ألقت النائبة بهية الحريري كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري من جامع محمد الامين قرب ضريح الرئيس الشهيد قالت فيها: «حرصنا على الا نسمح للجريمة ان تأخذنا نحو الغوغاء، ولقد عبرنا في 14 آذار عن حقيقتنا، فكان خطابنا درسا في الاصول الوطنية والسلم الاهلي، واضعين اللبنانيين في قلبنا، متمسكين بعروبتنا، تعبيرا عن انتمائنا الطبيعي والحقيقي لامتنا وتاريخها ووطننا العربي الكبير».
واضافت: كانت الايام والسنوات صعبة والعثرات كثيرة، الا اننا كنا نجد سبيلا لتجاوزها واستعادة اللحمة للشراكة الوطنية، فذهب اللبنانيون بكل عزيمة الى صناديق الاقتراع في عامي 2005 و2009 على نحو ديموقراطي وبوعي كبير حول المسؤولية الانتخابية وحسن اختيار منتخبيهم، وفي كل مرة كنا نحترم نتائج الانتخابات ونقدم مصلحة الوطن والشراكة الوطنية لاننا لا نعتقد بأن سياسة العزل تبني وطنا، ولقد جربت مرارا ولم تجد نفعا ان لم نقل انها ادت الى الانهيار.
واذ اكدت على احترام هذا التفويض الديموقراطي لان الرئاسات اللبنانية ليست ملكا ولا ارثا ولا مطية، بل تعبير عن ارادة الناس وهي حق كل فرد وجماعة على اساس ما اجمع عليه اللبنانيون، ناشدت كل اللبنانيين الذين يشعرون بالعزل والغبن بأن يصبروا لأن ما من قوة تستطيع تجاهل اوراق الاقتراع وما عليهم الا العمل والعمل وان يتركوا لممثليهم فرصة حسن الاداء لاننا دفعنا غاليا ثمن هذا السلم الاهلي والديموقراطية العريقة.
وتابعت: لقد قررت ان اخاطب الجميع لاقول للجميع ان ما قدمه رفيق الحريري في حياته لاهله ووطنه وخصومه، ان كل ذلك ملك لرفيق الحريري وحده فهو اعطاه عن اخوة ومحبة وقناعة وصداقة وابوة، دماء رفيق الحريري ليست معبرا للسلطة او المواقع، لانها ملك لهؤلاء الشباب الذين انتفضوا رفضا للجريمة والظلم والقمع والاستهتار بوجودهم واستقرارهم وامنهم ومستقبلهم وارادوا الحفاظ على سلامة واستقرار لبنان، شهادة الحريري لن تكون الا معبرا للحياة الافضل والدولة العادلة والحاضنة لجميع ابنائها دولة المؤسسات».
نجد ثقتنا برئيس الجمهورية ورئيس الدولة ورمز الوحدة الوطنية وهو الذي سمح للساحات ايام الساحات وضمن حرية التعبير، انا على ثقة بأنه لن يسمح بانهيار الوحدة الوطنية ولا بالاخلال بالتوازن الوطني.
وقالت الحريري: أعلن من مسجد محمد الامين، هذا المسجد الحلم للرئيس الشهيد رفيق الحريري، اتضرع الى الله القدير ان يحمي لبنان وكل الاقطار العربية وادعو اللبنانيين الى ان تقام صلاة الغائب يوم الجمعة القادمة على ان يقام مساء الرابع عشر من فبراير احتفال بالمولد النبوي الشريف في هذا المسجد، واتوجه من صاحب الغبطة، قديس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، البطريريك صفير، ان يدعو الى الصلاة والدعاء يوم الاحد القادم من اجل استقرار وسلامة لبنان.
وتوجهت الحريري بالشكر والتقدير للاشقاء الكبار الذين احاطوا لبنان بالاخوة وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تنعمنا بحبه لكل اللبنانيين بسعيهم الدائم للم الشمل والمساعدة في تجاوز المحن، وبفضله تجاوزنا العديد من الاختبارات الصعبة، كما اتوجه بالشكر والتقدير للقادة الذين اجتمعوا في دمشق، وزيري الخارجية القطري والتركي.