بيروت ـ عمر حبنجر
موعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لازال خارج امكانية التحديد، لا، بل انه أسير جملة مواعيد، فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي ينتظر الجواب النهائي من قوى 14 آذار حول امكانية المشاركة تمهيدا للانطلاق في تشكيل الحكومة، والوزير في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب طلب مهلة 24 ساعة لنقل الجواب النهائي، اي الى ما بعد احتفال ذكرى 14 فبراير تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه اليوم، وقوى 8 آذار لها انتظاراتها أيضا، انما تريد من الرئيس المكلف عكس ما تريده قوى 14 آذار حول المحكمة الدولية، وعلاقتها بالحكومة اللبنانية، اضافة الى بعض الرغبات المتصلة بتركيب الحكومة، فالعماد ميشال عون يريد الاستئثار بتسمية الوزراء المسيحيين وعلى رأسهم الوزير المفترض للداخلية، الأمر الذي لا يتقبله الرئيس ميشال سليمان ولا الرئيس ميقاتي انسياقا مع العرف الساري بأن تكون الوزارات السيادية من اختيار الرئيسين، كل فيما خص طائفته. والتلويح بالقبضة بوجه الرئيس ميقاتي من قبل الوزير السابق وئام وهاب امس الأول بسبب رفضه توزير «الاستفزازيين» يعكس موقف جميع أحزاب الثامن من آذار ومن وراءها، ولا يمكن اعتبار كلامه عن اعتذار ميقاتي وعن ان حكومته لن تكمل الشهرين، بمثابة رد فعل شخصي على استبعاده عن دائرة التوزير، بوصفه احد «الاستفزازيين» المطلوب عدم توزيرهم.
على أي حال الرئيس ميقاتي أمهل 14 آذار، 72 ساعة بدلا من 24، ليقرروا المشاركة او المعارضة، وبالنسبة لتوزير الاستفزازيين فقد أخرجهم من اللعبة تماما، بدليل حملة وئام وهاب وأحزاب القومي والبعث والاتحاد على رئيس الحكومة المكلف.
لكن ميقاتي ماض في كسب الوقت والتعامل الهادئ والمنفتح على 14 آذار وبالحدود الممكنة، ولذلك لن يسهل تشكيل حكومة أكثرية فاقعة ومن لون واحد، تفاديا للاحراج السني، خصوصا بعد لقاء دار الفتوى الموسّع الذي رسم السقف الذي على رئيس حكومة لبنان ان يتحرك ضمنه مع التلويح بتظاهرة شعبية عارمة في 14 آذار، يحسب ميقاتي حسابها منذ الآن. ومن هنا سعيه للتقرب من سعد الحريري ومن رموز 14 آذار، بدأ به على الايحاء باستقلاليته عن 8 آذار عبر التناغم مع 14 آذار، بفتح باب المشاركة أمامها.
الرئيس ميقاتي أكد لـ «النهار» امس انه مستمر في مساعيه لتقريب وجهات النظر، وانه لن يلتزم اي موعد محدد لإعلان الحكومة او عدد وزرائها، موضحا ان ما يهمه في النهاية الاطلالة على الناس بتشكيلة حكومية توحي الثقة للناس وعندما تصبح الحكومة جاهزة سنعلنها فورا.