نافيا نفيا قاطعا الانضمام الى فريق الثامن من آذار ومؤكدا عدم العودة الى فريق الرابع عشر من آذار.
وعن العلاقة بين «المستقبل» و«الاشتراكي» لاسيما في منطقة الاقليم، اعتبرها ممتازة على الرغم من بعض التباينات التي حصلت في الانتخابات البلدية الاخيرة في بعض المناطق والتي يتحمل مسؤوليتها تيار المستقبل وفقا للنائب ترو، وفي هذا الاطار نفى الكلام الذي سبق ان أدلى به النائب محمد الحجار واتهم فيه البعض من الحزب الاشتراكي بأنه مازال يتصرف بعقلية الانتخابات البلدية، مؤكدا ان النائب الحجار هو من يتصرف بهذه الطريقة.
وعن مدى تجاوب الرأي العام مع المواقف الاخيرة للنائب جنبلاط، اشار النائب علاء ترو الى ان الهدف الذي يسعى وليد جنبلاط اليه هو تحقيق الاستقرار ومنع الفتنة واعادة التواصل مع مختلف الفرقاء، فالصوت العالي يقود الى الخراب والمجهول وهذا لا يخدم المواطن.
اما عن موضوع التسلح في الاقليم فاعتبر ان حزب الله يسلح جماعاته في لبنان وفي الاقليم، وهذا الامر دفع العديد من المواطنين الى شراء السلاح خوفا من السلاح الموزع من حزب الله، ومن هذا المنطلق تواصلنا كحزب اشتراكي مع جميع القوى السياسية في الاقليم بهدف حماية امن الناس من اي تداعيات لاي فتنة قد تعصف بالوطن خاصة ان الجيش بمفرده غير قادر على ضبط الفلتان نتيجة عدم وجود قرار سياسي يتيح له ذلك.