بيروت ـ زينة طبّارة
رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، ان المؤشرات السياسية والمعطيات الإقليمية لا تشير الى امكانية قيام فريق 8 آذار بقيادة «حزب الله» بأية أعمال عسكرية مسلحة منظمة ضد الداخل اللبناني بعد صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، معتبرا ان أفق العمليات المسلحة سيكون مسدودا أمام من يريد العبث بأمن المواطنين والسلم الأهلي، وبالتالي فإن الحزب لن يحصد من أي عمل عسكري قد يقدم عليه سوى السلبيات التي سترتد عليه مباشرة وتحديدا على المستوى السياسي، مضيفا ان «حزب الله» قد يستعيض عن الأعمال المسلحة بتحركات شعبية مبرمجة في الشارع تعبيرا عن استنكارها للقرار الاتهامي والدفاع عمن سيتهمه القرار المذكور في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مشيرا الى ان أعمال الشغب تلك قد تحمل بنتائجها بعض الارتدادات على البلاد والتي لا يمكن تحديد حجمها سلفا خصوصا لجهة تعطيل أعمال المواطنين والمدارس والجامعات.
ولفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» الى ان اللبنانيين اعتادوا خلال الأشهر الستة الماضية على سماع تصاريح التهويل والتهديد والوعيد، وعلى محاولات «حزب الله» فرض مطالبه ورؤيته وتوجهاته على الآخرين، معتبرا ان ما يقال عن مرحلة ما بعد القرار الاتهامي لا يندرج سوى في إطار محاولات الضغط على الرئيس الحريري لحمله على تقديم التنازلات ولو على حساب الدستور والقوانين لجهة إحالة ما يُسمى بملف شهود الزور الى المجلس العدلي، وعلى حساب صلاحيات الرئاستين الاولى والثالثة لجهة تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء، معتبرا ان مرحلة ما بعد القرار الاتهامي لن تكون سوى كمرحلة ما قبله، باستثناء احتمال اندلاع أعمال شغب شعبية، يعول اللبنانيون في حال اندلاعها على الجيش والقوى الأمنية لحصرها وكبح جماحها.
ووصف علوش الضغوطات على الرئيس الحريري بسيف ذي حدين، الحد الأول لفرض ما يريده حزب الله على الحكومة اللبنانية حيال المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وما يُسمى بملف شهود الزور، والحد الثاني لتمتين موقع ايران على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبرا ان ما تحاول إيران قوله من خلال تحرك حزب الله سلبا في الداخل اللبناني، ان لديها أذرعا حديدية متعددة على المستويين السياسي والعسكري، وانها قوة إقليمية تستطيع من خلال تلك الأذرع فرض مشيئتها على المعادلات الدولية والإقليمية، وبالتالي يعتبر علوش ان كلا من الحليفين الايراني و«حزب الله» يستعملان الساحة اللبنانية للضغط على المجتمع الدولي انما لأهداف تختلف من حيث المسار وتلتقي من حيث المشروع العام لهما.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعد للمبادرة العربية من مفاعيل يستطيع اللبنانيون التعويل عليها للخروج من الأزمة، لفت علوش الى ان المبادرة العربية مازالت تشكل عاملا أساسيا للاستقرار الداخلي بحيث رسمت خطوطا حمراء أمام مغامرات البعض، معربا عن اعتقاده بأن لقاءات الرئيس الأسد مع الرؤساء والمسؤولين الدوليين اضافة الى التفاهم مع المملكة العربية السعودية تندرج في اطار التمسك بالاستقرار الأمني في الداخل اللبناني، وانه بالرغم مما تقدم فإن المبادرة العربية لن تصل الى أية نتيجة على مستوى إيجاد الحلول بين اللبنانيين، وذلك لكون الحلول الوسطى مرفوضة من كلا الطرفين لأن كل طرف منهما يعتبر عدم تحقيق ما يريده سقوطا كاملا على المستوى السياسي، مشيرا من جهة أخرى الى ان حزب الله أدرك توقف المبادرة العربية مما دفع به الى تصعيد لهجته التهديدية ضد الداخل اللبناني وتوجيه الرسائل لسورية بأن التفاهمات بينها وبين السعودية لا تعنيه مباشرة إلا إذا كان طرفا أساسيا بها.
وعما صدر من تعليقات على كلام النائب محمد كبّارة الذي قال فيه ان «مدينة طرابلس هي عاصمة السنة»، واعتبار المعقلين لهذا الكلام تمهيدا للفدرلة والتقسيم، ختم علوش مؤكدا ان الطائفة السنية أبعد ما تكون عن تلك الاعتبارات وعن كل ما يفرق بين لبناني وآخر على قاعدة الشراكة في الوطن، مشيرا الى انه وبالرغم مما يبديه من تحفظ على كلام النائب كبارة، الا انه يبقى كلاما مرادفا لمقولة «زحلة عاصمة الكثلكة» مؤكدا ان مدينة طرابلس هي العاصمة الثانية لجميع المذاهب والطوائف اللبنانية وجزء لا يتجزأ من التعددية الطائفية التي يمثلها النظام اللبناني وعن الوطن الجامع للبنانيين تحت سقف الدولة والشرعية.