بيروت ـ عمر حبنجر
رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مرتاح لمسار تشكيل حكومته وان تأخر الى نهاية الاسبوع المقبل.
ومرد ارتياحه الموقف الاسلامي الذي تبلور لصالحه الى حد ما في اجتماع الثوابت في دار الفتوى، وهو الاجتماع الذي يتعرض لهجمات من قوى 8 آذار التي حمّلت ذلك الاجتماع مسؤولية تأخير صدور التشكيلة الحكومية.
والراهن ان حلول الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وصحبه يوم غد الاثنين جمد الحراك حول التشكيلة الحكومية، وقد عقدت قيادة 14 آذار اجتماعا مصغرا في بيت الوسط امس، اكدت فيه على الترحيب والتعاون مع بيان دار الفتوى، واعلنت تضامنها مع الشعب المصري ثم عرضت لتفاصيل الاحتفالات بالذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي تشمل مهرجانا واسعا في قاعة «بيال» يتحدث فيها الرئيس سعد الحريري عن الذكرى والتطورات الداخلية والخارجية المرتبطة بها.
وضمن إطار الذكرى دعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رؤساء الطوائف الدينية الى زيارة ضريح الحريري في ساحة الشهداء اليوم. وعلمت «الأنباء» ان شيخ عقل الموحدين الدروز وافق على المشاركة، فيما يتوقع ان يمثل المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان، والده نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان، بسبب توعك الاخير.
بدوره، الرئيس نجيب ميقاتي حيا روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الذكرى السادسة لاستشهاده مع النائب باسل فليحان ورفاقهما، في جريمة هزت مشاعر اللبنانيين وطاولت شظاياها امانهم وطمأنينتهم وطموحاتهم وآمالهم. وقال: في هذه الذكرى الأليمة، نستذكر مواقف الرئيس الشهيد وإنجازاته لبنانيا وعربيا ودوليا، ونستعيد مآثره الكثيرة المتجذرة في قلوب اللبنانيين وعقولهم، والتي باتت جزءا لا يتجزأ من تاريخ وطن احبه حتى الاستشهاد وسعى بكل ما اوتي من قوة وحضور في الداخل والخارج، من اجل حريته وسيادته ونهضته وإعادة اعماره.
على المستوى الحكومي أكد الرئيس ميقاتي انه يطمح الى حكومة قوية تشكل انطلاقة استثنائية وورشة عمل لا تهدأ. وقال لـ «النهار»: هذا يستوجب وزراء أكفاء وبارعين فيما تقتضيه الحقائب التي ستسند اليهم. وأشارت المصادر الى ان ولادة الحكومة لن تكون في اليومين المقبلين كما قيل، لكنها اشارت الى ان الرئيس المكلف مرتاح تماما.
بعض المعلومات ذكرت ان التشكيلة كانت جاهزة كليا، لكن لقاء ميقاتي مع الوزير في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب أعاد احتمال تشكيل حكومة مشاركة، وقد شجعه الرئيس ميشال سليمان على ذلك. في هذا الوقت، شن رئيس الحكومة السابق عمر كرامي هجوما على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مستغربا مشاركته في اجتماع دار الفتوى، مؤكدا ان ميقاتي «أعطى براءة ذمة للمفتي وشرّع وجوده، وألزم بالاسباب التي أسقطت من أجلها الحكومة». وأعلن كرامي انه لم يذهب الى اجتماع دار الفتوى لأن صاحب الدعوة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني متهم بالفساد، ورئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة رتب اللقاء ووضع لمساته على البيان، مضيفا ان «قباني أبقي في منصبه لاستعماله في مناسبات كهذه». ورأى ان الوسطية تغريد بانفراد لأنها لا لون ولا طعم والحكم هيبة وقرار وإذا لم يتوافر هذا «العوض بسلامته»، مستبعدا تنحي ميقاتي، قائلا «حفيت أقدامه من مكان الى مكان». وعن امكانية تكليفه اذا اعتذر ميقاتي، قال كرامي: «التركيبة الموجودة في مجلس النواب أو الحكومات التي ستتألف لا تجعلني أقدم على الحكم لأن لدينا ثوابت لا نتخلى عنها وهذا ما أخافهم منا». وعن طرح اسم نجله فيصل للتوزير، قال: طرحوا اسم فيصل ليحرقوه، ونحن لم نطلب ولم يعرض علينا أحد وما فعلوه معي يفعلونه مع ابني.
الى ذلك، دافع وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود، عن دور رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومات، وهو دور دستوري وميثاقي ولا يجب لأي طرف التشكيك فيه، كونه من صلب مهمات الرئاسة وليس منحة من أحد.