بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب جمال الجراح ان قوى المعارضة اقدمت على تنفيذ خطوة عرجاء لكنها تصعيدية ادخلت البلاد في نفق طويل ومظلم، واستحدثت ازمة جديدة اضيفت الى الازمة الموجودة اساسا، ضاربة بعرض الحائط الفرصة المتاحة عربيا للخروج منها وذلك من خلال عدم تنفيذ المعارضة لالتزاماتها تجاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي تقضي بالعودة الى مجلس الوزراء وطاولة الحوار الوطني وسحب ما يسمى بملف شهود الزور، مشيرا الى انه على الرغم من متابعة الفرقاء المحليين والخارجيين للاتصالات والمساعي للجم التدهور، عمد فريق 8 آذار الى الهروب الى الامام وزج بلبنان بخطوته المذكورة تلك في مرحلة جديدة من التأزم بحيث اصبحت الامور مفتوحة على جميع الاحتمالات.
ولفت النائب الجراح في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الخاسر الاكبر نتيجة تصرفات فريق 8 آذار هو لبنان وليس فريق 14 آذار كما يحلو للبعض تصويره، معتبرا ان النافذة التي كانت مفتوحة على الحلول لاستيعاب تداعيات القرار الاتهامي قد اقفلت بوجه لبنان، وخسر فرصة العودة الى طاولة الحوار لمناقشة الملفات العالقة بهدوء وتعقل، لافتا الى ان هذا الفريق وانطلاقا من منطق فائض القوة الذي يمتلكه واحساسه بإمكانية تأثيره على الفرقاء الآخرين بقوة السلاح، عمد الى تصعيد خطواته آملا منه وضع فريق 14 آذار امام ضغوط جديدة لتحقيق مكاسب على حساب المحكمة الدولية، متجاهلا ان هذه الاخيرة غير مرتبطة بأي قرار لبناني داخلي لا من الرئيس الحريري ولا من غيره من القوى اللبنانية الرسمية او السياسية، مشيرا الى انه مهما علا سقف التصعيد لدى المعارضة، فالمحكمة الدولية ستتابع سير عملها الطبيعي وتكشف عن قتلة الرئيس رفيق الحريري وباقي شهداء ثورة الارز، مؤكدا انه مادام لم يتمكن فريق 8 آذار خلال وجوده داخل الحكومة من ارغام الرئيس الحريري على التصدي للمحكمة ووقف تمويلها وسحب القضاة اللبنانيين منها فإن هذا الفريق وفي مقدمته حزب الله لن يتمكن عبر استقالة وزرائه منها من تحقيق رغباته ومطالبه لجهة المحكمة الدولية.
وردا على سؤال حول موقف الوزير المستقيل د.عدنان السيد حسين لجهة تبنيه موقف المعارضة وبالتالي خلع ردائه الرمادي وتزييه برداء المعارضة، لفت النائب الجراح الى انه عندما حانت ساعة الحسم تبين ان الوزير حسين وديعة حزب الله لدى فريق رئيس الجمهورية الحكومي وخاضع لمشيئته على المستويين الداخلي والخارجي.
وعما ذكرته صحيفة «النهار» من ان سورية ترغب في ان يتم التحاور معها مباشرة في موضوع لبنان، لفت النائب الجراح الى ان استقالة الوزراء من حكومة الحريري أتت على اثر الزيارة الاخيرة التي قام بها مسؤولون من قوى 8 آذار لسورية، حيث تم ابلاغهم بوقف المبادرة السعودية ـ السورية ووقف كل الاجراءات المتعلقة بها.
هذا وأكد النائب الجراح انه اذا تمكن فريق 8 آذار من تسمية رئيس الحكومة الجديد عبر حصوله على الاكثرية النيابية، فإن قوى 14 آذار لن تشارك في تلك الحكومة ولن تجد مشكلة في تحولها الى فريق معارض، مستدركا بالقول ان تسمية رئيس الحكومة تعتمد على موقف النواب من الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة وتحديدا على موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وعلى ما سيستجد من اجواء سياسية قد تبدل الكثير من المعطيات الحالية، مؤكدا ان النائب جنبلاط لن يسمي احدا سوى الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة العتيدة، لافتا من جهة اخرى الى ان فريق 8 آذار عبر استقالة وزرائه من الحكومة نقض اتفاق الدوحة لجهة عدم الاستقالة وتعطيل مجلس الوزراء واللجوء الى استعمال لغة العنف في الداخل اللبناني مما يجعل فريق 14 آذار وفي حال محافظته على الاكثرية النيابية في حل من التزاماته حيال جميع ما ورد في الاتفاق المذكور، ويكون بالتالي قد استعاد حقه بتشكيل حكومة اكثرية من لون واحد.