بيروت
دعما لعروبة مصر وتعزيزا لنهج المقاومة في المنطقة، اقامت الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية مهرجانا امس في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية بحضور ممثلين عن مختلف الاحزاب والقوى.
وفي المناسبة، كان لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرلله كلمة مطولة اشار فيها إلى ان «الأميركيين يحاولون استيعاب الثورة المصرية وركوب موجتها وتحسين صورتهم في عالمنا وتقديم أنفسهم كمدافعين عن حرية هذه الشعوب بعد عقود من الدعم لأسوأ ديكتاتوريات شهدها عالمنا»، مؤكدا أن «ما يهم الادارة الأميركية هو مصالحها ومصالح واسرائيل، ليس مهما من يكون في السلطة ولا فيتو عندهم على أحد لا حركة اسلامية ولا يساريا ولا يمينيا ولا علمانيا ولا دينيا، لا شغل لها بالهوية الأيديولوجية والعقائدية للبديل، المهم فيه الموقف السياسي وهل يلتزم مصالح أميركا، وإذا كان يقدم هذا الالتزام فلا مشكلة معه على الاطلاق».
ولفت السيد نصرالله إلى انه «يجب أن يتأكد شعب مصر من عظمة تأثير ثورتهم على معادلات العالم والمنطقة، وقد فرضت نفسها حدثا عالميا أول بامتياز على الدول الكبرى والمنطقة والرأي العام العالمي يكفي أن يشهدوا هذا الارتباط الشديد لدى الادراة الأميركية وحلفائها والتخبط في فهمها والتعاطي معها».
وقال «أصدقاء اسرائيل واميركا يريدون اقناع العالم بأن ما يجري في مصر هو ثورة خبز وجوع وطعام، لكن الحقيقة يقولها للعالم كله المعتصمون في الميدان والساحات، فمصر أمام ثورة كاملة، هي ثورة الفقراء والأحرار وطلاب الحرية ورافضي المهانة والذل الذي وضع في هذا البلد بالاستسلام لأميركا، هي انسانية سياسية اجتماعية وعلى الظلم والفساد والقمع والجوع وهدر امكانيات البلد، وسياسات النظام في الصراع العربي ـ الاسرائيلي».
ورأى أن «من واجبات التضامن مع ثورة مصر تنزيهها عن كل ما يريدون أن يلصقوه بها من تهم»، مشيرا إلى أن «من أسوأ التهم التي سمعناها وسمعناها أيضا في ثورة تونس أن الثورة هي صنيعة الإدارة الأميركية وأنها هي التي حركت هؤلاء الشباب وحرضتهم وعلى تنسيق كامل معهم»، معتبرا أن «هذا ظلم كبير وأي انسان عربي أو مسلم أو حر يفكر بهذه الطريقة تجاه شباب تونس أو مصر يرتكب ظلما كبيرا ويوجه اهانة لعقول وإرادات ووعي وثقافة وفهم هؤلاء الشباب وهذه الشعوب»، متسائلا «من منا يمكن أن يصدق أن أميركا تعمد الى اسقاط نظام يؤدي لها كل ما تريد من خدمات ويعمل صادقا مخلصا في حماية مصالحها ومشروعها، لو استمعنا الى الأميركيين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وما قالوه من مديح لرأس النظام وخدماته التي قدمها هل يمكن أن يصدق أحد أن أميركا التي تقيم وترى وتفهم هذا الرئيس بهذه الطريقة تذهب وتعمل على اسقاط نظامه؟!».
وأشار السيد نصرالله إلى انهم «تأخروا في اعلان تضامنهم مع الشعب المصري، لأنه «لو وقفنا سابقا كان سيقال ان المعتصمين في مدن مصر وميدان التحرير تحركهم خلايا تابعة لحماس أو حزب الله أو الحرس الثوري الايراني»، خصوصا أن «لنا تجربة مؤلمة مع النظام في مصر لأنه عندما اعتقل أحد اخواننا وكان يتعاون مع عدد قليل من المصريين والفلسطينيين لخدمة أهلنا في غزة سميت خلية حزب الله واتهمت بأنها تعمل لإسقاط النظام في مصر وتحويلها الى التشيع»، لافتا إلى أنه سمع «في بعض التلفزيونات الرسمية التابعة للنظام كلمات ما كنا نخشاه، ولكن كل هذه الاتهامات ستسقط أمام أصالة المصريين، واليوم نحن نعلن تضامننا واحد اوجه التضامن هو الدفاع عن هذه الثورة، وأحد هذه المسؤوليات تبيين صورتها الحقيقية».
وأضاف «نحن أمام ثورة شعبية حقيقية مصرية وطنية يشارك فيها المسلمون والمسيحيون وتشارك فيها تيارات اسلامية وعلمانية ووطنية وقومية وفكرية متنوعة وتحضن في ساحاتها كل فئات الشعب من الصغار والكبار والنساء والشيوخ والعلماء والفلاحين، لكن عنصر الشباب هو الأهم والأقوى في هذه الثورة، إذن نحن أمام ثورة كاملة، وهي نتاج إرادة هذا الشعب وتصميمه وعزمه وهو الذي يقدم الشهداء والجرحى ويبيت في العراء ويقرر ماذا يريد وماذا يفعل والى أين يريد أن يصل، وهو صاحب القرار في كل ما يقول ويفعل ويتطلع اليه وكل الاتهامات بالتبعية للخارج أيا كان هذا الخارج ستسقط وسقطت أمام إرادة عظيمة لشعب مصر وشبابها».
بدوره، تحدث رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي النائب العماد ميشال عون معتبرا ان «الثورة بدأت تأخذ أشكالا مختلفة في الدول العربية التي ادعت الاعتدال على حساب شعوبها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية»، مضيفا ان «هدف الثورة إقامة الحكم العادل الذي يؤمن عدالة توزيع ثرواتها بدلا من تبذير أموالها».
ورأى العماد عون ان «علاقة الأنظمة هي علاقة المصالح، أما علاقة الشعوب فهي المشاركة في القيم الإنسانية المطلقة»، وتابع «لا يفاجئنا التعاطف والتضامن الشعبي الآتي من الشرق والغرب مع ثورة شعب مصر».
وحذر العماد عون من يحاول القيام بالحلول المبتورة لاستمرار الوضع الراهن، قائلا: ان هؤلاء الغيارى الذين أمعنوا في نهب الشعوب وتعطيل خياراتها عبر حكام فاسدين، وأشار الى «تخطي الشعب المصري آثار الأحداث المؤلمة التي حاولت إيقاع الفتنة بين أبنائه المسيحيين والمسلمين».
وقال عون مخاطبا الشعب المصري «لقد نجحنا في لبنان في إنجاز حركتنا التغييرية دون عنف وتغلبنا على ما كان يخطط لنا من فتنة مذهبية»، لافتا الى «اننا على وشك بدء مسيرتنا الاصلاحية»، وتمنى ان «يبدأ الشعب المصري بأسرع وقت مسيرة الاصلاح والتغيير لتأمين مستقبل مصر وحماية تاريخها».