- الأسد رفض مقترحاً فرنسياً باستنساخ حل قضية «لوكربي» مع حزب الله.. وبري ينتقد «الفجور السياسي» لـ 14 آذار ويعتبر اقتراحه الحد الأقصى
بيروت ـ عمر حبنجر والوكالات
عادت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتحتل صدارة الاهتمامات اللبنانية والاقليمية، فمن التجاذبات المعطلة للحكومة حول «شهود الزور» الى الموقف الايراني العلني المستجد لمرشد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الذي فاجأ مختلف الاوساط السياسية في لبنان امس، حيث اعتبر أن أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية، سيكون «ملغى وباطلا».
جاء تصريح خامنئي خلال استقباله امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث اضاف قائلا «هذه المحكمة تتلقى أوامر من جهات اخرى، واي حكم ستصدره يعتبر ملغى وباطلا».
واضاف: «آمل ان تتصرف كل الاطراف النافذة التي لها كلمتها في لبنان، بمنطق وحكمة لكي لا تتحول هذه المسألة الى مشكلة»، مشددا في الوقت عينه على ان «المؤامرة ضد لبنان لن تنجح» كما افاد التلفزيون الرسمي.
واورد التلفزيون الايراني «برس.تي.في» الناطق بالإنجليزية تقريرا مماثلا.
وقال على موقعه على الانترنت «خامنئي يقول ان اي حكم تصدره المحكمة الخاصة بلبنان باطل وملغى».
وكان امير قطر التقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ومعروف الدور القطري التوفيقي بين المكونات السياسية اللبنانية وبين سورية ولبنان.
وجاء اول ردود الفعل على خامنئي من اوساط 14 آذار التي رأت فيه سندا مباشرا لحزب الله وللمعارضة اللبنانية في حملتها الدؤوبة على المحكمة ومتفرعاتها.
بري يتهم الأكثرية
وترافق ذلك مع حملة لرئيس مجلس النواب نبيه بري على 14 آذار واصفا اتهام المعارضة بتعطيل جلسات مجلس الوزراء على خلفية ملف شهود الزور بـ «الفجور السياسي».
وقال بري في تصريح له امس: امام هذا الفجور السياسي لم يعد ممكنا السكوت عنه، مبديا استعداد المعارضة للمشاركة في اي جلسة لمجلس الوزراء تعقد قبل عطلة الاعياد، وعلى قاعدة الانتهاء من ملف شهود الزور الذي دعا لطيه بسرعة «لأن عدم معالجته قد يولد الكثير من المشاكل في المستقبل».
واوضح بري ان اقتراحه الاخير نال موافقة النائب وليد جنبلاط وتعامل معه رئيس الجمهورية بإيجابية، وتساءل ما الجرم الذي ارتكبناه اذا طالبنا باحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي؟
واضاف: ما قدمته كان اقصى ما يمكن تقديمه، وقد فوجئت برفض الرئيس سعد الحريري له، مستغربا تعاطي 14 آذار مع ملف شهود الزور، فلا هم يقبلون ان يعطي المجلس العدلي رأيه بالموضوع ولا هم يحركون ساكنا ازاء انتفاء القضاء العادي.
النائب وليد جنبلاط ابلغ صحيفة «النهار» البيروتية ان المبادرة السعودية ـ السورية تتقدم على رغم كلام المشككين واصحاب التحليلات.
واضاف ان هذه المبادرة تسير بسرية كاملة والجو ايجابي ومن حسن الحظ ان مداولاتها هي عند اصحاب الشأن الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز واصحاب الشأن المباشرين في لبنان.
فتفت يستغرب كلام بري
بدوره، استغرب النائب احمد فتفت عضو كتلة المستقبل كلام الرئيس نبيه بري، مؤكدا الا وجود لملف قضائي اسمه شهود الزور.
وقال: هناك تفاؤل لدى كل الاطراف بالمسعى السوري ـ السعودي، وهو تفاؤل اشكك به احيانا بعد سماعي الكلام الغريب للرئيس نبيه بري عن الفجور السياسي وعن المسعى الاخير، وهو ما لم نكن ننتظره في هذه اللحظة بالذات، ورغم كل ذلك علينا ان نحافظ على منسوب عال من التفاهم.
لا وجود لملف شهود الزور
وردا على سؤال، قال: لا وجود لملف شهود زور، فعلام يصوت مجلس الوزراء؟ وحتى الرئيس بري ان هذا الملف ملحق، وقد سبقت احالته مع القضية الاساسية الى المجلس العدلي، فكيف يجري التصويت على شيء جرى التصويت عليه؟ واذا كان ملحقا فالملف الاساسي اصبح في عهدة المحكمة الدولية، فكيف نتجاوز هذا الالتزام من الدولة تجاه المحكمة؟ فضلا عن انه سبق للرئيس بري ان عطل مجلس النواب السابق ومجلس الوزراء تحت عنوان التوافق فكيف يأتي اليوم وفي قضية نقول فيها إن الموضوع سياسي، وليس موضوعا قضائيا لانتفاء وجود الملف.
مخاوف هيغ
وعن تخوفات وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ من أعمال عنف في لبنان الشهر المقبل، قال: لا أعرف على ما يعني هيغ تخوفه، وعما اذا كانت لديه تقارير معينة، او انه يريد المساعدة في تأمين حل من خلال التهويل، كما يحاول البعض، انما انا ليس لدي أي انطباع من هذا، لأن الفريق الذي بيده أعمال عنف لا يبدو ان له مصلحة.
واشارت تقارير صحافية الى اقتراح قدمه الرئيس الفرنسي ولم يقبله الرئيس السوري، والاقتراح هو ان يأخذ حزب الله وغيره «محكمة لوكربي» مثلا أو نموذجا، فهي لم تتهم النظام الليبي ورئيسه معمر القذافي باتخاذ قرار بإسقاط طائرة «البانام» فوق اسكتلندا قبل سنوات طويلة، بل احد افراد مخابراته، كما ان الحكم النهائي جرّم هذا الفرد ولم يصل الى حد تجريم النظام وسيده، وهذا أمر يمكن ان يحصل بالنسبة الى حزب الله وقيادته في حال ثبوت تورط أفراد منه في الاغتيال، كما يمكن ان يحصل بالنسبة الى جهات اقليمية قد يتهم «القرار الدولي» المنتظر اشخاصا فيها بالضلوع في الاغتيال نفسه، اذ تنحصر التهمة ولاحقا الحكم بهم وتبقى هي بعيدة عن اي مسؤولية.
ورقة سعودية ـ سورية مشتركة
بدورها، تحدثت صحيفة «السفير» عن ورقة شبه منجزة على خط المسعى السوري مشددة على ان التواصل يومي بين الجانبين، لكن مضمون الورقة لا يطابق فحوى التسريبات ونقلت عن مصدر في 14 آذار ان الإعلان عن الورقة مرتبط باستكمال تأمين المظلة الدولية لها، منبها الى انه عند الإعلان عن زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى دمشق فإن ذلك يكون المؤشر الى ان المخاض وصل الى مراحله الأخيرة، تمهيدا لولادة التسوية التي لن تقتصر على قرار الاتهام، بل ستكون اكثر شمولية واتساعا بحيث يمكن اعتبارها تأسيسية تلحظ العودة الى اتفاق الطائف وتثبيته من خلال تطبيقه بحذافيره.
بيد ان صحيفة اللواء القريبة من تيار المستقبل نقلت عن مصدر وزاري اكثري ايضا عزم رئيس الحكومة سعد الحريري اجراء محاولة جديدة لعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة أي عشية عطلة الميلاد او قبل نهاية السنة من خلال اتصالات بين الرؤساء الثلاثة، واعتبرت المصادر الوزارية ان التهدئة الراهنة أملتها مجموعة عوامل موضوعية اكثر منها احراز تقدم في المسعى السعودي ـ السوري، ومنها التوافق الضمني على هدنة الأعياد.
وأيد النائب مروان فارس عضو كتلة الحزب القومي السوري المعارض ما نقلته «السفير» تقريبا حيث اكد ان المساعي السورية ـ السعودية تتجه نحو تظهير صورة الاتفاق على عدد من المسائل أبرزها برأيه سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية ووقف مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الدولية، الى جانب تأخير إصدار القرار الاتهامي الى ما بعد فترة الأعياد.
وتحدث فارس عن أمور شكلية كالمحافظة على المحكمة الدولية لإرضاء بعض الأطراف ولكن في المضمون تكون المحكمة عادت الى معطياتها الأساسية في التعامل مع قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ورأى فارس ان هذا التوجه يتفق مع المشروع الذي تقدم به الرئيس بري ورفضه رئيس الوزراء سعد الحريري، وهناك حراك داخلي مواز للاتصالات السعودية ـ السورية، معتبرا ان تصريحات وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ الذي يتوقع احداثا في لبنان بعد شهر من الآن مستبعدة تماما.
وسئل النائب فارس من إذاعة «صوت لبنان»: هل معلوماته هذه معلومات فعلية أم قراءات؟ فأجاب: هذا ما نعلمه بحكم مواقعنا السياسية والحزبية، وانا شخصيا التقيت بالسفيرين السعودي والسوري في يوم واحد، ورأيهما ان الحل يكون منتجا لبنانيا بموافقة سورية ـ سعودية.
فرّقتهم السياسة وجمعتهم الموسيقى: الرؤساء الثلاثة معاً في احتفالات الأعياد
بيروت ـ داود رمال
بدعوة من الرئيس ميشال سليمان واللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان، أقيم في قاعة «25 ايار» في القصر الجمهوري مساء امس حفل موسيقي بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، أحيته جوقة جامعة الروح القدس ـ الكسليك بإدارة الأنبا يوسف طنوس عميد كلية الموسيقى في الجامعة.
وحضر الحفل الى جانب الرئيس سليمان والسيدة الأولى ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندة، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعقيلته السيدة مهى والسيدتان نائلة معوض ومنى الهراوي، اضافة الى عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وعقيلاتهم.