حكومة من 3 دوائر: يدور كلام في أوساط قريبة من قصر بعبدا عن حكومة من ثلاث دوائر، الأولى من 14 وزيرا تمثل الموالاة الجديدة، والثانية من 8 وزراء تمثل المستقلين والراغبين في الدخول اليها من قوى 14 آذار، والدائرة الثالثة تضم 8 وزراء تمثل حصة ميقاتي ـ سليمان، والفلسفة التي تستند اليها هذه التشكيلة تقول التالي:
ـ أولا: ان تكون الدائرة الثالثة في الحكومة والتي تضم وزراء ميقاتي سليمان بمثابة الدائرة المعبرة عن التوجه الوسطي للحكم في المرحلة المقبلة.
ـ ثانيا: من شأن هذه الحكومة ان تعطي الانطباع أنها حكومة الوسط وليست حكومة إخراج 14 آذار من الحكم أو انتصار 8 آذار بالمعنى الكيدي.
مواصلة التفاوض: طلب الرئيس ميشال سليمان من النائب سامي الجميل مواصلة المفاوضات مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للاتفاق على صيغة للمشاركة في الحكومة بعدما سبق للرئيس أمين الجميل ان أعلن عن فشل المفاوضات وإبقاء اليد الممدودة بانتظار مبادرة ميقاتي، واستدعى سليمان النائب الجميل للتباحث معه في المستجدات، مشددا على ضرورة قيام حكومة شراكة حقيقية بين المكونات السياسية للمجتمع اللبناني، كما حث الرئيس سليمان الوزير بطرس حرب على مواصلة التفاوض مع الرئيس ميقاتي للاتفاق على صيغة الشراكة.
وهم خاطئ: نقل عن النائب وليد جنبلاط قوله ان «فريق 14 آذار قد حسم خياراته، ونحن من جهتنا حسمنا خياراتنا، وأي وهم على ان فريقهم سيشارك في الحكومة هو وهم خاطئ ورهان في غير محله»، من جهته يؤيد الرئيس بري تحديد الرئيس ميقاتي موعدا نهائيا للاتصالات التي يجريها مع حزب الكتائب والوزير بطرس حرب وعدم الانتقال من تأجيل الى تأجيل.
ميقاتي والصعوبات: لن يكون في وارد الرئيس ميقاتي، مهما بلغت وطأة العقبات التي يواجهها تأليف الحكومة، الاعتذار عن عدم تأليفها، ويقول انه ترشح لرئاسة الحكومة ضمن هدف إنقاذ الوضع الداخلي بعدما بات في مأزق حقيقي ومقفل، وهو لا يرى ان مهمته استنفدت جهودها، أو ان ثمة بدائل تمكن سواه من النجاح حيث أخفق، ولكن في حال أقدم ميقاتي على الاعتذار عن عدم التأليف، تسأل مصادر: هل تستطيع هذه الأكثرية تحمل قيام ميقاتي بقلب الطاولة والاعتذار، مع ما يعني ذلك من ذهاب هذه الأكثرية الى استشارات جديدة يعود فيها كباش احتساب الأصوات والسعي لتأمين الأكثرية من جديد بما يعطي قوى 14 آذار فرصة، ولو ضعيفة، لـ «استرداد» أكثريتها، فضلا عن أزمة البحث عن اسم جديد لتسميته من بين صفوفها، مع ما يعني ذلك بأن أي شخصية سيتم تكليفها ستتعرض لسهام خارقة من قوى 14 آذار لكونها لا تمتلك «الدرع» التي تمتلكه ميقاتي عبر شخصيته الوسطية وعلاقاته العربية والدولية.
3 خيارات: ترى أوساط قريبة من الرئيس أمين الجميل انه بعد 14 فبراير أمام الرئيس ميقاتي ثلاثة خيارات «إما ان يصبح رئيس حكومة 8 آذار، او ان يرفض شروط الأكثرية الجديدة ويصر على حكومة إنقاذ وطني، او يواجه اللبنانيين برسالة يعرض فيها كل مراحل المشاورات والمفاوضات ونتائجها التي أوصلته الى مأزق عدم قبوله ان يكون رئيس حكومة فريق سياسي واحد فيعتذر عن التكليف»، ولا ترى الأوساط عينها «ان حكومة من لون واحد قد تستمر طويلا، خصوصا اذا واجهتها معارضة منظمة ومبرمجة تتخذ شكل «المقاومة» السياسية».