- جعجع رداً على تزايد الحديث عن حكومة جديدة دون وزراء القوات: «يغلوها ويشربوا ماءها»
بيروت ـ عمر حبنجر
الطقس السياسي في لبنان، كالطقس الطبيعي، يوم صحو وآخر عاصف، وأخيرا جدا كسوف الشمس، والهزات الأرضية في جبل لبنان.
يقولون الأدب ابن البيئة، وربما السياسة بنت الطقس، ولبنان بلد التنوع كما يفاخر بنوه، هو قبل كل ذلك بلد الفصول الطبيعية الـ 4، واليوم نحن في عز الشتاء.
فمع كل التفاؤل الذي شاع مطلع هذا الشهر، لم يظهر على المسرح اللبناني المفتوح ما يوحي بالانفراج ويدعو الى التصفيق، فالرئيس ميشال سليمان عاد مساء الاثنين من عطلة رأس السنة، والرئيس سعد الحريري في زيارته للسعودية، هذا يقدم الدليل على أنه لا تسوية نضجت ولا حلول وضعت، وان المراوحة مازالت سيدة الموقف.
ويقول مصدر في 14 آذار على هذا الصعيد ان ما تسربه 8 آذار على صعيد الحلول، مجرد أمنيات، يراد منها تجويف المحكمة الدولية من الداخل، متوقعا عدم انعقاد مجلس الوزراء في وقت قريب.
وهذا ما أكدته مصادر وزارية من فريق الرئيس سليمان أيضا، لأن المواقف لاتزال على حالها، لا مجلس وزراء بدون ملف شهود الزور ولا تصويت على هذا الملف حال انعقاد مجلس الوزراء، فالعطلة الطويلة والاتصالات الكثيفة لم تغير من المواقف ولا من التوجهات، بل أضيف إليها ما أشارت اليه صحيفة الأخبار المعارضة عن «مفاجآت» مرتقبة لحزب الله في القريب العاجل، قد تكون وثائق مهمة برسم الإعلان.
جلسة تشريعية
رئيس مجلس النواب نبيه بري قال ان المساعي السورية ـ السعودية مستمرة، وأضاف لصحيفة السفير ان مساعي س. س كانت في حالة مرضية وقد دخلت الآن في مرحلة النقاهة مع بدء مرحلة النقاهة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأكد بري انه بصدد الدعوة الى جلسة تشريعية للمجلس النيابي نهاية الشهر بعد انتهاء لجنة المال والموازنة من مناقشة وإقرار عدد من المشاريع المحالة اليها، حتى لا يقول احد اننا نعطل المؤسسات.
من جهته، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، أكد في لقاء متلفز، انه لا 7 أيار أخر في لبنان، بعدما صار لدينا اليوم تركيبة دولة، الآن هناك رئيس جمهورية وحكومة ومؤسسات كاملة، وهذا لم يكن متوفرا عام 2008.
جعجع قال ردا على سؤال حول ما ورد في جريدة «الاخبار» عن حكومة جديدة برئاسة الحريري ومن دون وزراء «القوات»: يغلوها ويشربوا ماءها، وان شاء الله تتحسن صحتهم! مؤكدا ان اي تسوية على المحكمة الدولية خارج البحث وان مسيحيي 14 آذار غير بعيدين تماما عن الافكار السعودية ـ السورية ونحن نعرفها بحرفيتها. وقال: منذ ثلاثة اشهر وهم يتحدثون عن التسوية، ولو صارت تسوية كانت تمت، ولو عندها مقومات فعلية، لقد طرحت بعض الافكار لا الافكار التي طرحت من هنا مقبولة من هنا، ولا الافكار التي طرحت من هناك مقبولة من هناك، وكل ما يجري مزايدات ليظهر كأن 14 اذار هي التي افشلت التسوية.
خطان أحمران
وأضاف: بداية هناك خطان احمران لا يجوز الاقتراب منهما، المحكمة الدولية، تقارع بمنطق المحكمة الدولية، وهنا تتناقض وجهة نظرنا 100% مع وجهة نظر حزب الله، أقله حتى اشعار آخر.
والخط الاحمر الاخر هو سعد الحريري في رئاسة الحكومة.
وعن المرحلة التي تلي صدور القرار الاتهامي، قال جعجع: سنأخذ القرار وسنقرأه ويستطيع الفريق الآخر ان يقول ما يريده، وهو حر في رأيه وكذلك نحن، والامور تقف عند هذا الحد، ولا نتخوف من اي تحرك على الارض، فهذه الايام ذهبت وهناك حد ادنى من الدولة موجود.
لا لـ « الدوحة 2»
وأضاف: لا أحد يفكر بأي مكان في تسوية الدوحة 2، والفرقاء السياسيون لن يقبلوا بذلك تحت أي ضغط.
وعن موقف جنبلاط من مشروع الوزير بطرس حرب المتعلق ببيع اراضي المسيحيين، قال جعجع: اذا اهتم جنبلاط بشؤونه وترك للآخرين شؤونهم كتير منيح، وقال ان ما تحدث به حرب هو لسان حال كل المسيحيين.
نائب الامين العام لحزب الله والشيخ نعيم قاسم اكد من جهته على ضرورة انعقاد جلسات مجلس الوزراء والبت في ملفات شهود الزور، باحالته الى المجلس العدلي او بالتصويت عليه.
وقال: علينا اليوم ان نؤكد مجددا على انعقاد مجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن من اجل ذلك، انهم يريدون التوافق كما يريدون، وهذا ليس توافقا، وبالتالي نحن كمعارضة سهلنا ودعونا وندعو الى انعقاد مجلس الوزراء، لكن يجب ان ننتهي من هذه القضية خلال دقائق.
وفي احتفال بالاونيسكو قال قاسم: ان المحكمة الدولية لم تسع يوما الا الى تحقيق الاهداف الاميركية والاسرائيلية، والتي بدأت منذ اللحظة الاولى باستهداف قوى الممانعة وعلى رأسها سورية وعندما تغيرت الظروف مع دمشق توجهوا لاتهام المقاومة.