بيروت ـ عمر حبنجر
المخاض الحكومي في لبنان لم يبدأ، ولا شيء يوحي ان الولادة باتت قريبة، والمحللون ينتقلون من محطة انتظار الى اخرى، بناء على معطيات افتراضية.
وكلما بدا للرئيس ميشال سليمان، وللرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ان عقدة ما ازيلت من طريق تشكيل الحكومة، ظهرت عقدة اخرى.
والمصاعب باتجاهين، الاتجاه الاول نحو قوى 14 آذار، حيث لاتزال الاتصالات من اجل حكومة شراكة وطنية تراوح مكانها، بابطاء متزايد، اما الاتجاه الثاني فمتصل بتنافس اطراف 8 آذار على الحقائب الوزارية.
عقدة التمثيل المسيحي
وتبدو عقدة التمثيل المسيحي هي الاساس، فالعماد ميشال عون الذي يعتبر نفسه «جوكر» الحكومة العتيدة، يريد وزارات الداخلية والعدل والطاقة لفريقه، بينما يريد الرئيس نبيه بري وزارة الطاقة لحركة أمل، لاعتبارات تتعلق بالنفط المفترض وجوده على سواحل لبنان الجنوبية، لكنه اي بري، لا يتمسك بمطلبه هذا اذا كان من شأنه اعاقة ولادة الحكومة، اما العماد عون فيعيقها بالفعل، لتمسكه بـ«الطاقة» لصهره جبران باسيل.
البحث عن نائب رئيس
وثمة مشكلة تواجه البحث عن نائب لرئيس مجلس الوزراء، فهذا الموقع مخصص لطائفة الروم الارثوذكس، وكان يشغله في الحكومة المستقيلة وزير الدفاع الياس المر، الذي غادر مسرح السياسة اللبنانية، وانصرف لمتابعة اعماله الخارجية في سويسرا وغيرها، وقد قرع الرئيس المكلف باب النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء الواسع الثراء عصام فارس، بوصفه شخصية ارثوذكسية وسطية تعكس تمثيل طائفتها في المرحلة اللبنانية الراهنة، لكن فارس الذي غادر لبنان اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، ولم يعد اليه حتى اليوم، ابلغ المتصلين به استعداده لمتابعة تقديم الخدمات لبلده ولمواطنيه انما من خارج الالتزام الحكومي.
وبدا واضحا ان فارس الذي مثل منطقة عكار كنائب في وقت سابق، ليس مرتاحا للوقع الى درجة المغامرة بالعودة الى لبنان، والى الموقع الحكومي الذي كان يشغله، كما ان تجربته مع الابتزازيين فيما مضى لا تشجع بالمطلق.
الفرزلي يتقدم
وهذا الرد السلبي من جانب عصام فارس، جعل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يوسع دائرة البحث عن الارثوذكسي التوافقي الملائم لنيابة رئاسة مجلس الوزراء، وقد طرح عليه النائب سليمان فرنجية النائب السابق فايز غصن ورئيس جمعية الصناعيين السابق جاك صراف، كما ورد اسم النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، القريب من المعارضة السابقة.
على اي حال فان النائب طلال ارسلان المطروح اسمه لعضوية مجلس الوزراء، رأى بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف، انه لا تصورات واضحة بعد حول شكل الحكومة، لكنه اكد على ضرورة عدم احتكار وزارات لهذه الطائفة او تلك، وقال: لن نقبل ان ينظر الى هذه الطوائف على اساس طوائف صف اول وطوائف من الصف الثاني.
فتفت: لا تجاوب من قبل ميقاتي
إلى ذلك ووسط «المفاوضات» الجارية بين الرئيس ميقاتي وقيادات 14 آذار، قال النائب احمد فتفت: حتى الآن لا تجاوب فعليا من قبل الرئيس المكلف حول امكانية ما طرحه من وسطية ومن حكومة وحدة وطنية، وأنا أعتبر ان ما يقوم به حلفاؤنا في 14 آذار أمر جيد، وهم مستمرون في البحث عن امكانية ان تكون هناك نية فعلية لدى الجميع من اجل تكوين حكومة شراكة حقيقية.
السؤال الحقيقي
وقال فتفت في تصريح لإذاعة «صوت لبنان»: «السؤال الحقيقي الذي يجب ان يوجه للرئيس ميقاتي هو: هل انه على استعداد لأن يكون رئيس حكومة وصفها النائب سليمان فرنجية «بحكومة الزعران»؟»
عون: تخطينا التفجير المذهبي
من جهته، العماد ميشال عون اعتبر ان التغيير الحاصل في لبنان جذري، وقال للتلفزيون الروسي ان الرئيس سعد الحريري هو احد «شهود الزور» والمحكمة مرتبة، وعليها استجوابه واستجواب شهود الزور، وقد مررنا بأصعب أيام مؤخرا كان مرتقبا ان تفجر الوضع الأمني بين الشيعة والسنة، لكن بسياستنا تجاوزنا المشكلة، ولن تعود الساعة الى الوراء.
وهاب ضد التعايش
من جانبه، رأى رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب ان «الطائفة التي تحمي الفساد هي طائفة فاسدة»، وقال: «من المعيب القول ان هذه الطائفة او تلك لا تستطيع ان تنتج غير فلان»، مشيرا الى انه «ضد طرح التعايش ضمن الحكومة، وضد إشراك الفريق الآخر لأن هذا الموضوع يشكل محط تكاذب».
وردا على سؤال آخر، أجاب وهاب: «إذا لم يقم الرئيس نجيب ميقاتي بتغيير فعلي فبعد شهرين نقول له «يعطيك العافية»، وما أتمناه وبكل محبة ان يأخذ سعد الحريري فرصة 4 أشهر ويراجع كل شيء ويراجع أخطاءه وفريق عمله، وينطلق انطلاقة جديدة، واذا لم يتم هذا الأمر فإنني لا أرى سعد الحريري في البلد في وقت قريب، أما اذا أراد سعد الحريري ان يتبع عقاب صقر فلنر الى أين سيوصله».