ترتيب البيت بعد المحكمة: ينقل عن مسؤول لبناني بارز ان البحث انتقل منذ مدة إلى ما بعد المحكمة الدولية، وبالتحديد إلى ترتيب البيت اللبناني الداخلي، بمعنى آخر، الثمن الذي ينبغي دفعه لسعد الحريري لقاء تخليه، بطريقة أو بأخرى، عن المحكمة الدولية. ومن أول هذه الأثمان إبقاء سعد الحريري رئيسا للحكومة قادرا على الحكم.
هل يعني ذلك إطلاق يد آل الحريري في الملفين الاقتصادي والإداري؟ ينفي المسؤول اللبناني ذلك، مؤكدا أنه لن تكون لأحد يد مطلقة في الشؤون الداخلية، لا في الاقتصاد ولا في الأمن، بل ان الحريري سيكون مرتاحا في حكمه. ما يعني أن ملفا كملف شهود الزور سيطوى نهائيا، وبالتالي، سيحفظ رئيس الحكومة فريقه الأمني والسياسي والإعلامي والقضائي، في مواقعهم. وإذا اقتربنا أكثر من الواقع، يفسر هذا الكلام بأن قضية «شعبة» المعلومات، على سبيل المثال، ستحل عبر التوصل إلى توافق على تشريع واقع هذه «الشعبة»، مع إلزامها في المقابل بعديد وعتاد ومهمات تنص عليها القوانين والمراسيم، بدل إبقائها غارقة في الضبابية الحالية. إلا أن ذلك ـ يستدرك المصدر ذاته ـ لا يعني أن فريقنا السياسي سيتخلى في هذه التسوية عما حققه خلال السنوات الماضية، أو أنه سيتخلى عن أي موقع أو شخصية كانت إلى جانبه أو رأس حربة في مشروعه السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.
هل تعود «المالية» للشيعة؟: يدور جدل في أروقة التسوية، من غير أن تكون بيروت بعيدة عنه، حول تثبيت عرف وضع حقيبة المال لمرة أخيرة بين أيدي الشيعة. تبعا لذلك يسترجع الموارنة حقيبة الخارجية، كي تبقى من ثم، وفق توزيع الحقائب السيادية على الطوائف الأربع الرئيسية، حقيبتا الدفاع الوطني حصة أرثوذكسية والداخلية حصة سنية.
على أن للتركيز على حقيبة المال، وحصرها بالشيعة، مبررات شتى، قد يكون أبرزها أن وزير المال يكاد يكون الوزير الوحيد الذي يوقع تقريبا كل المراسيم التي يتخذ مجلس الوزراء قرارات في صددها، إلى جانب توقيع رئيس الجمهورية الماروني ورئيس مجلس الوزراء السني.
وتحقيقا لمشاركة في السلطة يلحون عليها، يفتقر الشيعة إلى توقيع دستوري ثالث ملازم للتوقيعين الآخرين. ولا يكاد يصدر مرسوم لا يمهره وزير المال نظرا إلى اقتران كل المراسيم بإنفاق معين، وإن أضيف إلى التواقيع الثلاثة هذه تواقيع وزراء مختصين آخرين من جراء علاقة وزاراتهم بالمرسوم.
تأجيل زيارة مساعد نجاد: أرجئت الزيارة التي كانت مقررة لمدير مكتب الرئيس الإيراني أسفنديار رحيم مشائي لبيروت اليوم وعزي السبب الى عدم وجود الرئيس سليمان في بيروت (يواصل زيارته الخاصة لاسبانيا). وكان أفيد ان مشائي سيزور لبنان اليوم لتسليم الرئيس سليمان رسالة من نظيره محمود أحمدي نجاد وسيناقش مع المسؤولين العلاقات بين طهران وبيروت وسبل تعزيز الروابط بين البلدين. ولم يعرف مدى ارتباط هذه الرسالة بالتسوية السعودية ـ السورية، وكان مشائي زار في وقت سابق الأردن وسلّم الملك عبدالله الثاني رسالة من الرئيس أحمدي نجاد الذي دعاه لزيارة طهران.