وجهت السيدة نازك رفيق الحريري، كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استهلتها بالتوجه الى «شعب لبنان الطيب» بالقول: «مرة أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة. ولعل الذكرى هذا العام تتزامن مع بروز الحقيقة وتحقيق العدالة إن شاء الله. ولعلها تكون مناسبة أيضا لنجدد التمسك بقواعد الحوار وبجميع خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية. إنها خيارات لا غنى عنها تؤكد عائلتنا الالتزام بها في كل المراحل والظروف ومهما اشتدت الأزمات لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته، وكرامة أهله. فالحوار يرسخ الوحدة الوطنية، ويحفظ لبنان من كل تهديد لأمنه واستقراره».
وخاطبت الحريري روح زوجها الراحل قائلة: «أيها الرئيس الشهيد، يا حبيب لبنان، مرت 6 سنوات ولم نتعب من البحث عن الحقيقة. هي الحقيقة التي رفع اللبنانيون واللبنانيات لواءها معا يوم تشابكت الأيدي والقلوب في ساحات الحرية على وقع السيادة والاستقلال والعدالة». وأضافت: «مرت ست طوال ومازلنا نطالب بمعرفة من قتل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومن استباح دماء الأعزاء الذين التحقوا بقافلة الاستقلال الثاني فمنهم من نجا بحمد الله سبحانه وتعالى ومنهم من بلغ منزلة الشهادة بورك لهم بما فازوا به. وسنبقى ننادي بالعدالة وبإحقاق الحق لا لأننا طلاب ثأر لا سمح الله. ولسنا نرضى للبنان الحبيب بأن يهوي مجددا في دوامة الحروب والصراع الدموي بين الاخوة». وأضافت الحريري: «أيها الأحبة، ليس السلاح لغتنا ولا منطق الغالب والمغلوب أسلوبنا، لا غالب في لبنان غير لبنان»، محذرة من أن «تهزم صراعاتنا الوطن فنسقط معه في هاوية التاريخ. حان الوقت لنتوقف عن النظر إلى بعضنا بعين الاتهام ولننظر معا في اتجاه واحد في اتجاه غد واعد. وقريبا إن شاء الله ستهدأ النفوس وسوف نجتمع مجددا حول ثوابتنا الوطنية ومواصلة بناء الدولة ومؤسساتها الشرعية. تلك الأمانة الكبرى التي أودعنا إياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهدائنا الأبرار». وأكدت: «نحن نعز ونقدر كل شهيد سقط في أرضنا، سواء على جبهة المقاومة وهو يحارب ضد العدو الغاشم أو في داخل الدار وهو يناضل من أجل الدفاع عن لبنان الحر السيد الموحد بلد الاعتدال والتنوع والنموذج الديموقراطي. وكما استطاع لبنان أن يقتص من عدو الجبهة بإخراجه مكرها من أرضه المحتلة في مايو العام ألفين بعد نضال مشترك خاضته المقاومة الوطنية مع الشعب والدولة في عهد حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيعرف لبنان قريبا إن شاء الله من اغتال شهداء الحق والحرية، في عقر ديارنا».