بيروت ـ عمر حبنجر
دخلت اتصالات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في الأسماء والحقائب الوزارية، وقد حصل ذلك تحديدا خلال اجتماعه بالعماد ميشال عون رئيس كتلة الاصلاح والتغيير الذي طالب بعشرين وزيرا لقوى 8 آذار.
أوساط ميقاتي قالت تعليقا انه يسعى الى مساحات التقاء مشتركة لتشكيل حكومة ترضي الجميع وتتسع للجميع من دون الالتزام بوقت محدد لولادتها.
وأوفد الرئيس المكلف مستشاره جو عيسى الخوري الى بكركي لاطلاع البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي كان تمنى له التوفيق بتشكيل الحكومة، على الأجواء والمساعي.
أسئلة «المستقبل»
ولاحظ زوار الرئيس ميقاتي انه لم يُعد بعد تصورا واضحا بالنسبة لتشكيل الحكومة، وقال أمامهم ان أجوبته عن أسئلة 14 آذار واضحة وصريحة، لاسيما ما يتعلق منها بالمحكمة الدولية والسلاح، مشيرا الى ان هذا الموقف أبلغه الى كتلة المستقبل النيابية ولكل الوسطاء وأعلنه قبل أيام في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، وهو انه مع الاجماع اللبناني والدولي والتأييد العربي لما خص المحكمة، اما بالنسبة للسلاح فقد اتفق في الدوحة على ان يناقش على طاولة الحوار، وتعاملت الحكومة السابقة معه على هذا الأساس، واكتفت في بيانها الوزاري بالحديث عن معادلة الشعب والجيش والمقاومة، وهذا يعني بمعنى آخر حماية المقاومة وهو ما قلته شخصيا.
وتابع ميقاتي ودائما حسب زواره: انا غارق الآن في مطالب الفريق الآخر وأتعامل معه من موقع الوسط ولن أتخلى عن هذا الموقع، لافتا الى ان الخيارات لاتزال مفتوحة أمامه، ومازلت أتأمل بالوصول الى تفاهم مع 14 آذار، واعتبر ان حكومة تكنوقراط أو مختلطة أمر وارد.
حكومة الفريق الواحد
مصدر قريب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان أكد بدوره ان الرئيس لا يحبذ حكومة اللون الواحد، وانه يأمل بتشكيل حكومة وحدة وطنية وسيعمل مع الرئيس المكلف لتحقيقها.
مصادر قوى 14 آذار قالت انها أبلغت رئيس الجمهورية الرغبة في المشاركة بشرط اعطاء اجابات من الرئيس المكلف عن بنود الورقة «الثمانية» التي طرحها الرئيس السابق فؤاد السنيورة.
14 آذار مع التمثيل النسبي
وفي حال تم ذلك، وهو ما أكده زوار الرئيس ميقاتي نقلا عنه فإن قوى 14 آذار تأمل ان تتمثل في الحكومة على أساس نسبة التمثيل في مجلس النواب، اي 14 وزيرا.
وستعقد قوى 14 آذار لقاء تشاوريا لحسم الموقف من هذه المسألة.
وفي سياق الأسماء والحقائب، ذكرت معلومات صحافية ان تكتل العماد عون سيحتفظ بحقائب وزرائه السابقين، اي الطاقة والاتصالات والسياحة.
ونقلت صحيفة «الأخبار» الناطقة بلسان المعارضة ان العماد عون سيحصل على حقيبة وزارة الدفاع وقد يتولاها احد الوزراء السابقين المقربين من التيار الوطني الحر فيما تبقى وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية.
تجاذبات
وتردد ان خلافا قام حول وزارة الطاقة بين الرئيس نبيه بري والعماد عون، لاسيما ان رئيس المجلس يتابع موضوع التنقيب عن النفط على الشواطئ اللبنانية.
وتردد ان الخلاف يشمل حقيبة وزارة المال التي يسعى الرئيس ميقاتي للاحتفاظ بها.
وقال فرنجية في تصريح امس ان وزارة الداخلية عرضت عليه من قبل العماد عون، بكلام صريح، حيث قال له انه في حال تسلم الداخلية فإن عون لن يطالب بها، ما يعني انه سيطالب بها اذا وقع اختيارها على فريق رئيس الجمهورية.
20 وزيرا
وأضاف انه شخصيا لن يشارك لكنه يصر على 20 وزيرا للمعارضة السابقة، ودعا الى حكومة «زعران» اي قبضايات قائلا: «نحن بصدد حكومة تكنوقراط سياسية، لكن في هذا البلد ليس هناك تكنوقراط، فهذا البلد يحتاج إلى قبضايات وزعران ونحن نحتاج أناس تستطيع الوقوف بوجه وسام الحسن وأشرف ريفي مع محبتي لزياد بارود أنا لا ارى انه يستطيع الوقوف بوجههم».
النائب د.سليم سلهب عضو كتلة عون قال عن مساعي تشكيل الحكومة، انه لا يستطيع استباق الأمور، ويفضل انتظار انتهاء الرئيس المكلف من استشاراته.
وعن مشاركة حزب الكتائب في الحكومة، قال سلهب نحن بانتظار جواب الرئيس أمين الجميل للرئيس ميقاتي، وقريبا هناك لقاء بين الرجلين.
وحول مطالبة العماد عون باحتكار التمثيل المسيحي في الحكومة، قال: قبل الحديث عن التمثيل يتعين معرفة نوعية التشكيلة الحكومية وعدد أعضائها، ومن ثم ننتقل الى الحقائب والأسماء، موضحا ان وزراء التكتل سيكونون من غير النواب كالعادة.
الجميل للقاء ميقاتي مجدداً
الرئيس أمين الجميل الذي أثار اهتمامه بتشكيل الحكومة قلق حلفائه في 14 آذار، قال امس ان التواصل مستمر بين قوى 14 آذار وميقاتي للوصول الى تصور مشترك، لكن الأمور غير مشجعة، بحسب الجميل، خاصة عندما نسمع تصريحات بعض قادة 8 آذار التي تنضح بالتصلب، عانيا بذلك العماد ميشال عون الذي يرفض مشاركة 14 آذار بالحكومة، لكن صحيفة اللواء ذكرت امس ان اتصالا من دمشق مع عون نصحه بتخفيف الضغط عن الرئيس المكلف.