أقام حزب الله امس في الضاحية الجنوبية لبيروت مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى السنوية «للقادة الشهداء» تحدث خلاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وتميز الاحتفال بظهور محمد يوسف احمد منصور المعروف بسامي شهاب قائد خلية حزب الله الذي كان مسجونا في مصر مباشرة من على المنصة الرئيسية. وشدد نصرالله خلال كلمته، على أن حادثة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري كان لها آثار خطيرة ومهمة على المنطقة ولبنان ومازلنا نعيش تداعياتها.
الحراك العام في المنطقة
ولفت الى أننا «لا ننظر الى شهدائنا ومقاومتنا كأمر منفصل عن الحراك العام في لبنان والمنطقة»، مشيرا الى أننا «جزء واستمرار للمقاومين والقادة المؤسسين في المقاومة اللبنانية»، مؤكدا أن «حركات المقاومة هي رد طبيعي على الغزو والاحتلالات ومشاريع الهيمنة والتسلط»، مشددا على أن «حركات المقاومة لم تعتد على أحد ولم تبدأ حربا على أحد ولم يكن مشروعها مشروع حرب وقتال، وإنمــا اعتدي عليها وغزيت أرضها ومقدساتها وتم التجاوز على كرامتها ومصادرة قرارها»، معتبرا أن «المقاومة مازالت تشكل وحدها ضمانة تحقيق العدالة والاستقرار والسلام». ورأى السيد نصرالله، أن «ما نحن قادمون إليه في لبنان هو الغزو الاميركي السياسي»، مشددا على أننا «نوافق على أن أي سلام واستقرار في لبنان وأي مكان في العالم شرطه الطبيعي تحقيق العدالة والسلام، الاستقرار المبني على الظلم واغتصاب حقوق الآخرين لا يمكن أن يكون سلاما حقيقيا وإنما سرعان ما يسقط». كما أشار السيد نصرالله الى أن «المشكلة الاساسية في المنطقة لها وجهان أو جزءان متكاملان، الأول وجود الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة، إسرائيل والحركة الصهيونية هي التي بدأت الحرب»، مذكرا بأن «أحدا من شعوب المنطقة لم يذهب للاعتداء على الصهاينة، بل لو عدنا الى التاريخ فسنجد أن أتباع الديانة اليهودية كانوا يعيشون بأمن واستقرار في أغلب بلدان المنطقة، هم الذين جاؤوا الى فلسطين واعتدوا وقتلوا وارتكبوا المجازر وصادروا الممتلكات وطردوا شعبا من ارضه».
وقال: «هم بدأوا الحرب بتبني ودعم غربي كامل، وهم شنوا حرب التوسع باتجاه باقي فلــسطين وسورية ولبنان، وحــكومات المواجهة في المنطــقة قامت كرد فعل صحيح على هذا الاحتلال والجرائم». وتوجه السيد نصرالله في خطابه الى الرئيس الاميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، قائلا إن «العدالة تقتضي أن تعود الحقوق والارض الى أصحابها وأيضا تقتضي أن يعود ملايين اللاجئين الفلسطينيين من الشتات الى أرضهم وتقتضي أن تعود المقدسات الاسلامية والمسيحية الى أصحابها، وأن يقيم شعب فلسطين دولته على كامل أرضه من الارض الى النهر»، لافتا الى أن «الوجه الثاني من العدالة أن يتم الاقتصاص من مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم بحق الانسانية»، مشددا على أنه «في ظل عدالة كهذه سيكون هناك استقرار بالمنطقة، أما البحث عن السلام الزائف عن طريق مفاوضات خائبة تقدم المزيد من التنازلات ولا تعيد حقا الى صاحبه وتكافئ المجرمين لا يمكن أن يحقق سلاما على الاطلاق»، سائلا «أين هي الادارة الاميركية من إعادة الحق الى صاحبه وإقامة محاكم دولية لمعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة؟»، معتبرا أن «ما يحصل دعم أكثر للصهاينة وتغيير قوانين في الغرب كي لا يتمكن أحد من رفع دعوى ضد مجرم حرب إسرائيلي».
وأشار نصرالله الى أن «الجزء الثاني من المشكلة هو هذه المنطومة التي قامت من الديكتاتورية التي قامت بحكم شعبها بديكتاتورية مشفوعة بنخب مالية ودينية ومهمتها حماية المصالح الاميركية في المنطقة وفي قلبها إسرائيل»، لافتا الى أنها «كانت ومازالت إسرائيل هي المعيار، وبقدر ما يكون النظام أو النخبة أو المجموعة أو التيار السياسي أو أيا يكن أقرب الى إسرائيل ومدافع أكثر عن أمن وسلام إسرائيل يكون أقرب واهم عند الادارات الاميركية المتعاقبة».
وقال: «مقياس القرب والبعد من اميركا خدمة انظمتنا الى اسرائيل، اذا كان النظام مدافعا عن مصالح اسرائيل يكون حليفا استراتيجيا لاميركا وتقدم له المساعدات وليفعل ما يريد بشعبه، المهم ان هذا النظام يقدم الخدمات المطلوبة لاسرائيل التي تشكل قلب المشروع الاميركي في منطقتنا، اما عندما يكون هناك نظام ممانع لم يستسلم ولم يوقع التسوية يتعرض لعقوبات وعزل، اليس هو الحال من عشرات السنين؟». وشدد السيد نصرالله على أن «الخاسر الأكبر من التطورات والتحولات بالمنطقة هي الولايات المتحدة الاميركية وهي تسعى لتقليل الخسائر وهي إسرائيل والمنظومة الاميركية أي كل من ربط مصيره ومستقبله بالاميركيين هو خاسر مما جرى». وردا على وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي طلب من جيشه ان يبقى مستعدا لاجتياح جديد للبنان، انه «قد يطلب من مجاهدي المقاومة الاسلامية السيطرة على الجليل اذا فرضت الحرب على لبنان».
تحرير الجليل
وتوجه نـصرالله الى «مجاهدي المقاومة الاسلامية» قائلا «كونوا مستعدين، اذا فرضت الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل، اي تحرير الجليل»، ومهددا باستهداف «القادة والجنرالات» الاسرائيليين «في اي مكان في العالم» قائلا ان «القرار مازال هو القرار، وهذا قرار سينفذ ان شاء الله وفي الوقت المناسب وضمن الهدف المناسب». وتابع «اقول للقادة وللجنرالات الصهاينة حيثما ذهبتم في العالم، الى اي مكان في العالم، وفي اي زمان، يجب دائما ان تتحسسوا رؤوسكم». من جانبه، رد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على السيد حسن نصرالله مؤكدا ان نصرالله لن ينفذ تهديداته باحتلال الجليل، مشيرا الى انه لا يجب ان يكون لدى احد الشك في قدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها.
ولفت الى ان مئات الآلاف من اللبنانيين نزلوا الى الشوارع منذ بضع سنوات «ودعوات الحرية التي هتفوا بها كانت برئاسة ثورة الارز ولم تكن اقل اصالة من دواعي الحرية في القاهرة وهؤلاء نعموا بدعم العالم الحر»، مشيرا الى انه بعد خمس سنوات «لبنان تم السيطرة عليه من قبل حزب الله»، معتبرا ان حزب الله منظمة تنشر الارهاب وتطلق الصواريخ على اسرائيل.
ليبرمان: إيران سترسل سفينتين حربيتين إلى المتوسط
من جهته قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس ان ايران سترسل سفينتين حربيتين الى البحر المتوسط، واصفا الامر بأنه «استفزاز لا تستطيع الدولة العبرية تجاهله طويلا». وقال ليبرمان «من المفترض ان تعبر سفينتان حربيتان ايرانيتان قناة السويس الى البحر المتوسط في طريقهما الى سورية». واضاف في خطاب اثناء مؤتمر عقد في القدس لقادة ابرز المؤسسات الاميركية اليهودية ان عبور سفن حربية ايرانية بجانب ساحل اسرائيل امر لم يحدث منذ عدة سنوات وهو «استفزاز يثبت ان ثقة الايرانيين ووقاحتهم تزداد يوما بعد يوم».