بيروت ـ خلدون قواص
رأى مفتي لبنان د.محمد رشيد قباني ان تشكيل الرئيس سعد الحريري للحكومة العتيدة فيه مصلحة لكل لبنان، ولتقم هذه الحكومة على أسس راسخة ورؤية واضحة، حتى تستطيع بتكامل جهود اللبنانيين ان تخرج البلاد من النفق الذي نحن فيه، والذي نخشى ان يؤدي بوطننا لبنان نحو الانهيار، ولابد لنا في هذا الظرف المتأزم الذي تمر به البلاد، من تحديد واستحضار سلم للأولويات والتمسك به.
وقال في رسالة وجهها للبنانيين: إن كانت مصلحة الوطن والمواطنين على رأس أولوياتنا، فإن الاستقرار وضبط الشارع، وأمن المواطنين وعدم فراغ الرئاسة الثالثة، ولقمة عيش المواطنين، ومواجهة العدو الإسرائيلي، تبقى هي أولوياتنا الأساسية، التي لا يجوز المس بأي منها، وإن كل من يحاول النيل من واحدة من تلك المسلمات فإنه ينال من الوطن كله.
وأضاف: لذا فإن الاستقرار في لبنان، حاجة وضرورة أساسية للبنانيين جميعا، وتوريط الشارع في أي خلاف سياسي ممنوع، وكذلك جر المواطنين لمواجهات بينهم، لا نتيجة له إلا سفك الدماء، وزيادة الآلام، وإيقاع الخصومة بين أبنائنا وشعبنا، ومسؤولية الفرقاء السياسيين في هذا المجال، هي كمسؤولية الجيش تماما، في منع اي محاولة لتوجيه الخلاف السياسي نحو الشارع، لأن كل محاولة من هذا النوع، هي مشروع فتنة في البلاد.
والأمن خط توتر عال، ممنوع مسه أبدا، ويمنع تجاوزه لأي كان، وعلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية في البلاد، ألا تراعي فيه اي جهة كانت، وألا تتهاون في حفظ الأمن وضبط الشارع، وأن تضرب بيد من حديد، لقطع دابر أي فتنة تتربص بلبنان وشعبه.
وتابع قائلا: أما الفراغ في سدة الرئاسة الثالثة فلن يكون مقبولا هذه المرة، فالرئاسة الثالثة ليست يدا ضعيفة تلوى في كل حين، كما ان رئاسة مجلس الوزراء على رأس الحكومة، هي عصب البلاد الحيوي، الذي يموت عند تفريغها، مما يوقع الدولة والمواطن في مجاهل الضيق والتردي.