بيروت ـ عمر حبنجر
لا أمل في جلسة لمجلس الوزراء تتخطى البحث في جنس الملائكة، لتتناول هموم الناس المعبر عنها بخمسمائة ملف مختلف، عالقة في مجلس الوزراء الممنوع من التصرف.
الوزير جان أوغاسبيان يرد هذا الواقع المحبط الى ملف شهود الزور الذي جعلت المعارضة البلد رهينة له، اما ان يعرض في مجلس الوزراء قبل صدور القرار الاتهامي واما لا مجلس وزراء!
وكشف أوغاسبيان ان ثمة من يتحدث عن ضرورة اعادة وزارة المال الى الشيعة، ليصبح لديهم توقيع على المراسيم، التي تحمل عادة تواقيع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير المال فضلا عن الوزير المختص، وفي هذه الحالة تصبح في وضعية المثالثة في السلطة.
لقاء الأربعاء النيابي خطوة دخانية
رئيس مجلس النواب نبيه بري حاول ان يُخرج مجلس النواب من خانة المؤسسات الدستورية المعطلة، وذلك عبر احياء لقاءات الأربعاء النيابية في مقره بعين التينة، لكن مصادر تيار المستقبل الذي يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري وصفت هذه الخطوة بـ«الدخانية» هدفت فقط الى ابعاد تهمة شل المجلس المستمرة منذ خمسة أشهر عنه.
ورأت «اخبارية المستقبل» ان قوى 8 آذار تتعاطى مع مجلس النواب كمن يطلق عصفورا ثم يشده بخيط، فلا هو أسير ولا هو طليق.
على اي حال مساعي التسوية السعودية ـ السورية مازالت محور الأمل والرجاء، نظريا تبدو أقرب الى الظل، وعمليا لا وجود ماديا ملموسا لها، الجميع يتحدث عنها ولا أحد يدرك كنهها، عدا اثنين محليا، على الأقل وهما الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكلاهما أقفل على بنودها واحتفظ لنفسه بالمفتاح.
وبالتالي فإن الكلام عن تسوية ما، ليس ممكنا قبل استعادة الاتصالات الداخلية حرارتها، وهذه كما يبدو متأثرة ببرودة الشتاء ومعطوفة على ضبابية المواقف الاقليمية، وارتباطات هذه المواقف الدولية، اذ يبدو ثمة تحمية للخطوط بين دمشق وواشنطن، بالطاقة الفرنسية التي سيحملها ساركوزي الى زميله أوباما يوم الاثنين، تقابلها مواعيد ووعود أميركية ـ ايرانية على المحور النووي، فضلا عن المنتدى الاقتصادي في القاهرة في 19 يناير، والذي يشارك فيه الرئيس سليمان، يضاف الى ذلك زيارة للرئيس الروسي مدفيديف للمنطقة قد تشمل بيروت.
لغم المحكمة الدولية
من هنا كان الحراك المحلي الوحيد لقاء الأربعاء النيابي الذي عقده الرئيس بري مع عدد من النواب ومن دون ان يسبقه اللقاء التقليدي مع الرئيس ميشال سليمان.
وفي هذا اللقاء كشف بري عن عزمه الدعوة الى جلسة تشريعية قبل نهاية هذا الشهر، علما ان جلسة كهذه وفي الظروف الحكومية الراهنة لا تبشر بالخير، كونها قد تشكل اختبارا لمواقف جهات عدة، اذ تخشى الأوساط القريبة من 14 آذار ان تفتح باب المواجهة المفتوحة التي تتحضر لها المعارضة مع سياسة التوافق التي يعتمدها الرئيس ميشال سليمان، انطلاقا من اثارة موضوع اقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، من دون قانون صادر عن مجلس النواب، ومن هنا، تقول الأوساط لـ «الأنباء» ان انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب الآن، وفي ضوء الأوضاع الحكومية المشحونة بموضوع شهود الزور، ومن أجل طرح مثل هذه المسألة الملغومة، يبرر القول بأنه لا يبشر بالخير.
الصايغ: الحريري لن يستسلم
والراهن ان أولوية الناس تستدعي انعقاد مجلس الوزراء وهنا يقول الوزير سليم الصايغ (حزب الكتائب الأكثري) ان الكرة اليوم هي في ملعب الفريق الذي طرح موضوع شهود الزور لتعطيل الحكومة.
وقال وزير الكتائب انهم يطلبون من الرئيس سعد الحريري الذي عاد من الرياض الى بيروت فجر أمس، الاستسلام اذا شاء المحافظة على موقعه، او الانتحار السياسي عبر اقناع جمهوره بالتخلي عن المحكمة الدولية، وهذه ليست تسوية، بأي معنى وشدد الوزير الصايغ على ان الحكومة وستؤمن الاستقرار، وما من احد بقادر على تشكيل حكومة اخرى.
النائب حوري يوضح لـ «الأنباء»
في غضون ذلك خفت حدة الجدل حول مشروع الوزير بطرس حرب حول حظر بيع الاراضي بابناء الطوائف، بعد اسبوع من الاعاصير الكلامية بين مختلف الفئات.
واوضح نائب بيروت عضو كتلة المستقبل د.عمار حوري، موقفه المعارض لهذا المشروع، وفق ما اشارت اليه «الأنباء» بالقول ان موقفه هذا نابع من قناعة شخصية، ولا يعكس موقف الكتلة التي ينتمي اليها.