بيروت ـ عمر حبنجر
بيروت في حالة استنفار سياسي واسع، عشية بدء الاستشارات النيابية المقررة يومي الاثنين والثلاثاء لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، الأكثرية خيارها محسوم، بالنسبة اليها سعد الحريري أو لا أحد، والمعارضة تترقب موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي مقرر.
المعارضة متكتمة على اسم مرشحها المفترض، خشية احتراق ورقته قبل الأوان، والنائب وليد جنبلاط الذي يلعب مع كتلته النيابية دور «بيضة القبان» في الحسبة الوزارية، منصرف الى استكمال اتصالات بدأها بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويتابعها بلقاء الرئيس بشار الأسد، ويستكملها بلقاء الرئيس سعد الحريري، الذي عاد الى بيروت من أنقرة أمس، حيث التقى رئيس الوزراء أردوغان ووزير الخارجية أوغلو.
وتأخذ اتصالات جنبلاط الطابع الدولي بدليل لقائه سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي قبل اجتماعه بالسيد نصرالله، ثم التقى السفير الفرنسي باتون بعد الاجتماع.
النائب ترو: لا نتأثر برعد ولا برق
وفيما يراهن المعارضون على انضمام جنبلاط ونوابه الى صفوفهم بعد عودته من دمشق، قال احد اعضاء كتلته نائب الشوف علاء ترو ردا على سؤال لموقع «المستقبل» الالكتروني حول قول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد انه يريد شخصية لرئاسة الحكومة لها سيرة مقاومة وطنية، قال ترو: اللقاء النيابي الديموقراطي لا يتأثر برعد او ببرق.
وكشف ترو عن لقاء قريب لنواب اللقاء الديموقراطي برئاسة جنبلاط لدراسة الموقف. بدورها، قوى 8 آذار ستجتمع على المستوى النيابي قبل ظهر الاثنين، وقبيل وصول دورها في الاستشارات لاعتماد الموقف الملائم والاسم الملائم لرئاسة الحكومة من وجهة نظر المعارضة، والتي ستتبلور دون شك في المؤتمر الصحافي للسيد نصرالله.
الحريري ليس منزعجاً
مصادر 14 آذار اعتبرت في استقالة وزراء المعارضة زائد الوزير الوسطي عدنان السيد حسين، خطوة استباقية للقرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تجنبا لاستقالة الحكومة تحت وطأته.
وقالت المصادر لـ «الأنباء» ان سعد الحريري ليس منزعجا للخطوة التي أريد بها تشتيت الأكثرية، فإذا بها توفر عليه الاحراج، عند صدور القرار الاتهامي المرتقب وبالتالي مطالبة حكومته بمواقف لا يمكنه القبول بها. واعادت المصادر الى الذاكرة جانبا من التطورات السياسية والمطلبية التي مهدت لأحداث السابع من مايو 2008 حيث اثارت المعارضة حملة مطلبية بوجه الحكومة والآن يحاولون تحريك الاتحاد العمالي مرة اخرى لكن بعد اعتبار الحكومة مستقيلة بطلت الفائدة من اي تحرك.
والحراك السياسي القائم ليس مقتصرا على لبنان، وتشكل حركة الرئيس الحريري جزءا من التحرك الاقليمي والدولي الواسع تحت سقف معادلة ضمان الاستقرار الامني والسياسي بعد تحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال.
بدوره، نائب طرابلس محمد كبارة رد على مواصفات رئيس الحكومة التي اطلقها النائب محمد رعد امس الاول دون ان يسميه بالقول: اذا فكروا في تسليم رئاسة الحكومة لطرطور ما فهم واهمون.
أما النائب يوسف المعلوف عضو كتلة نواب زحلة فتحدث عن تأثير خارجي على قرار الاستقالة من الحكومة، ما يوجب انماطا اخرى في التعاطي مع تأليف الحكومة المقبلة.
وأجمع خطباء مساجد السنة في لبنان امس على ضرورة وحتمية اعادة تسمية الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة.
دار الفتوى تعلن دعم وتسمية الحريري
وقال خطاب الجمع ان رفيق الحريري هو من شرع المقاومة في لبنان عبر اتفاق 23 ابريل 1996 وان سعد الحريري هو وريث ابيه وحامل شعلة المقاومة بنفس النظرة والافكار.
وسيوجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة الى اللبنانيين اليوم السبت، تتمحور حول الأوضاع الناجمة عن استقالة وزراء المعارضة. وعلمت «الأنباء» ان الرسالة التي سيوجهها المفتي اليوم ستكون صريحة للغاية وهي تصب في دعم تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة مرة أخرى.