-
جنبلاط: فليعذرني الحريري عليه أن يتعلم من دروس الجغرافيا السياسية
بيروت ـ عمر حبنجر
نعم للسرعة لا للتسرع، شعار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي العاكف منذ اسبوع على محاولة تركيب لوحة «بازل» حكومته الجديدة والمعقدة، بعيدا عن الاضواء المسلطة على مسرح اللعبة الحكومية.
ميقاتي الذي يرى المخرج بحكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين اكثر استقلالية عن القوى والتيارات المرتبطة بالبعيد، يريد حكومة من جميع التلاوين اللبنانية القادرة على التآلف والتعايش.
وثمة من تحدث عن تركيبات جاهزة وأسماء وحقائب لكن الواقع يوحي بأن التعقيدات المحكي عنها ليست حصرا بالمحكمة الدولية وسلاح حزب الله والمعسكرات الفلسطينية خارج نطاق المخيمات، إنما هناك الاسماء والحقائب ايضا وايضا.
وتردد ان الرئيس سليمان اودع مقترحاته بالأسماء لدى الرئيس المكلف وانه بمقتضى هذه المقترحات تبقى وزارة الداخلية خيار الرئيس سليمان.
بري: الحكومة سقطت بأمر عمليات أميركي!
رئيس مجلس النواب نبيه بري رجح من جهته ان تبدأ عملية التأليف بالظهور هذا الاسبوع مع اعطاء الفرصة الكافية لقوى 14 آذار للمشاركة كي لا ترمي الحجة علينا.
وردا على كلام الرئيس سعد الحريري حول ان ما حصل كان بأمر خارجي مذكرا اي بري بكلام النائب وليد جنبلاط بأنه بأمر عمليات اميركي وليس سوريا.
وقال بري في تصريح له امس ان ما تلقاه الحريري من دلال سوري خلال اشهر لم نلق مثله على مدى ثلاثين عاما في العلاقة مع سوريا.
واضاف يقول: سنرشح اسماء تريح الرئيس المكلف واشار لدى سؤاله عن مشاركة حركة امل في الحكومة الى انه يسمي دائما في الدقائق الاخيرة وبالتشاور مع قيادة حزب الله.
بدوره، أوضح رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنه «ترجم انعطافته لصالح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، عندما رأى أن باب التسوية السورية ـ السعودية حول لبنان قد أغلق»، مشيرا إلى أن «أميركا هي من افشل التسوية وانه كان بإمكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري القيام بالتسوية ولكنه تأخر، وربما الظروف منعته».
وتوجه في حديث إلى صحيفة «الوطن» القطرية إلى الحريري، قائلا: «فليعذرني الشيخ سعد عليه ان يتعلم من دروس الجغرافيا السياسية»، لكن رغم ذلك لفت جنبلاط إلى ان «الحريري يستطيع أن يعود ويبقى في المسرح السياسي دون أي مشاكل»، وتابع «أتمنى ألا يلغي خلافي السياسي مع الحريري صداقتي الشخصية معه».
لا حكومة قبل منتصف فبراير
الى ذلك، تستبعد مختلف الاوساط تشكيل الحكومة قبل منتصف فبراير تبعا لوجود استحقاقين هامين في هذا التاريخ او قبله بقليل يتطلبان المزيد من التريث في ذلك، الاستحقاق الأول يتمثل بالجلسة التي تعقدها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في السابع من فبراير للنظر في النواحي القانونية المتصلة بالقرار الاتهامي القريب الصدور، والثاني يتناول الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وصحبه في 14 منه، حيث يجري التحضير من جانب قوى 14 آذار لأكبر حشد ممكن مصحوبا بتنظيم دقيق وانضباط واسع. ويقول القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان قوى 14 آذار وثورة الأرز سيعودون الى ساحة الشهداء لإحياء هذه الذكرى والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية التي تجمعهم مشددا في هذا السياق على ان الشعلة التي رفعت بعد 14 فبراير لن تنطفئ إلا بتحقيق العدالة عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتحقيق كامل اهداف ثورة الأرز القائمة على تثبيت حرية لبنان وسيادته واستقلاله وحصر السلاح في اطار الشرعية.
السباق على الحقائب والأسماء
إلى ذلك، بدأت ملامح عقد سياسية بالظهور، ما من شأنه تأخير صدور التشكيلة الحكومية حكما، كما يراها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي نتيجة تسابق بعض القوى السياسية التي دعمت ترشيحه للحصول على الحقائب الوزارية «الدسمة».
ومع استبعاد تغيير التمثيل الطائفي للحقائب السيادية، حيث تبقى المالية للسنة والخارجية للشيعة والداخلية للموارنة والدفاع للارثوذكس، لاحت مؤشرات نزاع على وزارات الداخلية والعدل والدفاع المدرجة في الخانة المسيحية، بين مرشحين مفترضين يدعمهم الرئيس ميشال سليمان وبين آخرين محسوبين على العماد ميشال عون.
اما وزارة المال فمحسوم امرها للرئيس نجيب ميقاتي الذي قد ينيطها بالوزير محمد الصفدي، فيما يعود امر الخارجية لمن يرشحه الرئيس نبيه بري.
وتردد ان الرئيس سليمان رشح المحامي ناجي البستاني لوزارة العدل، بينما يطرح العماد عون لهذه الوزارة نقيب المحامين السابق شفيق قرطباوي الى جانب المحامي سليم جريصاتي الذي شارك حزب الله في التغيير القانوني السلبي لعلاقة لبنان بالمحكمة الدولية.
هذه التعقيدات المطلبية من شأنها اعادة تعزيز الاتجاه نحو حكومة من ثلاثين وزيرا على غرار الحكومة السابقة.
الاتصال بالكتائب
في هذا الوقت، واصل الرئيس ميقاتي اتصالاته مع مختلف القوى، خصوصا في 14 آذار، وكان آخر اتصال وأهم اتصال له مع رئيس حزب الكتائب امين الجميل طارحا عليه تسمية وزير لحزبه في الحكومة العتيدة.
بيد ان الجميل تريث في الاجابة، خصوصا انه كان استقبل وفدا من تيار المستقبل في منزله ببكفيا ضم الوزيرين السابقين غطاس خوري ومحمد شطح منذ بضعة ايام، وكان لقاء عتاب ومصارحة بعد التباعد الذي املاه الخلاف بين الكتائب وبين الشركة العصرية للاعلام حول ملكية اذاعة صوت لبنان، ووقوف المستقبل الى جانب تسوية لم ترض الكتائب.
وعلمت «الأنباء» ان اللقاء تمخض عن تفاهم يقضي بترميم العلاقات ليس بين المستقبل والكتائب فحسب، انما بين مختلف اطياف قوى 14 آذار لمواجهة المرحلة المقبلة.
وتقول مصادر كتائبية ان الحزب يتبنى شروط 14 آذار التي اعلنها الرئيس فؤاد السنيورة بخصوص المحكمة الدولية والسلاح، خصوصا ان الرئيس امين الجميل الذي فقد نجله الوزير بيار الجميل اغتيالا هو احد اولياء الدم، وقالت المصادر لـ «الأنباء» ان الرئيس ميقاتي استمهل الجميل للرد على شروطه، فيما استمهله الجميل للرد على عرضه الى ما بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب امس.