بيروت ـ أحمد منصور
اكد نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت ان قوى الثامن من آذار استفادت من موقف الرئيس نجيب ميقاتي ورشحته لرئاسة الحكومة في سبيل تحقيق رغبتها في اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري ووضع اليد على سياسة لبنان في كل الاتجاهات وضرب صيغة الميثاق التي أرساها اتفاق الطائف.
وقال الحوت لـ «الأنباء»: ان أمام الرئيس ميقاتي مسؤوليتين أساسيتين، الأولى: عليه تصحيح الصورة التي نتجت عن طريقة تكليفه وهذا عبر تأكيد وسطيته بعيدا عن اي اصطفاف سياسي، ثانيا: إدارة حوار مشترك بين كل الفرقاء اللبنانيين قبل تشكيل الحكومة، ثم السعي الى تشكيل حكومة شراكة حقيقية لا على سبيل المحاصصة وعدد المقاعد، انما السعي للوصول الى تفاهم حول مشروع مشترك تشكل على أساسه الحكومة.
وأضاف: ان ميقاتي هو شخصية سياسية مقدرة، ولها احترام وتمثيل شعبي، لكنه اليوم في موقع غادر فيه الاجماع في الطائفة السنية وهو الآن مدعو للعودة الى هذا الاجماع.
ورأى الحوت ان مشكلة ميقاتي هي مع الفريق الذي سماه، لا مع الفريق الذي لم يسمه في مشاورات التكليف، معتبرا انه سيواجه صعوبات عديدة لأن فريق 8 آذار سيحرص على ان يصبغ هذه الحكومة بصبغته، وبالتالي يخرج عندها ميقاتي من وسطيته الى موقع الاصطفاف.
وتابع الحوت: اننا نعوّل كثيرا على قدرة ميقاتي في الصمود، وان يحرص على الوسطية، فما من شك انه اثناء مفاوضات الترشيح لميقاتي ان هناك أجندة طلبت منه وعرضت عليه، وعليه ان يقوم بتنفيذها لمآرب الفريق الآخر ومشروعه.
وعن موقف الجماعة الاسلامية من الاحتجاجات الأخيرة التي قام بها تيار المستقبل في الشارع قال الحوت: نحن نتفهم جيدا تلك الاحتجاجات العفوية التي حصلت ونحن كنا نسعى ونحرص كغيرنا من القوى السياسية على ان تكون الاحتجاجات في اطار الحفاظ على السلم الأهلي والأمن والاستقرار وضمن الأصول الديموقراطية للتعبير، ولا يمكننا ان نقبل او نوافق على اي عمل يلحق الأذى والضرر بأي انسان، او التعدي على حريات الناس والممتلكات، فهذا ما لا يرضى به ديننا وشرعنا وتربيتنا وأخلاقنا، ولكن في الوقت نفسه ليس لنا الحق في ان نمنع المواطن من التعبير عن استيائه وغضبه بعيدا عن اي تجاوز او اخلال بالأمن والاستقرار.