نصف نجاح ونصف فشل: يرى مصدر مراقب ان حزب الله حقق نصف نجاح ومني بنصف فشل، فحربه الاستباقية على القرار الاتهامي ساهمت في تهشيمه وأفقدته عنصر المباغتة، لكن هجومه المتوالي لم يتح له فرض أجندته على الآخرين كفرض أمر واقع على الحريري يدفعه الى التبرؤ من المحكمة، وهو ما يعرف بالتسوية قبل القرار الاتهامي. أما الرئيس الحريري فهو حقق أيضا نصف نجاح ومني بنصف فشل، استطاع امتصاص الضغوط عليه للتخلي عن المحكمة أو الطعن المسبق بقرارها الاتهامي، لكنه تحول رئيسا لحكومة «عاطلة عن العمل» وغير قادرة على امرار مسائل حيوية كتمويل المحكمة الدولية، فموازين القوى المحلية جنحت في اتجاه الحد من قدرته على ادارة الأمور. والمسألة الوحيدة التي جرى حفظها «حتى اشعار آخر» هي «الاستقرار الهش» في جانبيه الأمني والسياسي.
علاقة بري والحريري تكاد تنقطع: تلاحظ مصادر قريبة من الرئيس نبيه بري ان العلاقة بين بري ورئيس الحكومة سعد الحريري تمر بمرحلة متأزمة نسبيا تكاد تتحول الى قطيعة اذا ما استمرت الامور على هذا المنوال، لاسيما بعد طريقة تعاطي رئيس الحكومة مع مبادرة رئيس المجلس حول ملف شهود الزور والتي أراد منها ايجاد مخرج لمجلس الوزراء من أجل حسم الملف المذكور.
طرابلس العاصمة الثانية لكل لبنان: في رد على المواقف التي حاولت اخراج مدينة طرابلس عن مسارها التاريخي الوطني والديني وعن انفتاحها واعتدالها، وفي تصويب لمناخها السياسي والشعبي الذي بات في الآونة الأخيرة عرضة للتجاذبات والنزعات المتطرفة والرياح الطائفية والمذهبية، قال الرئيس نجيب ميقاتي «في احتفال جمعية العزم والسعادة لتكريم الائمة والمشايخ والدعاة في طرابلس»: «طرابلس العاصمة الثانية للبنان كل لبنان، لبنان الواحد الموحد المتفاعل مع محيطه والعالم، لبنان الذي يجسد ارادة العيش المشترك كنز هذا الوطن وسر وجوده»، مشددا على انه من غير المقبول ان يصبح المسلمون السنة فريقا على خلاف مع اخوتنا في المواطنة»، داعيا الى «تجنيب لبنان المواجهات العبثية والمعارك الجانبية لأن عدونا واحد هو اسرائيل واليه فقط يصوب السلاح».
اختتام زيارة مكتب الدفاع: اختتم أمس الاول رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الفرنسي فرانسوا رو ونائبته عليا عون زيارتهما التي استغرقت أربعة أيام لبيروت، وقد التقيا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزيري العدل ابراهيم نجار والداخلية زياد بارود، ونقيب المحامين في طرابلس بسام الداية. وكان لافتا عدم اجتماعهما برئيس مجلس النواب نبيه بري وبنقيبة المحامين في بيروت أمال حداد.
اللقاء الدرزي التشاوري يرفض المحكمة: لفت في البيان الختامي الصادر عن اللقاء الدرزي التشاوري «الذي عقد في بيصور عاليه وضم رجال دين ومشايخ من لبنان وسورية وفلسطين» ثلاثة أمور:
- الأول: موقف رافض للمحكمة الدولية وأي قرار يصدر عنها والمطالبة بإلغائها.
- الثاني: المطالبة باستحداث مجلس الشيوخ «رئاسته تسند الى الطائفة الدرزية».
- الثالث: المطالبة بإعادة النظر في موضوع مشيخة العقل وبضرورة تطعيم المجلس المذهبي بعناصر جديدة تكفل التوازن والمساواة، وايجاد صيغة توافقية لادارة ملف الأوقاف. هذا اللقاء عكس موقفا درزيا عاما تتشارك فيه قيادات الطائفة الدرزية حاليا، ولكنه دل أيضا على بروز أطر درزية جديدة لاتخاذ مواقف وتحديد سياسات من خارج الاطار التقليدي التاريخي المتعارف عليه والمتمثل في «مرجعية المختارة والزعامة الجنبلاطية».
موقف غير نهائي: يقول العارفون ومتابعو الاوضاع اللبنانية بتشابكاتها الاقليمية والدولية ان موقف رئيس الجمهورية والذي اعتبره د.سمير جعجع حاسما في ملف شهود الزور ليس نهائيا، وأنه لن يكون نهائيا الا بعد توصل سورية والمملكة العربية السعودية الى تسوية للملف المذكور ولمشكلات اخرى مرتبطة به واكثر صعوبة منه تقنعان بها فريقي الصراع الداخلي (اي 8 و14 آذار)، وهذا امر لم يحصل بعد، ويفضل الرئيس سليمان ان يكون موقفه نتيجة تسوية سورية – سعودية. ويضيفون ان العلاقات بين سليمان والقيادة السياسية العليا في سورية جيدة، رغم عدم اعتبارها اياه «حليفا» وفق مواصفاتها للحليف، وينطلقون من ذلك الى الاشارة الى انه ما كان ليكرر تأجيل التصويت لو لم تكن موافقة عليه أو متفهمة لدوافعه، وموافقتها هذه لابد أن تكون نتيجة اتصالات ومشاورات مع الخارجين الاقليمي والدولي، ولابد أن تكون لها علاقة بخوفها من اندلاع فتنة او حرب مذهبية تؤذيها كما تؤذي حلفاءها اللبنانيين رغم احتمالات تحقيقهم نجاحات، وأن الرئيس سليمان سيحسم موضوع التصويت على ملف شهود الزور كما على القضايا المتفرعة منه يوم تحسم القيادة السورية المشار اليها قرارها النهائي.