بيروت ـ عمر حبنجر
المواجهة التي أرادها العماد ميشال عون مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان على محور تشكيل الحكومة الجديدة، بدأت تتحرك لمصلحة الرئيس، من خلال ردود الفعل المدافعة عن موقع الرئاسة والمشككة في حقيقة أسبابها المعلنة، وهي الصراع على حقيبة وزارة الداخلية، كما يطرحها العماد عون الذي كشف في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، عن انقطاع حبل الود بينه وبين رفيق السلاح الذي سبقه في الوصول الى بعبدا.
وانضم النائب وليد جنبلاط والوزير زياد بارود، ونواب 14 آذار الى جبهة الدفاع عن رئيس الجمهورية المتمسك بنهج التوافق، خصوصا بعدما ظهرت تصريحات لعضو كتلة التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا، نقلتها صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله تتضمن قوله «ان من أتى من عمر سليمان، يرحل مع عمر سليمان» في اشارة الى دور النظام المصري السابق، في ترشيح وانتخاب الرئيس سليمان، ما أوحى بأن الحملة العونية على رئيس الجمهورية تنطوي على ابعاد تتخطى حقيبة وزارية أو أكثر.
وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ «الأنباء» ان العماد عون رفض عرضا من جانب الثنائية الشيعية حزب الله وأمل، بالتنازل عن حصتها بالوزارات السيادية، أي وزارة الخارجية، مقابل عدم المطالبة بوزارة الداخلية لصهره جبران باسيل، الا انه رفض هذه المقايضة.
المصادر قالت ردا على سؤال ان الحزب والمركز قد يكونان تقدما بهذا العرض لإثبات عدم وقوفهما وراء تعنت عون، واصراره على «مكابشة» الرئيس سليمان، لكن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الذي يعيش هاجس ابعاد صهره جبران باسيل عن الحكومة، يرفض أي احتمال يمكن أن يجعل من هذا الاستبعاد أمرا واردا.
بيد ان المصادر لاحظت انه في مرحلة تشكيل حكومة سعد الحريري المستقيلة، كان حزب الله يتحرك علانية في دعم لمطالب العماد عون وتحديدا بخصوص توزير صهره، الخاسر للتو في معركة الانتخابات النيابية، أما الآن، فيبدو الحزب صامتا، ومثله الاحزاب والشخصيات الحليفة لدمشق.
بارود لإبعاد الرئاسة عن التجاذبات
وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود دعا الى ابعاد موقع رئاسة الجمهورية عن دائرة التجاذبات وفي رد ضمني على حملة العماد ميشال عون ضد موقع الرئاسة، قال بارود ان المطلوب في هذه المرحلة تعزيز السلطات الدستورية للرئاسة التي تشكل ضمانة للجميع.
وتابع يقول: الرئاسة هي على رأس المؤسسات الدستورية، ولها دور وازن لابد من تعزيزه بتعاون الجميع، لأنه في لبنان لا أحد يستطيع الغاء أحد.
بارود أمل في تشكيل الحكومة كائنا من كان وزير الداخلية. وقال: الرئيس أعطاني ثقته وسأعطيه وفائي.
زهرة: عون ينقلب على الرئيس
بدوره، النائب القواتي انطوان زهرة، رد على كلام العماد عون عن دور رئيس الجمهورية، معتبرا ان العماد عون يسعى الى الانقلاب على رئيس الجمهورية
وقال: الرئيس سليمان حرص منذ توليه الرئاسة على تخطي كل التجنيات من أي جهة اتت حفاظا على دوره التوافقي والوسطي وحفاظا على كرامة موقع اعاد له دوره على الساحة العربية والدولية، واعاد الحياة الى موقع الرئاسة، وبالتالي فإن حصانة العماد سليمان هي في شخصه وفي ادائه، وفي ثقة اللبنانيين والعالم به، وليس بوسع هجوم من جهة موتورة ان يؤثر على هذا الموقع.
في غضون ذلك، لم يتوقف الكلام عن التركيبة الحكومية كيف ومتى، قوى 14 آذار التي اجتمعت برئاسة سعد الحريري في بيت الوسط انصرفت عن الموضوع الحكومي نهائيا كما يبدو من خلال التوجه الكلي الى إظهار قوتها الشعبية الحقيقية في ذكرى 14 آذار والشعارات الجديدة التي ستطرح في اطار المعارضة الديموقراطية للحكومة العتيدة. وعلمت «الأنباء» انه تم في هذا الاجتماع فرملة تحرك تمام سلام وبطرس حرب والرئيس أمين الجميل باتجاه المفاوضات مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
وفي كلمة لاحقة للرئيس سعد الحريري دعوة إلى مواجهة «مشكلة السلاح» بكل صدق وصراحة وبألا نخفي رؤوسنا في الرمال، خصوصا عندما يصبح هذا السلاح وسيلة الضغط على الحياة السياسية في البلد.
جيش واحد وسلطة واحدة
وقال: ينبغي أن يكون للوطن جيش واحد وسلطة واحدة ودولة واحدة خاصة للجميع، ولا يصح بعد كل التجارب المريرة ان يعمل البعض على تصنيف هذا الأمر بأنه محاولة للالتفاف على سلاح المقاومة، لأن الحقيقة غير ذلك على الاطلاق، لان ما يعنينا ويبقى في أولوياتنا الا يكون اي سلاح من اي جهة وسيلة للانقضاض على السلم الأهلي وعلى النظام الديموقراطي.
واضاف الحريري يقول: لقد مررنا في مرحلة ضبابية لكن هذه المرحلة لم تغيرنا، لكن لسوء الحظ كان التفاوض صادقا من جانبنا، فيما الاخرون يستخدمون الخديعة، وحين واجهناهم بمواقف واضحة، كتلك التي اطلقناها الاثنين الفائت قابلونا بالتخوين.
وتابع يقول: سمعنا كلاما كثيرا عن مساعي س.س (السعودية ـ سورية) وانا اطمئن الجميع والذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة، بان العلاقة مع المملكة اقوى من ان تعصف بجذورها اي رياح.
وخلال استقباله مجالس منسقية بيروت في تيار المستقبل قال الحريري: نحن وحلفاؤنا في 14 آذار متفقون على خط واحد وهو أننا سننزل في 14 آذار 2011 إلى ساحة الشهداء، كما نزلنا في 14 آذار 2005.
واضاف: هذا يوم مفصلي في تاريخ لبنان، نريده ان يشكل رصيدا في حياة لبنان الديموقراطية والوطنية.
نريد كل الحقيقة
وقال: لقد كان خطابي واضحا وصريحا في 14 شباط والحقيقة انني اردت التحرك في 14 آذار وليس في 14 شباط لكي نستعيد المشهد بكل وضوحه ونقول اننا في هذا البلد مسلمين ومسيحيين نريد الدولة والدستور والمؤسسات والمحكمة الخاصة بلبنان والحقيقة، ولا نريد أن يقول لنا ان المحكمة اسرائيلية وهي ليست اسرائيلية ولا أميركية. وختم بالقول: ان الناس يجب ان تعرف الحقيقة، ان تعرف ليس فقط من اغتال رفيق الحريري، بل كل قافلة الشهداء الباقين طوال الست سنوات.