بيروت ـ زينة طبّارة
رأى نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق ايلي الفرزلي أن قوى «14 آذار» وتحديدا تيار «المستقبل» فيها، يستند في تعاطيه مع الواقع الجديد في لبنان الى قراءة خاطئة للمرحلة الحالية وللسياسات الداخلية والإقليمية والدولية، معتبرا بالتالي ان انتقال تلك القوى من خطأ الى خطأ آخر في قراءة المستجدات والتطورات سيحدد لاحقا حجم الخسارة والأضرار السياسية والمعنوية الجسيمة التي ستلحق بها على المستوى الإستراتيجي، لافتا الى ان قوى «14 آذار» أثبتت عجزها طيلة السنوات الـ 6 الماضية عن صياغة مشروع إستراتيجي لها، كونها عاجزة بطبيعة تكوينها وتحالفاتها عن إعطاء وظيفة سياسية ذات طابع موضوعي لمسارها خارج إطار تحولها دمية للاستعمال التكتيكي في لعبة المنازلة السياسية على مستوى المنطقة.
ولفت الفرزلي في تصريح لـ «الأنباء» الى أن تمسك كتلة «المستقبل» بشروطها للمشاركة في الحكومة هو الدليل على قراءتها الخاطئة فيما خص طبيعة الصراع الدائر في لبنان والمنطقة، مستغربا إقدام الكتلة المذكورة على فرض شروط على الرئيس ميقاتي لم تستطع هي نفسها إنجاز حرف واحد منها منذ إنشاء مجلس الأمن الدولي للمحكمة الدولية حتى تاريخ سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، خصوصا ان الرئيس ميقاتي أتى على أنقاض فشل قوى «14 آذار» بتنفيذ ما اشترطته عليه كتلة «المستقبل»، مذكرا من جهة أخرى بان انقلاب العام 2005 قام على قاعدة تنفيذ تلك الشروط، وصيغ بعدها التحالف الرباعي على أنقاض الوجود المسيحي في لبنان دون أن يستطيع الرئيس السنيورة وهو على رأس السلطة التنفيذية آنذاك، من تنفيذ تلك الشروط التي وضعها تيار «المستقبل» للمشاركة في الحكومة.
وأشار الفرزلي الى ان خروج الرئيس الحريري من الحكم ليس حدثا غريبا عن تاريخ كبار الزعماء السنة الذين تعاقبوا على رئاسة الحكومة، إنما عودته الى الساحة السياسية من بابها العريض يتوقف على كيفية أدائه السياسي خلال المرحلة الحالية وعلى حسن قراءته للواقع الإقليمي والسياسي وعلى مدى تواصله مع سورية وانفتاحه عليها.
على صعيد آخر، وعن قدرة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، أكد الفرزلي ان العقبة الأساسية أمام الرئيس ميقاتي تكمن في امتناع قوى «14 آذار» عن المشاركة في الحكومة، معتبرا أن مواقف تلك القوى في ظل دفتر الشروط المعلن عنه، سيدفع بالرئيس ميقاتي الى تأليف حكومة مختلطة بين تكنوقراط وسياسيين بمعزل عن «المستقبل» وحلفائه، مشيرا الى أنه وفقا لما تقدم فإن رحلة الرئيس ميقاتي في تأليف الحكومة لن تتجاوز الأسابيع القليلة المقبلة.
هذا ولفت الفرزلي الى أن ما تبين خلال الأيام المنصرمة أن الرئيس ميقاتي بنى علاقات سياسية مستقلة تمتد الى جميع الساحات العربية والدولية بما فيها المملكة العربية السعودية، وأنه على ما بدا ويبدو أن تلك الدول تنظر الى الرئيس ميقاتي على أنه صاحب طاقات كبيرة تمكنه من قيادة الحكومة اللبنانية الى بر الأمان ومستعدة للتعاون معه لتمكينه من النجاح والمضي قدما على رأس السلطة التنفيذية في لبنان.
وعن مسارعة السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونللي الى زيارة الرئيس المكلف، أكد الفرزلي أن التدخلات الأميركية في الشؤون اللبنانية، كما في شؤون سائر دول المنطقة العربية أمر محتوم وسيستمر بشكل أو بآخر، معتبرا ان المحكمة الدولية تشكل عنوانا في غاية الأهمية للإدارة الأميركية كونها تستعمل المحكمة كوسيلة من وسائل الضغط على جسم الممانعة في المنطقة بدءا من إيران وصولا الى الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط حيث مركز الثقل لكل من «حزب الله» والمقاومة، وهو ما يبرر المخاوف الأميركية على مصير المحكمة الدولية ومواكبة الولايات المتحدة للتطورات اللبنانية ولكيفية تصرف الحكومة العتيدة.