بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال د.حسن منيمنة، انه بالرغم من ان البيان الصادر عن لقاء القيادات السنية الموسع في دار الفتوى، قد وضع أسساً وركائز سياسية ملزمة لرؤساء الحكومات اللبنانية أيا يكن رئيس الحكومة، وبالرغم من تبني الرئيس ميقاتي للثوابت المعلنة فيه ولكامل بنوده وفي مقدمتها المحكمة الدولية، إلا ان المخاوف تكمن في تشكيل حكومة من لون واحد تفسح المجال لاحقا أمام الرئيس ميقاتي للخروج ولو قسريا عن التزامه بالبيان المذكور، وذلك من خلال تكتل أصوات الرأي الواحد ضده داخل مجلس الوزراء، وتسليمه بالأمر الواقع المفروض عليه تحت عنوان «رغبة الأكثرية» وبالتالي تكون الحكومة بمن فيها الرئيس ميقاتي قد تمكنت من تجاوز البيان المشار اليه أعلاه والسير باتجاه معاكس لمضمونه.
وأعرب الوزير منيمنة في تصريح لـ «الأنباء» عن ثقته بأن الرئيس ميقاتي يدرك الأسس التي تم عليها تكليفه تشكيل الحكومة، خصوصا انه كان على علم بشروط فريق 8 آذار وأنه لن يدعم اي رئيس للحكومة لا يلتزم بإنهاء المحكمة الدولية وبإخراج لبنان من ارتباطه بها، وهي الشروط التي كان قد أعلن عنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة وموقف له، معتبرا، وبناء على ما تقدم، ان ما يجري اليوم ليس سوى محاولة لتجميل صورة الرئيس ميقاتي لدى الرأي العام اللبناني والخارجي، وذلك من خلال إظهاره في موقع سياسي مختلف عن موقع فريق 8 آذار، مؤكدا ان الأيام المقبلة ستشهد على ان قرارات حكومة اللون الواحد ستتخذ على ضوء ما رسمه وحدد أطره حزب الله لجهة إلغاء المحكمة الدولية ووقف تعامل لبنان معها لقطع الطريق أمام مفاعيلها.
وردا على سؤال حول إمكانية تطعيم الحكومة العتيدة بوزراء تكنوقراط يحولون دون هيمنة قوى الأكثرية الجديدة على قرارات مجلس الوزراء، أكد الوزير منيمنة انه لن يكون في حكومة الرئيس ميقاتي اي شخصية محايدة ومستقلة حتى ولو كانت مصبوغة بصفة التكنوقراط، وذلك لاعتباره ان وزراء التكنوقراط وان كانوا غير ملتزمين علنيا بحزب او تيار لبناني معين إلا انهم لابد ان يكونوا متعاطفين قلبا وقالبا مع جهة سياسية فاعلة على الساحة اللبنانية، ولابد بالتالي من ان تصب مواقفهم في مصلحة حزب الله وتوجهاته السياسية على المستويين الداخلي والخارجي، بمعنى آخر يعتبر الوزير منيمنة ان ادخال عنصر التكنوقراط على الحكومة مسألة تجميلية تهدف بأبعادها الى إضفاء صفة التوازن ولو بشكل مموه بين فريقين داخل مجلس الوزراء، مؤكدا بالتالي ان عملية اختيار وزراء التكنوقراط من وجوه غير معروفة بانتمائها الحزبي أو السياسي، ستتم ضمن توجهات الرأي الواحد وروحيته بعد غربلتها بالمعايير التي يضعها حزب الله في غرباله السياسي.
الرد على سماحة
على صعيد آخر، رد الوزير منيمنة على كلام الوزير السابق ميشال سماحة الذي وصف فيه لقاء دار الفتوى بين القيادات السنية بـ «لقاء الفتنة»، رد معتبرا ان ثقافة الوزير سماحة السياسية لا تنم سوى عن وجود حقد لديه ولا تعرف سوى كيل الافتراءات والتجني زورا على الآخرين ممن لا يوافقونه في سياسة بيع الذات، وتقديم الهدايا المجانية الى الخارج على حساب كرامة اللبنانيين.
معربا ردا على سؤال عن مخاوفه من ان يكون كلام سماحة بحق دار الفتوى والطائفة السنية يعكس موقف سورية من اللقاء السني الموسع، كون سماحة أقرب المقربين من دمشق ويشغل منصب مستشارا سياسيا لديها بالشؤون اللبنانيــة الداخليـة.
مشيرا الى ان الأيام المقبلة ستوضح أبعاد افتراءات الوزير سماحة من خلال دراسة جملة ردود الفعل ضد اللقاء المذكور والصادرة عن حلفاء سورية في لبنان.