- عون: الآن يتم الانتقال إلى نهج جديد وهذا سيتم بالوسائل الشرعية.. وبري: الوضع «جيد جيد جيد»
لبنان - داود رمال والوكالات:
انتهى اليوم الأول من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة للبنان يكلف بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة الحالية، الى نتيجة اظهرت ان المرشح الاوفر حظا لكي يسمى هو الرئيس الاسبق للحكومة نائب طرابلس نجيب ميقاتي إذ أفضت الترشيحات الى نيل ميقاتي 58 صوتا مقابل 49 للرئيس الحالي سعد الحريري، إذ يتوقع ان ينتهي اليوم الثاني من الاستشارات الى تسمية ميقاتي بنحو 69 صوتا مقابل 58 صوتا للحريري.
وظهر الانقسام السياسي حادا بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار في اليوم الاول وعبر عن ذلك في المواقف التي ادلوا بها عقب لقائهم رئيس الجمهورية، حين اتهم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ميقاتي بأنه مرشح حزب الله و8 آذار وسورية، في حين تحدث الرئيس فؤاد السنيورة عن السلاح الموجه إلى صدور الناس والذي رد عليه العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح بدعوة فريق 14 آذار لتقبل الخسارة وأن يتصرف وفق الشرعية.
ميقاتي الذي أعلن ترشحه بصورة رسمية في وقت متأخر من ليل امس الأول قال ان «هذا الترشح أساسه اقتناعي بان صيانة مسيرة السلم الأهلي وتحصين الساحة الداخلية في وجه التحديات المرتقبة يحتاجان الى وقفة وطنية جامعة».
كما اكد في بيان له تطلعه الى «تعاون جميع القادة اللبنانيين لنكون معا فريق عمل متضامنا يخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تتخبط بها»، مضيفا «لا أنظر الى ترشحي على انه تحد لأحد بل هو فرصة لإعادة وصل ما انقطع بين هؤلاء القادة انطلاقا من تجربتي السابقة في رئاسة الحكومة ومن وسطيتي التي تجمع ولا تفرق».
واعتبر ميقاتي نفسه «رجلا وسطيا وفاقيا ومرشح الاعتدال»، مشددا على ان وسطيته «حاجة ضرورية للمحافظة على خصوصية لبنان ووحدته وتنوعه ونظامه الديموقراطي البرلماني وصيغة العيش المشترك».
الى ذلك وبعد تأكيد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس الاول ان المعارضة لن تدعو لحكومة لون واحد في حال فوزها بالاستشارات، حسم الحريري موقفه في هذا الشأن قائلا «ان تيار المستقبل، يعلن من الآن، رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار».
وشدد الحريري في بيان له على أن «أي كلام عن وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون، فليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الاستشارات النيابية اليوم، وإنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار، والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه».
وتابع «إذا كان ما قبل القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري شيئا وما بعد صدور القرار شيئا آخر، فإن المعادلة تنطبق بدورها على الحالة المستجدة، فما قبل إجراء الاستشارات النيابية شيء، وما بعد الاستشارات شيء آخر».
وفيما وصف رئيس البرلمان نبيه بري الجو بالـ «جيد جيد جيد» أكد رئيس كتلة «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون، بعد لقائه وأعضاء الكتلة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أن اليوم «بدأنا المرحلة التي تلي استقالة الحكومة وقد سمينا مرشح المعارضة نجيب ميقاتي»، مضيفا أن «كل ما كنتم تسمعونه عن الفتنة والصدام في البلد خطأ والأمور تسير وفق الدستور، وبهذه الطريقة نكون أصدرنا تكذيبا صارخا لمن كان يخطط للفتنة في البلد، إذ يتم الآن الانتقال من نهج إلى نهج جديد، وهذا سيتم بالوسائل الشرعية بكل هدوء والخاسر يجب أن يتحلى بالقيم ويتصرف بطريقة شرعية».
بدوره اعلن النائب وليد جنبلاط انفراط عقد «اللقاء الديموقراطي» النيابي الذي كان يترأسه، قائلا: كنت أتمنى أن أتابع الطريق مع رفاق الأمس في «اللقاء الديموقراطي»، لكن الظروف حكمت ولم يعد من مبرر لبقاء اللقاء الديموقراطي، سنعود الى تسمية «جبهة النضال الوطني» كما كان اسم الكتلة أيام والده الراحل كمال جنبلاط.
وأشار الى أن الجبهة المؤلفة من النواب: وليد جنبلاط، ايلي عون، غازي العريضي، أكرم شهيب، نعمة طعمة، وائل أبو فاعور وعلاء الدين ترو سمت رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة.
وإذ نوه جنبلاط بجميع الذين رافقوه، خص بالذكر ايلي عون ونعمة طعمة وعلاء الدين ترو الذين أعطوا لهذه المواجهة نكهة سياسية لأن البعض حاول أن يصورها طائفية.
وقال من جهة ثانية: «إذا لم تكن الظروف لتساعد رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي أتمنى له كل التوفيق وأحييه».
من أجواء الحدث
*لقاء الخمس دقائق: توقف مراقبون عند لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بالرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا في اطار الاستشارات النيابية الملزمة والذي لم يستغرق اكثر من خمس دقائق فيما المهلة المحددة هي ربع ساعة.
*نصر الله رئيس الحكومة : كان لافتا التصريح والتصعيد لكتلة المستقبل وخاصة القيادي مصطفى علوش اذ قال ««أي رئيس وزراء سيسميه «حزب الله» سيكون خاضعا له ولشروطه، وأي رئيس للحكومة سيأتي به الحزب بغض النظر عن اسمه سيكون رئيس الحكومة السيد حسن نصر الله».
*«الفيس بوك»: واكب اللبنانيون الاستشارات النيابية مع حملات شرسة عبر موقع «الفيس بوك» بين مناصري 8 و14 اذار.
*واشنطن تهدد: قال بي.جيه.كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب الشكل النهائي الذي ستؤول اليه حكومة لبنان، لكن إعطاء جماعة حزب الله دورا أكبر من شأنه ان يعقد العلاقات بين البلدين، وأيضا المعونات الأميركية للبنان.