- عون: إذا رفض الفـريق الآخر المـشاركة هذا رأيه ولكن السنّة سيكونون معنا
بيروت ـ محمد حرفوش
مرحلة ما بعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة مفتوحة على اتصالات ومشاورات مكثفة محليا وإقليميا لتأليفها، وسط انقسام خطير يشهده لبنان على المستويين الوطني والطائفي على خلفية ملفات تتصل بالمحكمة الدولية والقرار الاتهامي الى جانب الملف الاقتصادي والمعيشي الذي بلغ ذروته في التردي، الى جانب التهديدات الإسرائيلية اليومية الى لبنان. وتردد أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة نجيب ميقاتي يتجه الى تأليف حكومة تكنوقراط أو مختلطة إذا لم يتمكن من إقناع الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار بدخول الحكومة المقبلة، وسيحاول إنجاز بيان وزاري على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».
وأشارت مصادر الى أن ميقاتي ما كان ليقبل بتولي رئاسة الحكومة في الأحوال الراهنة لولا توافر غطاء عربي وإقليمي، إلا أن المصادر إياها رأت أنه ورغم هذا الغطاء، فإن عملية تأليف الحكومة ستصطدم بعقبات توزيع الحقائب الوزارية طائفيا ومذهبيا وحزبيا. لكن مرجعا حزبيا في الأكثرية الجديدة رجح أن تبصر الحكومة الجديدة النور في وقت قياسي قد لا يتعدى الرابع عشر من الشهر المقبل.
ويشير هذا المرجع الى أن ميقاتي سيفتح الى أبعد الحدود في المجال أمام الفريق الآخر للمشاركة في الحكومة العتيدة، وهو سيقوم بمحاورته لأنه سيحاول المجيء بحكومة تقوم على الشراكة والتوافق.. لكن الى الآن لا توجد مؤشرات أو معطيات تدل على أن فريق 14 آذار سيقبل هذه المشاركة. ولفت المرجع المذكور الى أنه ورغم ذلك فإن الأولوية للرئيس ميقاتي هي محاولة إقناع الحريري بالانضمام الى حكومة وحدة وطنية، فإذا أصر على رفضه فإن الخيار يصبح خيار حكومة تكنوقراط.
وتزامنا مع اعلان الامانة العامة لرئاسة مجلس النواب اليوم وغدا موعدا لاستشارات التأليف، انطلق ميقاتي صباح أمس بجولة بروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين (رشيد الصلح، سليم الحص، ميشال عون، عمر كرامي، فؤاد السنيورة وسعد الحريري) عون وبعد لقائه ميقاتي أكد أنه «إذا رفض الفريق الآخر المشاركة معنا في الحكومة، فهذا خيارهم، ولكن السنة سيكونون معنا»، واصفا «الاجواء بأجواء تفاهم وليس لدينا تحفظات».
وعلق العماد عون على ما صدر في بعض الصحف الغربية من كلام عن انتظار وترقب للوضع اللبناني بالقول: «نحن دولة مستقلة ولا احد يستطيع ان يعطينا وصف اننا دولة تابعة ونحن منفتحون على الجميع»، مشيرا الى أن «تاريخنا الوطني وسلوكنا يشهد علينا».
كما كرر عون القول ان «من يحاول إلغاء طائفة يحاول الغاء لبنان ونحن نعطي الافضلية للوحدة الوطنية ولسياسة تحضن الكل». هذا واستبق ميقاتي زياراته ومشاوراته بحديث الى صحيفة السفير اكد فيه انه «من حق أي كان التظاهر سلميا كتعبير ديموقراطي احتجاجي على امر ما، فكيف باحتجاج من انصار زعيم سياسي له امتداد شعبي كبير كرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري»، مشيرا الى انه «من المهم ان تبقى التحركات ضمن ضوابط القانون والنظام وعدم التعدي على حقوق وكرامات وممتلكات الآخرين».
وأشار ميقاتي إلى أنه «لم نأت الى الحكم لنفتعل معارك مع أي فريق، بل لنصالح الناس مع بعضها بعد سنوات القطيعة والخلاف، ولنساعد في انقاذ الوطن مما يتخبط فيه»، مضيفا: «قد اتخذت قراري بالترشح لمنصب رئاسة الحكومة لتفويت الفرصة على الفتنة التي كانت تذر قرنيها في كل منطقة من لبنان، ولاراحة الناس الى حاضرهم ومستقبلهم، فكلنا ننشد الاستقرار وأنا سأسعى لبناء البلد مع كل المخلصين».
وعن تصوره لما بعد التكليف، لفت ميقاتي الى انه بالطبع لديه تصور، لكن لم يعد من حقه بعد التكليف التفرد، فهناك شريك أساسي وهو رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتم التشاور معه في كل الخطوات وحسب الدستور والاصول، من اجل التوافق والتعاون بين السلطات»، مضيفا: «مع اني اؤمن بفصل السلطات كما نص الطائف، لكن الطائف نص ايضا على تعاون السلطات وتوازنها».
وعن شكل الحكومة المرتقبة، اشار ميقاتي الى ان «هذا ايضا امر خاضع للتشاور مع رئيس الجمهورية ومع الكتل النيابية والنواب، ولن اعلن شيئا قبل التشاور معهم، مع ان لدي تصوري وربما لدي اسماء معينة للتوزير، لكن ربما تغيرت المعطيات بعد التشاور إذ تتبلور امور اخرى جديدة بالتشاور مع الزملاء النواب».
واكد ميقاتي ان «لديه تصورا لقانون الانتخاب وقدمه رسميا للهيئة التي شكلت لهذه الغاية برئاسة الوزير الاسبق فؤاد بطرس، وهو تصور قريب جدا من مشروع الهيئة». وحول علاقته بسعد الحريري مستقبلا بعد حركات الاحتجاج التي جرت ضد ترشيحه، قال: «الحريري زعيم وطني وأخ وصديق، ولو مررنا بحالة سوء تفاهم فهي لن تدوم طويلا، وفي النهاية لا يصح الا الصحيح».
جنبلاط: من الخرف السياسي اتهام ميقاتي بتمثيله ولاية الفقيه
من جهته أعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنه «إذا كان الرئيس سعد الحريري يريد أن يحتكم للمؤسسات الدستورية مثلما أعلن سابقا، فمن الذي حرك الشارع ودعا إلى تظاهرة يوم الغضب»، متسائلا عن «مصدر هذه العبارة وضد من موجه هذا الغضب، إلا إذا كان هناك من ينظم خارج إرادة الشيخ سعد». واضاف جنبلاط في تصريح لصحيفة «اللواء» أن «آخر النظريات التي تصح أن تكون نكتة لو لم تكن البلاد تمر في هذا المأزق، المقولة التي نعتبرها من باب الخرف السياسي أن الرئيس نجيب ميقاتي يمثل ولاية الفقيه».