بيروت ـ منصور شعبان
اتهم نائب بيروت في كتلة المستقبل د.عمار حوري فريق 8 آذار بأنه من خلال مواقفه يستهدف ميثاق الطائف، موجها انتقاده الى العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح النيابية، قائلا انه مازال يحلم برئاسة الجمهورية ليلا ونهارا وربما يعتبر البعض ان محاولة تخريب الهيكل اللبناني واعادة بناء الامور مجددا ربما تجعله يستفيد من توازنات جديدة علها توصله الى رئاسة الجمهورية.وقال د.حوري في حوار مع «الأنباء» عن المحكمة الدولية: من وجهة نظري ليست القضية قضية محكمة وعدالة ربما هي ابعد من ذلك هي قضية الكيان وقضية نظرة الفريق الآخر الى اعادة تكوين النظام اللبناني من جديد بمعنى آخر، ربما الفريق الآخر يريد ان يستبدل اتفاق الطائف ويستهدف الميثاق الذي توافقنا عليه وتفاهمنا عليه، لذلك اذا استعرضنا ما حصل منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نجد ان هذا الشريط يتضمن مواقف واضحة صوبت بشكل دائم على المؤسسات والصلاحيات والرموز الوطنية. وفي كل مرة كان الفريق الآخر يستعمل اسلوبا مبتكرا او اسلوبا يستخلص العبرة من تجارب المرحلة السابقة دون العودة الى التفاصيل الدقيقة الماضية ولكن اقول مجرد تفكير البعض في استهداف الطائف واستهداف ميثاق العيش المشترك اعتقد ان هذا الفريق يريد اخذ الامور الى المجهول واعتقد ان الفريق الآخر منقسم على نفسه وربما يعلم ما هي مخاطر الذهاب الى المجهول، من خلال تجاوز اتفاق الطائف وهنا جزء من الفريق الآخر يرتب أو يعمل باتجاه طموحات برأيي مستحيلة في محاولة للوصول الى مراكز شخصية. وفيما يلي الحوار مع النائب حوري:
لماذا استهداف اتفاق الطائف.. انه الدستور وهو يحفظ حق الجميع ما مصلحتهم في ذلك؟
ربما بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري خضعت موازين القوى لإعادة تقييم، هناك فريق ربما يشعر بأن الحصة المعطاة له في اتفاق الطائف هي دون حقه وهناك فريق آخر في المقابل يعتبر وهو العماد ميشال عون ان رئاسة الجمهورية من حقه وقد فاتته أكثر من مرة وهناك ضابطان كانا تحت امرته قد وصلا الى رئاسة الجمهورية وهو حتى الآن مازال يحلم بها ليلا ونهارا من دون ان يتمكن من الوصول إليها، ربما يعتبر البعض ان محاولة تخريب الهيكل اللبناني واعادة بناء الامور مجددا ربما تجعله يستفيد من توازنات جديدة علها توصله الى رئاسة الجمهورية، وفي هذه المناسبة اقول ان التجربة السابقة المتمثلة في وجود العماد عون في قصر بعبدا لا تشجع الكثير من اللبنانيين على اعادته الى هناك.
المحكمة لحماية مستقبل الحياة السياسية
الآن وقد وصلت الامور الى ما هي عليه ماذا يمكن القول عن الوضع اللبناني ضمن لعبة المصالح الدولية؟
نحن ننظر من معيار المصلحة اللبنانية وبالتالي فكرة المحكمة الدولية أتت لتحقيق العدالة وحماية مستقبل الحياة السياسية في لبنان ونحن نريد من خلالها ايقاف الجريمة السياسية في البلد وحتى يشعر المجرم بأن استمراره في ارتكاب الجريمة لن يستمر دون عقاب، وليس استهداف اي فريق بعينه خاصة ان نظام المحكمة لا يسمح بتوجيه الاتهامات لا الى الكل ولا الى احزاب ولا الى مجموعات ولكن سيوجه الاتهام الى افراد ونحن نأمل الا يتناول القرار الاتهامي للبنانيين أو عرب، علما ان الاسماء التي سيتناولها الاتهام تمثل نفسها من وجهة نظر نظام المحكمة، وفي المقابل نحن نعلم ان حزب الله مكون اساسي بالحياة السياسية اللبنانية، نختلف في بعض الامور ونتفق معه في بعضها الآخر، أما فيما خص العرب فلبنان لا يعيش في جزيرة وبالتالي نحن في تداخل مع قضايا العرب وقضايا المنطقة، نحن ضد التدخل في شؤون لبنان وضد تدخل لبنان في شؤون الآخرين، ولكن منطق الامور يجعلنا او يفرض علينا ان نأخذ بعين الاعتبار تداخل المصالح مع أشقائنا العرب وفي العالم ونحن بالنسبة لنا هنا عدو واحد هو اسرائيل ومن مصلحة لبنان ان يتمتع بأفضل العلاقات مع كل دول العالم لأنه دولة صغيرة رصيده هذه العلاقات الطيبة مع الجميع لا نهوى حروبا سياسية مع أحد لا في الداخل ولا في الخارج، نحن نرغب في أفضل العلاقات مع الجميع ولكن من حقنا في الحد الأدنى ان نصل الى الحقيقة والعدالة في جريمة بحجم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
هذا يعني انه ليست هناك نوايا مبيتة ضد حزب الله؟
أبدا، هذا لا يعني ان ليس هناك خلاف على موضوع السلاح، هذا الخلاف أحلناه الى طاولة الحوار الوطني تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية، نحن نعتبر ان السلاح الذي يوجه ضد اسرائيل هو سلاح شريف لكن بعد المرحلة الماضية الخلاف هو على إمرة هذا السلاح، يجب ان يكون هذا الأمر للسلطة الشرعية فقط وهذه تعالج بالحوار وليس من خلال الاصطدام، أما السلاح الذي يستعمل في الداخل فهو سلاح مرفوض، ونحن لم نتهم أي جهة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى اننا اعترفنا بخطأ توجيه الاتهام السياسي في مرحلة سابقة، وبالتالي كما ان هناك خطأ في توجيه الاتهام السياسي، هناك خطأ أيضا في توجيه التبرئة السياسية، الجهة الوحيدة الصالحة لتوجيه الاتهام أو التبرئة هي المحكمة الدولية، لذلك نحن ننتظر قرار المحكمة، ولذلك لم نعلق على ما نشر بعكس الفريق الآخر الذي بنى على ما نشر على أساس انه تسريبات، مع العلم انه ما من أحد حتى الآن اطلع على تفاصيل القرار الاتهامي وعندما يصدر نبني على الشيء مقتضاه، وما صدر في وسائل الإعلام لم يستقر عند رواية واحدة، ولا أرى فائدة في الدخول في متاهات التسريب.
بناء الثقة مع سورية لم نصل إليه بعد
أمام الضغط الهائل الذي يتعرض له الرئيس سعد الحريري هل تتوقع ان يتراجع في موضوع المحكمة؟
الرئيس سعد الحريري لا يمتلك القدرة ولا الإرادة على التراجع في موضوع المحكمة، هي تحت الفصل السابع من القرار 1757 وبالتالي لا قدرة لأحد على تغيير أي شيء في موضوع المحكمة، أولياء الدم اليوم هم الشعب اللبناني.
العلاقة مع سورية أين أصبحت؟
لبنان وسورية قدرهما التعاون والتواصل، ونحن بعد الانتخابات النيابية في 2009 فتحنا صفحة جديدة في العلاقة مع سورية وزيارة الرئيس سعد الحريري الأولى الى دمشق هي التي كرست هذه الصفحة وهذه تقوم على أساس استخلاص العبر من الماضي والتأسيس على الإيجابيات، طبعا بناء الثقة لم يتم بكبسة زر ولن يتم بين ليلة وضحاها، بناء الثقة عملية تراكمية تحتاج الى وقت وجهد، الرئيس سعد الحريري، حتى الآن قام بخمس زيارات الى دمشق وحصل تبادل للزيارات بين مسؤولين لبنانيين وسوريين وبين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان، كل هذا الجهد شكل مدماكا لبناء هذه الثقة، السؤال ببساطة هل وصلنا الى بناء العلاقة المثالية بين البلدين؟ بكل بساطة لم نصل اليها حتى الآن، القضية تحتاج الى متابعة، بكل بساطة المذكرات السورية التي وجهت الى لبنان شكلت انتكاسة في مكان ما في هذه العلاقة، لكنها لم تؤثر على التصميم في التوجه في هذه العلاقة، خيار العلاقة الطيبة بين لبنان وسورية هو خيار استراتيجي عند الرئيس سعد الحريري وليس خيارا لكسر موقف سياسي معيّن، وهناك قناعة مشتركة في هذا الموضوع واعتقد ان العلاقة هي باتجاه أفضل تمر أحيانا بحالات من الجمود المؤقت لكنها في الاتجاه الصحيح.
هل هناك زيارة قريبة للرئيس سعد الى دمشق؟
وفقا لما أعلم لا شيء في البرنامج في المستقبل القريب.