بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «نواب زحلة» وتكتل «القوات اللبنانية» النائب جوزف معلوف، ان تصريحات رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد تعكس صورة واضحة عما يتحضر للبلاد فيما لو لم تنفذ مشيئة «حزب الله» في ابرام تسوية حول القرار الاتهامي وما يسمى بملف شهود الزور، معتبرا ان الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي باتا بحسب تصريحات نواب الحزب وسائر قيادات المعارضة مهددين بالسقوط، وباتت البلاد على شفير الانزلاق الى نفق الفتنة التي لن يكون بمقدور لا حزب الله ولا غيره من الفرقاء اللبنانيين ضبط مسارها فيما لو اندلعت، معتبرا ان لغة التهويل والتهديد ومنطق الويل والثبور وعظائم الامور لن يفلحا مهما تعاظما في ايجاد المخارج والحلول المرجوة، محذرا من ان اي انفلات امني في البلاد ستنعكس سلبياته على مسببيه قبل انعكاسها على جميع شرائح المجتمع اللبناني، مشيرا الى ان الحوار بين اللبنانيين على أسس دستورية وقانونية يبقى السبيل الوحيد الى التفاهم لتفادي وقوع البلاد في المحظور. وتمنى النائب معلوف في تصريح لـ «الأنباء» على النائب محمد رعد توضيح كلامه حول «اعطاء (حزب الله) الفرصة الاخيرة امام المبادرة العربية لايجاد تسوية بين اللبنانيين»، والاعلان صراحة عما ينتظر البلاد فيما لو فشلت المبادرة العربية في اجتراح الحلول وصياغة التسوية المطلوبة، معتبرا من جهة اخرى ان دعوة النائب رعد قوى «14 آذار» الى «مراجعة حساباتها قبل فوات الاوان»، دعوة لا تحمل في مضمونها سوى التهديد والوعيد لدفع الآخرين الى القبول بشروط المعارضة وتبني طروحاتها حيال المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وشهود الزور، متمنيا عليه من جديد توضيح المقصود بعبارة «قبل فوات الاوان» وعما سيحصل او عما ستؤول اليه البلاد بعد فواته، مذكرا بان حسابات قوى «14 آذار» ليست معقدة كونها تقوم على أبسط المعادلات الوطنية وبالتالي ليست بحاجة الى تقييمها او مراجعتها، وهي قيام الدولة بمفهومها الصحيح وبكامل مقوماتها الدستورية والامنية والقضائية، اضافة الى تمسكها باتفاق الطائف والسلم الاهلي وبطاولة الحوار الوطني برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان.
وردا على سؤال تمنى النائب معلوف الا يكون التاريخ يعيد نفسه لجهة تشابه تعطيل مجلس الوزراء اليوم من خلال عدم حضور المعارضة للجلسات، بتعطيل حكومة الرئيس السنيورة سابقا من خلال انسحاب وزراء المعارضة منها وما تلاه من اعتصامات في الوسط التجاري ومن اعمال عسكرية لـ «حزب الله» في بيروت والجبل للوصول الى تسوية الدوحة التي عاد وتنصل منها لاحقا، معربا عن اعتقاده ان المعارضة اصبحت تراهن على ابرام التسويات بين اللبنانيين في كل مرة تريد تمرير مشروع من مشاريعها وذلك من خلال تصعيد المواقف واللهجات الخطابية وتعطيل المؤسسات الدستورية، لتعود وتتنصل منها لاحقا على غرار تنصلها من تسوية الدوحة، متمنيا على الرئيس نبيه بري اتخاذ المواقف الحاسمة انطلاقا من موقعه على رأس السلطة التشريعية حيال استمرار محاولات تعطيل المؤسسات الدستورية ومنعها من العمل اقله على مستوى تسيير شؤون الناس ومصالحهم.
وعن امكانية توصل المبادرة السورية ـ السعودية الى تسوية بين اللبنانيين تنقذ الوضع الراهن من الانزلاق الى المحظور، لفت النائب معلوف الى ان معادلة «س. س» لم تأت عمليا بمفاعيل ايجابية خصوصا بعد القمة الثلاثية في قصر بعبدا، وبالتالي لا يمكن التعويل عليها لانقاذ البلاد، معتبرا ان المنقذ الوحيد للبنان من ازمته هم اللبنانيون انفسهم من خلال التقائهم على طاولة الحوار والتفاهم على الخروج بحل مشترك يرضي الجميع ويحافظ على مجرى العدالة والحقيقة.