بيروت ـ محمد حرفوش
يعتقد قيادي بارز في 14 آذار انه «بمعزل عن نوايا الرئيس نجيب ميقاتي التي قد تكون سليمة وطيبة، الا ان شروط من أوصله الى الرئاسة الثالثة حالت دون منحه فرصة «قيادة البلاد» لتجاوز الأزمة الراهنة، لأن الهدف من اسقاط حكومة سعد الحريري ليس العودة الى حكومة شبيهة بحكومته، انما عدم تفويت الفرصة بغية الاستئثار بكل مفاصل القرار السياسي وتحديد الخيارات الاستراتيجية من الغاء المحكمة الدولية الى تكريس السلاح.
وأكد القيادي في 14 آذار لـ «الأنباء» انه لم يعد مجديا استمرار التفاوض مع ميقاتي بعد ان ثبت بالملموس ـ من جهة ـ ان هدف 8 آذار الانقلاب على كل ما تحقق في الفترة التي تلت انتفاضة الاستقلال، ومن جهة اخرى ان ميقاتي عاجز عن تشكيل حكومة متوازنة، لأن الكل يدرك ان هندسة هذه الحكومة لن تكون في يد الرئيس المكلف، بل في يد الآلية السياسية التي أوصلته الى سدة رئاسة الحكومة، وبالتالي هذا ما يفرض تلقائيا الانتقال الى مرحلة المواجهة السياسية واعداد كل العدة اللازمة لذلك.
وأشار هذا القيادي الى انه من مصلحة قوى 14 آذار ان تكون خارج السلطة السياسية، كما ان اخراجها بالقوة، قدم لها خدمة مجانية، لأن التعامل مع مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي ليس بالأمر التفصيلي، فهي كانت ترى نفسها مسؤولة عن اطلاق ما يلزم من مبادرات تطويقا لتداعيات هذا القرار، بينما هي اليوم في حل من كل التزاماتها لا بل غير مضطرة لمسايرة هذا الفريق أو ذاك باتخاذها مواقف رمادية من القرار الاتهامي الذي يجب ان يحظى بتأييدها ومباركتها.