بيروت ـ عمر حبنجر - هدي عبود
أمس الاحد للمشاورات واليوم الاثنين للاستشارات، وكذلك غدا الثلاثاء، والمطلوب تسمية من يكلف بتشكيل الحكومة العتيدة، والواضح مجرى الرياح الدافعة لأشرعة سعد الحريري، لكن اقل من 48 ساعة، ويأتي الخبر اليقين.
وربما توضحت الصورة قبل نهاية يوم الثلاثاء، في ضوء نتائج القمة القطرية-السورية-التركية المخصصة لبحث الأزمة اللبنانية في دمشق اليوم، اضافة الى موقف كتلة النائب وليد جنبلاط بعد ظهر اليوم الاثنين من جهة اخرى.
وفي هذا الاطار، أكدت مصادر ديبلوماسية سورية رفيعة المستوى لـ «الأنباء» أن القمة الثلاثية السورية ـ التركية ـ القطرية ستجمع إلى جانب الرئيس السوري أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وموضوعها الرئيسي أزمة لبنان.
في هذا الوقت أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي هو الأول منذ سقوط الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري لشرح الأسباب التي أوصلت البلد الى ما هو عليه اليوم، مؤكدا «ان بعد ذهاب الرئيس سعد الحريري الى الولايات المتحدة ودون سابق إنذار يتصل الطرف السعودي بالطرف السوري ويعتذر انه نتيجة الضغوط والأوضاع لسنا قادرين على مواصلة المسعى» مشيرا الى ان الاميركيين والاسرائيليين كانوا يرفضان منذ البداية هذا المسعى العربي وتركوه فترة لأنهم باعتقادنا كانوا يراهنون ان «س ـ س» لن تصل الى اتفاق لأن الموضوع صعب ومعقد.
وتابع السيد نصرالله «فهمي ان الحريري وفريقه إما انهم من اول الأمر لا يريدون هذا المسار والتفاهم وساروا نتيجة ضغط المملكة وحرضوا الاميركيين للضغط لإيقافه وإما انهم كانوا سائرين لكن هناك ارادة اميركية قاهرة» مؤكدا ان هذا الفريق لا يمكن ائتمانه على المصلحة اللبنانية وقيادة لبنان ليتجاوز اي محنة، مشيدا بالوزير عدنان السيد حسين «الذي تصرف بما يمليه عليه ضميره وكرامته».
وعن التقرير والتسجيل الصوتي الذي بثته قناة الـ «نيو تي في» لمحادثة بين الرئيس الحريري والعقيد وسام الحسن والشاهد زهير والصديق ونائب رئيس المحكمة الدولية جيرهارد ليمان، لفت السيد نصرالله الى «انهم جاهزون ان يقبلوا قرارا ظنيا مبنيا على داتا اتصالات قادرة اي شركة اتصالات ان تقوم به ولا يقبلون شريط التسجيل الذي تم عرضه ويقولون انه مفبرك».
وجزم السيد بأن حزب الله وحلفاءه في المعارضة لن يرشحوا سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، قائلا «من الواضح ان المعارضة مجمعة على عدم تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه في حكومة جديدة».
وتابع «يستحيل علينا من الآن ان نسكت عن حكومة تحمي شهود الزور والفساد المالي ولا تتحمل مسؤوليتها لمعالجة قضايا الناس، ولن نسكت عن اي حكومة تتآمر على المقاومة»، مشيرا إلى أن توقيت تسليم القرار الظني هدفه الضغط من أجل تسمية الحريري رئيسا للحكومة.
وختم السيد نصرالله بمباركة «ثورة الشعب التونسي وانتفاضته وقيامه التاريخي».
برئاسة الحريري ولكن
من جانبه الرئيس نبيه بري حذر من امكانية الانزلاق نحو نوع من «التوترات المتفرقة» في ظل الاستمرار «بالخطاب الذي لا ينفع اصحابه». بري كان يشير الى خطباء الجمعة والى رسالة المفتي قباني التي دعت جميعها الى اعادة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.
وجدد بري التمسك بالـ «س.س» وقال ان الحل على هذه اليد، رغم كل ما يشاع عن مصير هذا المسعى.
وشدد على حكومة وحدة وطنية، وقال: انا من الاساس كنت افضلها برئاسة الحريري، لكن بعد الذي حصل بتنا نحتاج الى ما يثبت التزامه بالجهود السعودية السورية كي نعود الى هذا الموقف والا فنحن امام خيارات مختلفة.
من جهته العماد ميشال عون اعلن ان قوى 8 آذار لن تعود الى تسمية الحريري، وقال ان ما يحصل هو عملية ديموقراطية بحتة.
وتحدث عون الى قناته التلفزيونية «أو تي في» متناولا احتمال تحريك الشارع ايضا. وقال: نحن لا نريد الحوار بعد اليوم، نريد قرارات في مجلس الوزراء، لمواضيع حاسمة وسنؤلف الحكومة على رواق ورئيس الجمهورية حكم.
وبعد اجتماع تكتل الاصلاح والتغيير في الرابية امس قال عون «ما رأيناه على شاشة الـ «نيو تي في» يشكل اخبارا لمدعي عام التمييز سعيد ميرزا مؤكدا انه لا يجوز ان يكون لدينا رئيس حكومة او مرشح لرئاسة الحكومة عليه خطر الادانة، واتهم عون فريق الحريري بالمسؤولية عن الفساد وانه سيحاسب على ذلك.
وعن احتمال اللجوء الى الشارع في حال جاء الحريري رئيسا للحكومة قال عون: العالم والأمم المتحدة رحبت بثورة الشعب التونسي. داعيا جنبلاط الى البقاء في الموقع الصحيح الذي التحق به، وقال «ندعوه لحسم امره رغم تقديرنا لصعوبة موقفه.
وعن كيفية القرار الاتهامي اجاب عون: «ننساه».
كتلة جنبلاط
نائب تيار المستقبل العلوي خضر حبيب وصف قوى 8 آذار بالتعطيلية، وقال ان هذه القوى ومنذ تشكيل الحكومة سارت في منهج التعطيل الى حد اسقاطها على هذه الصورة غير المسبوقة في تاريخ لبنان. ودعا الى تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة لاسباب وطنية وليس مذهبية او طائفية ليكمل برامج والده الشهيد. وردا على سؤال حول موقف جنبلاط، اجاب: لا شك ان هناك جزءا من كتلة جنبلاط يصب في 14 آذار وقدر عدد هؤلاء بالثلثين. وقال النائب حبيب ان 14 آذار لن تتنازل في موضوع المحكمة الدولية والحقيقة والعدالة، واشار الى المسؤولية الكبرى على المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الاستقرار.
الحريري ملتزم بالمساعي
بيد ان مصدرا قريبا من جنبلاط اكد لـ «الأنباء» ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي ابدى امام الرئيس الاسد هواجسه ومخاوفه حول تشكيل الحكومة العتيدة، وابلغه ما سمعه من الرئيس الحريري في منزله في كليمنصو لجهة استمراره في الالتزام بمضامين المسعى السعودي ـ السوري، وانه، اي جنبلاط، يرى انه طالما الحال كذلك فلا مصلحة باستبعاد الحريري، خصوصا ان المشاورات المقبلة ستتركز على كيفية ايجاد المخارج والحلول لهذه الالتزامات.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان النائب جنبلاط الذي قرر اعلان موقفه بعد التشاور مع الرئيس سليمان عصر اليوم سيلزم نواب الحزب بعدم تسمية الحريري استجابة للضغوط المعروفة، فيما يترك لحلفائه في اللقاء الديموقراطي حرية الاختيار. وفي معلومات «الأنباء» ايضا، ان النائب علاء الدين ترو وهو الحزبي المسلم السني الوحيد مع جنبلاط في دائرة الشوف وضمنها اقليم الخروب سيصوت مع نواب اللقاء المسيحيين، ومروان حمادة، الى جانب الحريري، بحيث يذهب سبعة نواب مع تسمية الحريري والاربعة الباقية يمتنعون.