بيروت ـ عمر حبنجر
26 فبراير، موعد جديد، بل محطة جديدة في مسار تشكيل الحكومة اللبنانية. انه موعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى الكويت بمناسبة أعيادها الوطنية مجتمعة، الاستقلال والتحرير وخمسة أعوام على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
والرابط بين تشكيل الحكومة اللبنانية وأعياد الكويت، هو الزيارة الرئاسية التي طرحت في توقيتها القريب، السؤال حول ما إذا كان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، سيتوصل الى تشكيل حكومته قبل 26 فبراير، أم ان التعقيدات المتوالدة في طريق تشكيلها ذاهبة بها الى أبعد من هذا التاريخ؟
بعض قوى 8 آذار استبعدت المزيد من التأخير في تشكيل الحكومة في ضوء مواقف قوى 14 آذار المعلنة بعدم الرغبة في المشاركة ما يوجب أن تأتي الحكومة من القوى والتيارات والاحزاب المنتمية الى الاكثرية الجديدة، شرط ألا تشكل استفزازا لأحد.
رئيس افتراضي
النائب السابق سمير فرنجية، وعضو أمانة 14 آذار يقول ان ما يفعله الرئيس نجيب ميقاتي يبرهن على انه رئيس افتراضي وليس واقعيا، لأنه لم يأت من قوة يتكلم باسمها، معتبرا ان هناك عجزا في تأليف حكومة في حال تشكلت ستواجه معارضة قوية ولن يكون بإمكانها أن تؤثر أو توازن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة «المستقبل» عن النائب القواتي انطوان زهرة قوله ان على الرئيس ميقاتي الاختيار بين الموقع الوسطي الذي يستدعي إجابات واضحة عن أسئلة 14 آذار لإعادة إطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة، على أسس واضحة.
أما الخيار الآخر فهو تشكيل حكومة من لون واحد، وهنا يصبح السؤال: هل سيرضخ رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي لمثل هذا الطرح؟
وردا على هذا الاحتمال، رأى الوزير السابق محمد شطح، وهو المستشار الديبلوماسي لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ان الشرخ الموجود في البلد سيتسع إذا استُعمل الرئيس المكلف ميقاتي كأداة للانقلاب السياسي الحاصل.
وفي رأي شطح ان أي حكومة من لون واحد لا تستطيع أن تحسم الامور الخلافية، وهي لن تكون قادرة على حماية لبنان من تداعيات أي قرار اتهامي، كما أنها لا تؤمِّن نوعا من الغطاء الذي وفرته الحكومات السابقة لحزب الله وسلاحه.
ومع وصول الاتصالات بين الرئيس المكلف وقوى 14 آذار إلى اللاتفاهم، ستتسلط الاضواء على «العوائق الذاتية» المتمثلة في التنافس على الحقائب بين أهل بيت المعارضة السابقة، وخصوصا على المستوى المسيحي، أي فمازال العمال ميشال عون مصرا على حصة الأسد من الوزراء المسيحيين، ومن الوزارات ايضا، متطلعا الى حصة الرئيس ميشال سليمان، وبالذات الوزارات السيادية منها كالداخلية والدفاع.
ماروني: عون يستهدف الرئيس
هنا يقول النائب إيلي ماروني عضو كتلة نواب زحلة عن حزب الكتائب ان العماد عون الذي اطل امس مدافعا عن موقفه، ومؤكدا على حقه في ممارسة زعامته المسيحية، يسجل اعتراضه على اكثر من وزير يقترحه الرئيس سليمان، ساعيا الى السيطرة على النصف المسيحي من الحكومة، ليغدو رئيس جمهورية الظل في اطار سيناريو هادف الى الطعن بدستورية انتخاب الرئيس سليمان.
وأضـاف مارونــي ان العماد عون يرفع صـوته بعد كل زيارة إليه من «الخليلين» علي حسن خليل وحسيـن خلـيل، اللــذين ينقلان اليه المــوقـف الــواجب علــيه اعتماده باسم القـوى المتحالفة.
وقال ماروني ان المعارضة التي تضم 60 نائبا من اصل 128 لن تسمح لحكومة اللون الواحد المنتظرة، أو لأي من وزرائها بتحويل الوزارة الى مزرعة للأهل والاتباع.
بري للتعجيل بحكومة إنقاذ
بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ نواب الثامن من آذار الذين التقاهم امس ضمن اطار الاربعاء النيابي «انه بات على الرئيس المكلف الاسراع بتشكيل حكومة انقاذ وطني، طالما أن «الفريق الآخر يرفض المشاركة».
مراد يطل
وكان بـين من اسـتــقبــلهم بري امس الوزير الـسابق عبدالرحـيم مـراد، الطامح المزمن لرئاسة الحكـومة، والـذي يفهم البعض استـقباله كرسالة للرئيس ميقـاتي، مضمونها اسرع وإلا فالبديل جاهز.
وقال مراد بعد اللقاء انه اتى لمراجعة الرئيس في «قضية شخصية» لكن وقوفه مع النواب والتقاط الصور ترك المجال للتأويل والاستنتاج.
ونقل عن الرئـيس بري قوله ان علينا تسـهيل مهمة الرئيس المكلف لمواجهة الاستحقاقات الكثيرة.
وهذا القول موجه إلى «الحلفاء» الذين يعرقلون تشكيل الحكومة والمقـصود التيار الوطني الحر.
ويشار إلى اجواء سياسية جرى تسريبها امس ومفادها ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جفري فيلتمان نصح السيد طه ميقاتي، شقيق الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالانكفاء وعدم تشكيل حكومة اللون الواحد.
مصدر التسريبة كما يبدو بعض اطراف الثامن من آذار والتي تدخل في سـياق الضغوط على الرئيس المكــلف، وابراز التدخـلات الاميركية الضاغطة.