بيروت ـ عمر حبنجر
توجهان حكما خطابات «14 فبراير» في مهرجان الـ «بيال» مساء امس الأول بالذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، توجه خطاب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، الذي يعبر عن اللاجدوى من الاستمرار في التفاوض مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ومن دون ان يقطع حبل التواصل، وتوجه الرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع وباقي الخطباء الذين رفعوا سقف المطالب حول الثوابت ومن دون ان يوصدوا الباب بوجه المشاركة في تشكيل الحكومة.
مؤتمر للمصالحة لم يعقد
الرئيس سعد الحريري كشف في كلمته ان فريق 8 آذار رفض عقد مؤتمر مصالحة شاملة في الرياض بين الاطراف اللبنانية ضمن المبادرة السعودية ـ السورية، وبحضور رئيس الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وبمشاركة عدد من الزعماء العرب.
واضاف: هم اعتقدوا اننا سنتنازل عن كل شيء من اجل السلطة، ونحن نرى ان السلطة هي آخر ما يستحق ان نتنازل عن شيء من اجلها، ولهذا السبب قررنا الذهاب الى الاستشارات رغم معرفتنا بالنتائج سلفا، ورغم تهديد اللبنانيين في استقرارهم ورغم تزوير ارادة الناخبين عبر دفع نواب من موقف الى عكسه، مبروك عليهم السلطة المسروقة من ارادة الناخبين.
لكن الرئيس ميشال سليمان المتمسك بوسطيته نصح قوى 14 آذار بإبقاء الابواب مفتوحة، وبأنه بقدر ما تتوجه نحو المشاركة وتسهيل الامور الحكومية بقدر ما سيتسنى له، اي للرئيس سليمان التشدد في السعي لتجنب حكومة اللون الواحد.
وفي معلومات لـ «الأنباء» بهذا الصدد ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يرى وجوب فتح المزيد من القنوات الحوارية، في ضوء تعدد الصيغ المطروحة لحكومة مشاركة وطنية، وآخر هذه الصيغ حكومة ثلاثينية، عشرة من وزرائها للرئيسين سليمان وميقاتي و11 وزيرا لقوى 8 آذار و9 وزراء لـ 14 آذار.
وتقول مصادر 14 آذار ان ميقاتي عرض عليها عشرة وزراء، اضافة الى الوزير تمام سلام الذي سيكون صلة وصل بينه وبين هذه القوى.
لا حكومة هذا الأسبوع
ومعنى هذا انه لا حكومة هذا الاسبوع، وربما قد تعلن قبل نهاية فبراير، وعلى نحو ما يأمله الرئيس نجيب ميقاتي اي حكومة متعددة الألوان.
وقد قرأ ميقاتي الكثير من الايجابيات، في خطب احتفال ذكرى 14 فبراير، تنسجم مع نهجه وقناعاته بالحوار.
واذا كانت كلمات «بيال» تحدثت عن سقف عال لمعارضة ولدت لتقول: لا «لتزوير ارادة الناخبين وخيانة روح العيش المشترك، ولا للوصاية الداخلية المسلحة».
معارضة لمواجهة كل اوجه الوصاية ان اطلت مجددا، فان الرئيس سعد الحريري والرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع، اعطوا المعنيين بتشكيل الحكومة فرصة للعودة عن «انقلابهم»، فإذا نجحت المساعي ننجوا معا، واما اذا عاندوا وأخطأوا الحساب، فسيجدون بمواجهتهم معارضة زاحفة ومقاومة.
دعم دولي للمحكمة
وتلاقت هذه الكلمات مع دعم دولي للمحكمة، جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ووزيرة الخارجية الفرنسية اليو ماري، في وقت تصل وزيرة الخارجية الاوروبية الى بيروت اليوم الاربعاء لاستطلاع رأي الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي من القرارات الدولية، والاطلاع على العناوين العريضة لبيان حكومته الوزاري. وستنقل اليه موقف الاتحاد الاوروبي من القرارات الدولية وعدم المساس بالمحكمة الخاصة بلبنان.
مشاورات ميقاتي
أوساط ميقاتي لاحظت في خطابات «البيال» اشارات ايجابية تنسجم مع نهجه وقناعته بالحوار والاعتدال والبناء على الايجابيات، ونقلت عنه أمله أن يترجم الكلام الايجابي تجاوبا مع الدعوة التي وجهها ميقاتي للمشاركة في حكومة جامعة، تعمل على تحقيق ما يتمناه اللبنانيون في المجالات كافة.
ميقاتي تشاور مع الرئيس ميشال سليمان والتقى الوزير جبران باسيل، موفدا من العماد ميشال عون، ثم التقى «الخليلين» علي حسن خليل المعاون السياسي للرئيس نبيه بري والحاج حسين خليل المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله، وقد تمسك الوزير باسيل بحقيبة وزارة الداخلية، والا فوزارة المال لكن لا الرئيس سليمان ولا الرئيس ميقاتي في وارد الاستجابة الى هذه التمنيات.
بري يختار الحقائب
مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري قالت انه يفاوض الرئيس المكلف حول الحقائب، دون التطرق الى الاسماء «الا عند دخوله الى القصر الجمهوري»، وقبل لحظات من توقيع رئيس الجمهورية لمرسوم التشكيل، وبحسب زوار بري فإنه لايزال متمسكا بحقيبتي الصحة والخارجية، في حين لم تحسم بعد حقيبة الشباب والرياضة في ظل عاملين، أولهما رغبة بحقيبة خدماتية من جهة، وإصراره على تسهيل مهمة ميقاتي من جهة ثانية.
شطح يستبعد المشاركة في الحكومة
الوزير السابق محمد شطح المستشار السياسي للرئيس الحريري، يرى ان امام الرئيس ميقاتي خيارين: خيار حكومة من لون واحد، ولهذا موقعه عند جمهوره، فضلا عن انه لن تستطيع الحكومة من لون واحد أن تحسم في الامور الخلافية الكبرى لا تستطيع ان تحمي من تداعيات محكمة أو قرار ظني، ولا توفر نوع الغطاء الذي وفرته الحكومات السابقة لحزب الله وسلاح حزب الله في لبنان والمنطقة والعالم.
وخيار تشكيل حكومة مائة بالمائة من التقنيين الحياديين القادرين على الانكباب على الامور الاخرى، وربما هذا هو الخيار الواقعي.
وحول عدم التزام الرئيس ميقاتي مع 8 آذار ومع 14 آذار، قال: الأسئلة التي وجهت لميقاتي، وضعت بتمعن، وغرضها محاولة التأكد من الرئيس ميقاتي انه لن يعمل كذا، لن يفعل كذا، هذا في الواقع التزام بعد السير في خطوات من هذا النوع.
أما عن استعمال السلاح للتهويل في الداخل فقد جعل من الفصل بين سلاح حزب الله وسلاح الداخل، شبه مستحيل، بعدما رأينا في الاشهر الماضية كيفية التهويل بالسلاح، وهذا ما دعا خطباء «بيال» الى معالجته.
الى ذلك من المتوقع ان يتطرق امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم الى جميع العناوين المطروحة على الساحة البنانية.