بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن منسوب الايجابيات ارتفع خلال اليومين الاخيرين، وشكل هدوءا نسبيا في الخطاب السياسي افساحا في المجال أمام المزيد من المساعي لاحتواء الأزمة اللبنانية، معتبرا ان تلك الايجابيات المستجدة تؤكد فاعلية الدور السعودي ـ السوري على المستوى اللبناني، كما تؤكد صحة رهان المعارضة وصوابية توجهها في دعم معادلة «س.س» والتعويل عليها للخروج من المأزق ومنع لبنان من الانزلاق الى الهاوية نتيجة تداعيات القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، مستدركا بالقول انه وعلى الرغم من تلك المعطيات الايجابية مازال البعض ممن يعيشون على أوهام المراهنات الاميركية مستمرين في مهاجمة «حزب الله» وقوى المعارضة، غير آبهين بالتهدئة الداخلية وبإتاحة الفرصة امام المساعي السعودية ـ السورية لإيجاد الحلول المناسبة، معتبرا ان ما صدح من أصوات طائفية ومذهبية شاذة آتية مع الرياح الشمالية (غامزا من قناة النائب محمد كبارة)، يؤكد مدى اهتزاز فريق السلطة وتصدع ركائزه على أكثر من مستوى وموقع، بحيث لم يعد لديه سوى إثارة الغرائز للملمة صفوفه المتفرقة، معتبرا انه وعلى الرغم مما أبداه ويبديه الفريق «الشباطي» من صخب وضجيج اعلامي، يبقى الدور السعودي ـ السوري والتواصل بين طرفيه عامل اطمئنان لدى اللبنانيين يبشرهم بحتمية دنو الحلول من حيز التطبيق.
وردا على سؤال حول توجه الرئيس الحريري الى عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء بعد تشاوره مع الرئيس العماد ميشال سليمان، لفت النائب هاشم في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الرئيس الحريري يعول على النتائج الايجابية التي ستظهر خلال الايام القليلة المقبلة نتيجة التحرك السعودي ـ السوري على المستوى اللبناني، لافتا الى ان ما يتوجب على الجميع معرفته هو ان المعارضة لم ولن تتراجع عن موقفها ما لم يكن ملف شهود الزور بندا أساسيا على جدول أعمال مجلس الوزراء للبت به وإحالته الى المجلس العدلي، وذلك لاعتباره أن الاولوية معطاة لحماية لبنان وإنقاذه مما يخطط له أميركيا وإسرائيليا عبر استعمال المحكمة الدولية والقرار الاتهامي كمدخل لمشاريعهما في لبنان والمنطقة، مشيرا الى ان فريق السلطة يتخذ من مصالح الناس ذريعة لانعقاد مجلس الوزراء يتلطى وراءها للهروب من مقاربة ملف شهود الزور، ويستعمل هذا العنوان كشعار مزيف لاستقطاب الشارع سياسيا، في وقت لا يستطيع فيه أيا من كان المزايدة على قوى المعارضة لجهة حرصها على تأمين مصالح المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية، متسائلا: أين كان هذا الفريق من شعار «مصالح الناس»، طيلة السنوات الست الماضية، وماذا قدم من خدمات للمواطنين ترفع عن كاهلهم ولو جزءا يسيرا من أعبائهم المادية والمعيشية اليومية، ولماذا دبت فيه النخوة والغيرة بشكل مفاجئ حيال المصالح الشعبية، معتبرا ان تلك الغيرة المزيفة على مصالح المواطنين والمبطنة بمصالح شخصية وسياسية لن تبدل من قناعات المعارضة ولن تؤدي الى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل الشروع بملف شهود الزور كونه يشكل مدخلا أساسيا ووحيدا للوصول الى الحقيقة التي بات فريق «14 آذار» يستثمرها لأهداف سياسية رخيصة تتقاطع مع السياسات الاميركية.
وعما أثارته احد التحليلات السياسية بأن موقف الرئيس السوري بشار الاسد حيال التطورات اللبنانية ملتبس وغامض ومثير للبلبلة، رد النائب هاشم القول المذكور الى مطلقيه، واصفا اياه بالساقط وذلك لاعتباره ان موقف الرئيس الاسد أوضح من نور الشمس حيال حرصه على الاستقرار اللبناني ومواقفه أدق من افتراءات من يحاول تعمية الرأي العام عن الدور السوري الايجابي باتجاه لبنان.