بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح ان ايران معنية مباشرة بالصراع مع الكيان الصهيوني وبالتالي من حقها إبداء حرصها على سلامة الدولة اللبنانية كونها دولة مقاومة تتقاطع مع توجهات ايران في الاطار المذكور، مستغربا جملة ردود الفعل حيال كلام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي الذي أعلن فيه ان المحكمة الدولية ملغاة وكأنها لم تكن، معتبرا ان موقف السيد خامنئي من المحكمة ينسجم في مضمونه وأبعاده مع مواقف امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله لجهة مقاطعة المحكمة والتحقيق الدولي، رادا اسباب مواقف السيد الخامنئي من المحكمة الى عدم اعارة هذه الأخيرة اي اهمية لكل ما تقدم به السيد نصرالله من أدلة وبراهين تشير الى الاحتمال الاسرائيلي باغتيال الرئيس رفيق الحريري، اضافة الى كل ما رافق مسار التحقيق من شوائب تشير الى تسييس المحكمة للنيل من المقاومة.
استغراب
واعرب النائب صالح في تصريح لـ «الأنباء» عن استغرابه مسارعة البعض في الداخل اللبناني الى انتقاد كلام السيد خامنئي واعتباره تدخلا في الشؤون اللبنانية، في وقت التزموا فيه الصمت الكبير حيال التسريبات الاسرائيلية عن المحكمة الدولية وحيال كلام المسؤولين الاسرائيليين عن الفتنة بين اللبنانيين، وامتنعوا عن التعليق على اكتشاف الجيش اللبناني لمنظومتي التجسس الاسرائيليتين في الباروك، لافتا الى ان موقف السيد خامنئي من المحكمة سواء أكان فتوى كما يعتبرها البعض أم لم يكن فهو يندرج في خانة الدفاع عن الحقيقة التي يحول ملف شهود الزور دون الوصول إليها والذي على أساسه ضللت التحقيقات وسيقت الاتهامات ضد سورية وبعدها ضد حزب الله.
وعن كلام البطريرك نصرالله صفير بأن حزب الله قد يقدم على الانقلاب على الدولة اللبنانية، لفت النائب صالح الى ان الجميع يكنون لبكركي وسيدها البطريرك صفير وللدور الرعوي خاصته كل التقدير والاحترام، خصوصا ان بكركي كانت ومازالت مرجعية وطنية لا يمكن لأحد التنكر لدورها الوطني، متسائلا في المقابل كيف يمكن لحزب الله تنفيذ انقلاب على الدولة اللبنانية للإمساك بالسلطة في ظل اعتراف الحزب نفسه بان لبنان لا يستطيع الاستمرار الا في ظل الفسيفساء الطائفية والمذهبية التي تميز بها عن كافة الدول والانظمة العالمية، مشيرا الى ان كل طرف من الاطراف اللبنانية يعرف حدوده ويدرك دوره ووسع المساحة التي يستطيع التحرك داخلها، وبالتالي يعتبر النائب صالح ان لغة الانقلاب على الدولة غير واردة لا في قاموس حزب الله ولا في توجهاته الوطنية المعنية فقط بالدفاع عن الدولة في وجه المخططات والأطماع الصهيونية.
«ضربني وبكى»
على صعيد آخر، وردا على سؤال حول كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بأن الرئيس الحريري هو من يعطل مجلس الوزراء بناء على عدم تطبيقه المادة 65 الداعية الى التصويت على البند المطروح في حال عدم التوافق عليه، رأى النائب صالح ان ما يثيره الرئيس الحريري وقوى 14 آذار عن تعطيل مجلس الوزراء هو كمن يطبق القول المأثور «ضربني وبكى سبقني واشتكى»، معتبرا ان ما يجري على المستوى المذكور هو ان قوى المعارضة تخاطب جوقة المتجاهلين لأحكام الدستور لاسيما لأحكام المادة 65 منه، وذلك عبر تغطيتهم السماوات بالقباوات وابتكارهم تبريرات وتفسيرات لا تمت الى الواقع الدستوري بصلة، معتبرا ان ما تضطلع به قوى 14 آذار وفي مقدمتها الرئيس الحريري هو إدخال لبنان في لعبة اضاعة الوقت الى حين صدور القرار الاتهامي.وردا على سؤال حول معنى المبادرة السعودية ـ السورية خصوصا ان نجاحها لا يعني انتهاء أزمة المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، ختم النائب صالح لافتا الى ان اهم ما أتت به المبادرة المذكورة هو لجم الداخل اللبناني من العودة الى الساحات وخلق اجواء طائفية مذهبية تؤسس لحالات كانتونية مرفوضة، مشيرا الى ان المبادرة السعودية ـ السورية التي حشدت لها كل من قطر وتركيا وايران لأهميتها على مستوى الداخل اللبناني، وان كتب لها النجاح سوف تغلق بإحكام ابواب الفتنة في لبنان بعد صدور القرار الاتهامي، معتبرا ان افق المبادرة مفتوح باتجاه الايجابيات، خصوصا في ظل احاطة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الاسد لخطواتهما وتواصلهما بالكتمان منعا لإفساد مساعيهما من قبل المتضررين من المبادرة وعلى رأسهم اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.