معادلة الأزمة: يوجز أحد المسؤولين السوريين الوضع بالمعادلة الآتية: لا عمليات إجرائية لمحكمة من دون حكومة لبنانية، ولا حكومة لبنانية من دون موقف واضح لرئيسها من التسييس الحاصل في المحكمة.
دمشق الواثقة بأن المحكمة لا تنفع من دون الحكومة اللبنانية التي هي بمثابة الذراع الإجرائية للمحكمة، لا ترى في الأفق حكومة متكاملة الأوصاف، فلا رئيس الحكومة المعارض ينفع في هذه المرحلة، ولا سعد الحريري المعاند والملتزم بتنفيذ تعهداته الدولية، ينفع هو الآخر.
4 ساعات مع الحريري: دامت جلسة الموفدين القطري والتركي مع الحريري 4 ساعات، ما أدى إلى اعتذارهما من العماد ميشال عون الذي انتقل إلى فندق فينيسيا ليلتقي بهما، بناء على موعد سابق، لكنهما التقيا لاحقا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ثم انتقلا سرا للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
السيد فقد الثقة بالحريري: أشار تقرير صحافي من بيروت حول موقف جنبلاط وحركته الى ان جنبلاط يسعى بكل قوة لإحياء الـ «س ـ س»، ولاعادة الحريري على رأس الحكومة الجديدة، ولإرضاء المعارضة بل قائدها «حزب الله» بالمواقف من المحكمة الدولية وكل تفرعاتها، وان جنبلاط عندما التقى السيد حسن نصر الله اخيرا تخوف امامه صراحة من احتمالات الفتنة المذهبية، ودعاه الى مساعدته في وأدها في مهدها، واقترح عليه امرين: الاول، قبول المعارضة اعادة تكليف الحريري بتأليف الحكومة الجديدة، والثاني، الحصول من الحريري وأثناء التأليف الذي قد يستغرق اشهرا مواقف ثابتة، ومع ضمانات متنوعة اكيدة، من المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وشهود الزور وكل ما يتعلق بها، والحصول منه ايضا ومن خلال حكومة تصريف الاعمال على ضمانات ثابتة مثل وجود حلفاء له او افراد من حزبه على رأس عدد من المواقع المهمة الاساسية بل الاستراتيجية، طبعا طالت المناقشة حول هذا الموضوع، وبدا لجنبلاط ان ازمة الثقة بالحريري عند «السيد» عميقة، لكنه في النهاية لم يقل نعم لاقتراحه ولا كلا، بل دعاه الى التشاور مع «الاخوة السوريين» في هذا الموضوع، وفي ضوء النتائج يمكن اتخاذ المواقف النهائية.
نصيحة تحذيرية: ماذا عن النائب جنبلاط الذي اعتبر ان التوقيت السياسي لاستقالة الوزراء لم يكن مصيبا؟ يعتبر حزب الله ان مفاعيل اللحظة الجنبلاطية لم تعد ذات أهمية بعد ان صدر القرار الظني غير ان حزب الله الذي يراعي ظروف الزعيم الدرزي واعتباراته قد لا يبدي ارتياحا الى كونه وفي هذه المرحلة الحساسة لم يظهر موقفا واضحا كما كان متوقعا منه ان يفعل وقد يكون له مفهوم خاص بتظهير موقفه، لكن التطورات تتسارع، ويعتبر مراقبون ان رسالة النصح التحذيري التي وجهها العماد عون الى جنبلاط تعكس موقف حزب الله الذي مرر رسالة غير مباشرة اليه.
المحكمة في سبتمبر أو اكتوبر بالمتهمين أو دونهم: المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس الحريري يمكن ان تبدأ في سبتمبر أو اكتوبر المقبلين «بوجود أو غياب المتهمين»، هذا ما أعلنه رئيس قسم المحكمة هرمان فون هايبل، ويذكر ان القاضي فرانسين غير ملزم بمدة زمنية محددة للتصديق على القرار الظني، وهو بالتالي وبحسب التجارب السابقة في هذا المجال قد يستغرق بعض الوقت في مراجعة القرار الظني والمواد المدعمة له وتوضيح أي مسائل قانونية قبل المصادقة عليها أو صرف النظر عن القرار الظني أو جزء منه، مدة تتراوح بين ستة و10 أسابيع على الأقل، اعتبارا من التاريخ الذي يتم فيه تسليم القرار، وهذه مهلة كافية للجهود الديبلوماسية الهادفة الى احتواء تداعيات القرار، «مصادر متابعة قالت ان القاضي بلمار سبق له ان سلم فرانسين ـ على دفعات ـ خمسة فصول من القرار، ولم يعلن ايداعه القرار لدى فرانسين الا بعد تسليمه الجزء السادس الأخير، وتاليا يمكن ان يصدر القرار خلال أيام وليس أسابيع اذا اقتضى الأمر».