بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب يوسف خليل ان الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لا يكن اي عداوة سياسية لاي من الفرقاء اللبنانيين، ويقف الى جانب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مسافة واحدة من طرفي النزاع الأكثري والاقلي، وذلك انطلاقا من قراءته السياسية لمجمل الاحداث والتطورات لاسيما لما هو متعلق منها بالمستويين المحلي والاقليمي، معتبرا ان ما تقدم يعطي صورة واضحة عن شكل الحكومة التي يسعى الرئيس ميقاتي الى تشكيلها، وبالتالي يرى النائب خليل انه وبالرغم من ان لقوى «14 آذار» الحق في وضع الشروط التي تراها مناسبة لمشاركتها في الحكم، الا انها مدعوة كما جميع الفرقاء اللبنانيين وانطلاقا من مسؤولياتهم الوطنية، الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف عبر تقديمهم التنازلات وملاقاته وسط الطريق في رحلة البحث عن مخارج للازمات اللبنانية المتراكمة وفي طليعتها ازمة المحكمة الدولية وتداعيات القرار الاتهامي.
ولفت النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان تمسك قوى «14 آذار» بشروطها كمبدأ للمشاركة في الحكومة لن يؤول بالرئيس ميقاتي الى تشكيل حكومة من لون واحد، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس ميقاتي سيذهب والحالة تلك وبالتعاون مع الرئيس سليمان الى اعتماد تشكيلة حكومية متوازنة تجمع مقابل وزراء الاكثرية الجديدة، وزراء مستقلين حياديين يكونون اصحاب اختصاص ويشكلون التوازن المطلوب داخل مجلس الوزراء لانتزاع صفة اللون الواحد عن الحكومة، معتبرا انه انطلاقا من الصورة اعلاه لن تعترض الرئيس ميقاتي عقبات فعلية في تشكيل الحكومة، كون البديل عن عدم مشاركة قوى «14 آذار» فيها لن يكون حكومة الرأي الواحد، انما حكومة التوازن والتساوي التي ستعبر عن حقيقة موقع الرئاستين الاولى والثالثة لجهة وسطيتهما.
وردا على سؤال حول مكمن مصلحة الاكثرية الحالية لقبولها بحكومة تعطي الكلمة الفصل للرئيسين سليمان وميقاتي، اعرب النائب خليل عن اعتقاده بانتفاء مصلحة الفريق الاكثري الجديد بفشل الرئيس ميقاتي في مهمته، كونها سمته لرئاسة الحكومة بإجماع قياداتها ونوابها، معتبرا ان ما تشهده عملية توزيع الحقائق من تجاذبات ليس سوى غيمة صيف عابرة لا تعبر عن اي خلاف بين الرئيس ميقاتي وقوى الاكثرية الجديدة، وذلك لاعتباره ان المطالبة بحقائب معينة سيادية او غير سيادية، حق مشروع تكفله اللعبة الديموقراطية وعامل اساسي من عوامل السعي لدى كل فريق سياسي للمحافظة على شخصيته السياسية والمعنوية، انما دقة وحساسية المرحلة الحالية تفرض على الرئيسين سليمان وميقاتي حسم الامور لجهة تأليف الحكومة واعطائها الشكل الذي يتناسب ومرحلة ما بعد التغييرات الحاصلة على الساحتين العربية والاقليمية.