بيروت ـ عمر حبنجر
يعقد مجلس الوزراء اللبناني اليوم جلسة مفصلية، هي الأولى منذ بضعة اسابيع يتعين ان تفصل في بنود وملفات كثيرة، أبرزها وربما اخطرها بند ملف شهود الزور الذين تطالب المعارضة باحالتهم الى المجلس العدلي قبل صدور قرار الاتهام باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بينما ترفض ذلك الاكثرية انطلاقا من عدم وجود شهود زور قبل القرار الاتهامي أو المحاكمة.
المصادر المطلعة اكدت لـ «الأنباء» عشية انعقاد مجلس الوزراء ان الرئيس سعد الحريري لن يقبل بصيغة احالة «الشهود» الى المجلس العدلي، كما لن يقبل بالتصويت على هذا الملف، ولو حالت المعارضة دون الانتقال للبنود الاخرى، ردا على موقفه هذا.
وتوقعت المصادر الواسعة الاطلاع، تفاديا لانسحاب الحريري من الجلسة، ان الرئيس ميشال سليمان سيمنع طرح التصويت في الجلسة، وتفاديا لانسحاب وزراء الاقلية احتجاجا، سيرفع الرئيس سليمان الجلسة او يعتمد صيغة اخرى تؤدي نفس الغاية، لكنها ستكون جلسة منضبطة.
وماذا عن ردود فعل المعارضة في ضوء تلويحاتها الشارعية، قال المصدر لـ «الأنباء» ان الرئيس الحريري مطمئن الى الحصانة الخارجية للاستقرار الأمني الراهن، مذكرا بزيارة نائب وزير الخارجية الروسية الاخيرة الى بيروت ودمشق وعواصم أخرى وان الكسندر سلطانوف والذي نقل رسالة الى المعنيين في العاصمتين تؤكد على ان الوضع في لبنان ليس متروكا، وان اساس المسألة اقليمي، وليس بوسع التفاصيل الداخلية ان تتخطى الحدود المرسومة.
رسالة مماثلة
وبعد الموقف الفرنسي الحاسم وبعد الرسالة المماثلة التي نقلها رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني جاء سلطانوف حاملا التأكيد على دعم روسيا للتهدئة الراهنة في لبنان، ازاء ارتفاع منسوب الخطب المتوترة، وان اي انتكاسة قد تحصل لا يمكن حصرها ضمن الاطار اللبناني.
ولاحظت المصادر تراجع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب رعد عن كلام تصعيدي ادلى به، وربطت هذا التراجع بمحادثات سلطانوف في دمشق.
وعن طرح الرئيس بري فكرة ترك مصير ملف «شهود الزور» الى قاضي التحقيق العدلي، بعد سبق الاصرار على حسمه في مجلس الوزراء، قال المصدر: ان هذا الطرح يشكل مخرجا، وبالتالي هو موقف تراجعي ايضا.
ولاحظ المصدر انه رغم التصعيد الذي حصل فان زخم قرار الاتهام استمر على مختلف المستويات الدولية والاقليمية.
يجب انتصار الاستقرار
وفي هذا السياق يقول النائب المستقبلي عمار حوري هناك رغبة من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري في تدبير الزوايا في جلسة مجلس الوزراء اليوم، ويجب ان ينتصر البلد، وينتصر الاستقرار ونلغي الجريمة السياسية في لبنان.
ولكن رئيس اللقاء النيابي وليد جنبلاط اكد في احاديث صحافية الا مبادرة داخلية، لافتا الى ان الاتصالات الرئاسية لم تذلل العقد، انما هناك افكار يتم تداولها وان المبادرة الوحيدة هي المبادرة السعودية ـ السورية وهي مستمرة، مؤيدا فكرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف شهود الزور، وبانتظار رد الرئيس سعد الحريري.
وقال جنبلاط ان وضع بند شهود الزور كبند اول في جلسة مجلس الوزراء اشارة ايجابية من قبل الحريري، لذلك فانا لا احبذ اللجوء الى التصويت وليتم التوافق على هذا الملف وكفى تأخيرا، واعتقد ان هناك امكانية لذلك.
نبرة عالية
في غضون ذلك كشفت أوساط حزب الله انه سيكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا خطاب عالي النبرة يضع خلاله النقاط على الحروف، خاصة انه ترك فسحة طويلة للمساعي الخيرة السعودية ـ السورية، وبالتالي، وبعد تبيان تعثر هذه المساعي وعدم تمكنها من التوصل الى برنامج معين وانتظار المخارج اللبنانية للبناء عليها، لابد للنبرة العالية للسيد نصرالله ان تكون بمنزلة عامل محفز للفريق الآخر، وبالتحديد لرئيس الحكومة سعد الحريري، لأخذ المبادرة قبل صدور القرار الظني.
وتضيف الأوساط: «نحن قلنا ونكرر ان ما قبل القرار الظني لن يكون كما بعده، ومعطياتنا تؤكد ان بلمار يسلم كاسيزي القرار الاتهامي قبل 22 من الشهر الجاري، وبالتالي فالمطلوب من الحريري التحرك قبل هذا الموعد».