بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلتي «المستقبل» و«نواب زحلة» النائب عقاب صقر ان فريق المعارضة مصر على أخذ البلاد الى مزيد من التشنجات والانقسامات، في وقت يصر فيه الرئيس الحريري على مد يده للجميع بهدف منع البلاد من الانزلاق الى الأسوأ، مشيرا الى ان ما قدمه الرئيس الحريري من تنازلات لمنع تعطيل مجلس الوزراء ولتنفيس الاحتقان السياسي المتزايد لم يأت بأي نتائج عملية، لا بل دفع «8 آذار» في المقابل الى الإصرار على شل البلاد من خلال الإبقاء على تعطيل مجلس الوزراء وطاولة الحوار وتجميد مصالح المواطنين، وذلك على قاعدة الويل والثبور وعظائم الأمور وقلب الطاولة على الجميع كوسيلة ضغط لحمل الرئيس الحريري على القبول بطروحات الفريق المذكور واقتراحاته غير المدعمة بمسوغ قانوني حيال ما يسمى بملف شهود الزور.
ولفت النائب صقر في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الرئيس الحريري أبلغ الرئيس بري انه يتوجب عرض مبادرته (بري) على «هيئة الاستشارات العليا» للبت بقانونيتها ودستوريتها، الا ان اقتراح الرئيس الحريري جوبه بالرفض من قبل فريق «8 آذار» وأدى الى سقوط المبادرة، وذلك لاعتباره ان فريق «8 آذار» كان يدرك سلفا جواب الهيئة المشار اليها، نظرا لعلمه بعدم قانونية المبادرة، معتبرا من جهة أخرى ان مخاطر الطروحات والمبادرات غير القانونية كإحالة ما يسمى بملف شهود الزور الى المجلس العدلي تكمن في ان تتحول الى سابقة يُبنى عليها في المستقبل طروحات جديدة غير قانونية، بحيث تصبح «لا قانونية» الطروحات والمبادرات أمرا واقعا على حساب القوانين والدستور ومباحة بذريعة قبولها في السابق.
وردا على سؤال لفت النائب صقر الى ان العاصفة السياسية مازالت مستمرة وقوى «14 آذار» تعمل جاهدة على احتوائها، إنما بصعوبة نظرا لإصرار الفريق الآخر على زيادة العصف السياسي، محذرا من مغبة اللجوء الى الشارع والدفع بالمواطنين الى حلقة المواجهات الشعبية وحتمية اصطدامهم مع القوى الأمنية، مؤكدا ان لعبة اللجوء الى العنف أصبحت بالية ولن تأتي بالمرجو منها، بل ستزيد الأمور تعقيدا وربما ستؤدي الى عودة الانقسامات في الشوارع والمناطق، داعيا فريق «8 آذار» للاحتكام الى لغة العقل والمنطق واعتماد الحلول القانونية والدستورية كونها المخرج الوحيد من نفق الأزمة الحالية، مؤكدا أيضا انه مهما تصاعدت لهجة فريق «8 آذار» ومهما علت نبرات التهديد والوعيد فإن الرئيس الحريري وقوى «14 آذار» ستبقى متمسكة بخطابها الوحدوي وتتصدى لكل محاولات الانقلاب على الدولة وتنبذ الخطاب الطائفي حرصا منها على السلم الأهلي.
وردا على سؤال حول ما إذا أصبح لبنان ساحة مواجهات بين اللبنانيين على أثر توقف المبادرة السعودية – السورية، أكد النائب صقر ان المبادرة المذكورة لن تتوقف كما لم تنقطع الاتصالات السعودية – السورية حيال الشأن اللبناني، وان المساعي مازالت مستمرة بين الطرفين لمنع الداخل اللبناني من الانزلاق داخل حلقة المواجهات، انما هناك بعض البرودة الناجمة عن الوعكة الصحية التي ألمّت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبالتالي على اللبنانيين ان يسرّعوا وتيرة الاتفاق فيما بينهم لتأهيل الساحة اللبنانية أمام المساعي السعودية – السورية وتسريعها، معتبرا ان فشل قوى 8 آذار في التلاقي مع الرئيس الحريري على أرضية القانون فيما يخص ملف شهود الزور وإصرارها على تعطيل مجلس الوزراء وطاولة الحوار ساهم في ابطاء الأمور وقدم نموذجا سيئا عن رغبة اللبنانيين في التوصل الى حل للأزمة، اضافة الى ان هذا النموذج يقدم لاسرائيل مناخا ملائما لمشاريعها، وان لغة التهديد والوعيد هي أحب اللغات التي تطمح اسرائيل لسماعها في الداخل اللبناني. وردا على سؤال حول موقع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في ظل الخلافات العاصفة بين الفريقين اللبنانيين 8 و14 آذار، أشار النائب صقر الى ان الرئيس سليمان يمسك بالعصا من وسطها مع اتخاذه الخطوات المناسبة للحفاظ على الدستور والقوانين المرعية الاجراء، الأمر الذي دعا فريق 8 آذار الى اعتباره (سليمان) مقربا من 14 آذار وطرفا في النزاع الحالي كون طروحات 8 آذار تتعارض جملة وتفصيلا مع النصوص الدستورية والقانونية، لافتا الى ان الرئيس لا يمكن الا ان يكون داعما للمعايير القانونية ومحافظا على الدستور كونه مؤتمنا عليه، داعيا فريق 8 آذار الى الالتفاف حول الرئيس سليمان حفاظا على تلك المعايير وحرصا على موقع رئاسة الجمهورية التي لن تكون يوما إلا على مسافة واحدة من الجميع انما ضمن تمسكه بالدستور والقانون.