ميقاتي بديلا للفوضى: الاستشارات النيابية وما آلت اليه من تكليف الرئيس ميقاتي مهمة تأليف الحكومة الجديدة كانت من أبرز نتائج القمة الثلاثية التي عقدت في دمشق في 17 يناير بين الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وتم بموجبها إيفاد وزيري خارجية قطر وتركيا الى لبنان.
القمة بحثت في الاحتمالات كافة وأجرت ما يشبه مظلة اقليمية ـ دولية لما جرى، وتم اخراج الأمر بهذه الطريقة وعنوانها الأول عدم المس بالاستقرار في لبنان ومنع الحسم بكل أشكاله.
هذا ما قاله ديبلوماسي واسع الاطلاع، مشيرا الى ان المجيء بميقاتي رئيسا للحكومة كان بديلا للفوضى التي كانت تنتظر لبنان. وأضاف ان ردود الفعل العربية والدولية التي صدرت بعد الاعلان عن تكليف ميقاتي جاءت لتؤكد ان ما جرى كان «مطبوخا» بعناية.
فقاقيع صابون: مؤخرا وضع الرئيس الحريري اعضاء كتلته في أجواء أنه «تعرض لخدعة كبيرة وللطعن في الظهر ليس فقط من قبل الرئيس ميقاتي وللمرة الثانية، بل لأنه أدرك متأخرا ان كل سيناريوهات ما قبل التسوية كانت فقاقيع صابون لالهائه حتى يحين اوان تنفيذ الانقلاب السياسي».
وينقل المحيطون بالحريري عنه قوله «المعركة ليست شخصية مع ميقاتي بل سياسية». وبتأكيد نواب في تيار المستقبل «لا علاقة للبيان الذي سلم الى ميقاتي بموقف الحريري من المشاركة في الحكومة. فخيار الجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان قد اتخذ ولا عودة عنه».
وتردد ان وجهتي نظر تنازعتا أوساط المستقبل في غمرة نقاش سياسي ومراجعة لأوضاع وحسابات وأخطاء: الأولى الالتزام بالسقف العالي الذي أصدره مكتب الحريري الإعلامي قبيل بدء استشارات التكليف، ويبدو ان الرئيس سعد الحريري يتبنى وجهة النظر المذكورة. وتعتبر الثانية، ان استنساخ مرحلة 1998 ليست مضمونة، وبالتالي تنصح بالبقاء في ميدان السلطة ولو من باب المناورة، ولاسيما ان سلبيات الخروج منها أكثر بكثير من الإيجابيات، ومن هنا يدعو أصحاب وجهة النظر هذه الى القبول بالمشاركة في الحكومة التي سيشكلها، وعلى قاعدة برنامج واضح يسعى الى إحراج ميقاتي وكشف برنامجه للمرحلة المقبلة، وخاصة على صعيد المحكمة، علما أن مثل هذه المشاركة قد تشكل خط الدفاع الأول عن المحكمة الدولية في حال أريد استهداف تلك المحكمة او سائر الملفات المتصلة بها (شهود الزور) إن في البيان الوزاري او من خلال إجراءات متصلة بإلغاء البروتوكول. كما ان وجهة النظر هذه ترتكز في جانبها الأساسي على اقتراح بمحاولة حمل فريق حزب الله على القبول بتكرار تجربة الثلث الضامن اما سبق ووعد بها أقطاب المعارضة، وآخرهم النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
ماذا أبلغ ميقاتي السفيرة الأميركية: نقل عن الرئيس نجيب ميقاتي (النهار) انه اوضح للسفيرة الاميركية مورا كونيللي التي زارته امس الاول الكثير من الأمور التي «شوهت» في شأنه جازما بأنه «لم يوقع اي ورقة او تعهد حول الغاء المحكمة الدولية»، مشيرا الى ان «المحكمة هي قرار دولي يتعذر الغاؤه وهناك دماء سالت في لبنان»، لكنه كما يقول رشح نفسه «لتجنب بلوغ البلد منعطفا خطيرا كان ينذر به مسار الأمور بين موقفي قوى 8 و14 آذار».
موقف لافت للمر: لفت قول النائب ميشال المر (بعد لقائه الرئيس ميقاتي) ردا على سؤال تعلق بمذكرة «المستقبل»: «هذه شروط لن يقبل بها ميقاتي، وتيار المستقبل أدرك ان هناك خطأ في الشارع».
وردا على سؤال عن امكان توزير نجله الياس المر قال: «نحن خضنا 20 عاما في الحكم، فليجرب غيرنا، والوزير المر أخذ فترة نقاهة، ولا رغبة لديه في التوزير مجددا».
محادثة لافتة بين جنبلاط وطعمة: كشفت معلومات صحافية ان محادثة جرت منذ أيام بين النائب وليد جنبلاط والنائب نعمه طعمه وهي توضح حقيقة المواقف السعودية من أزمة التكليف التي أشعلت الشارع السني.
فمنذ أسبوع تقريبا اتصل النائب جنبلاط بعضو كتلته النائب نعمه طعمه طالبا منه المجيء من السعودية والالتزام بتسمية ميقاتي رئيسا للحكومة، فرد طعمه قائلا: «أنا لا أستطيع، ففي الشركات التابعة لي يعمل أكثر من أربعة آلاف موظف ومنهم 500 موظف درزي وهؤلاء جميعا عرضة للترحيل عن المملكة»، عندها رد جنبلاط: «ليترحلوا 500 موظف هناك بدلا من مقتل 500 درزي هنا».
انتهى الحديث، لكنه تجدد بعد أيام عندما قال النائب طعمه للسيد بهيج أبو حمزة «ما باله جنبلاط، لم يتصل بي حتى الآن، فأنا قادم للمشاركة في تسمية ميقاتي رئيسا مكلفا».
قضاة المحكمة: مسؤول لبناني كبير حاول سحب أحد القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية، فأجابه انه متقاعد وليس للدولة أي سلطة عليه، وهذا الأمر ينطبق على اثنين من كبار القضاة اللبنانيين في المحكمة.
سحب القضاة اللبنانيين لن يغير في مسار المحكمة وهناك قضاة جدد أضيفوا للمحكمة من مصر وتونس وإيران (من المعارضين للنظام القائم في طهران).
حمادة إلى التقاعد السياسي: يبدي النائب مروان حمادة ميلا لـ «التقاعد السياسي» وتحضير نجله «كريم» لخوض المعترك السياسي والنيابي بدءا من العام 2013 ومن مدينة بيروت متحالفا مع تيار «المستقبل» وليس من الشوف حيث القطيعة وقعت مع جنبلاط.