ليست جديدة حقيقة وجود شريحة لبنانية تعلن عن اعتراضها على استطفاف 8 و14 آذار وتعمل على ايجاد أوراق عمل سياسية تطرح بدائل تراها كفيلة بخربطة أدوات الصراع الدائر حاليا بأشكاله الأفقية والعمودية «الموسمية». وان كانت المطالبة بإلغاء النظام الطائفي والقضاء على الفساد وتحقيق الاصلاح السياسي الشامل هي لبّ ما تتفق عليه مجموعات تنتمي الى هذه الشريحة، فإن تحديدها لأوليات الخطى نحو تدشين معركة سياسية جدية «يبدو قيد الدرس حاليا».
وفي هذا الإطار، استقطبت صفحة تحمل عنوان «الشعب اللبناني يريد إسقاط النظام الطائفي» على موقع «فيس بوك» تأسست بالتزامن مع تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، نحو ألف صديق يوميا، 95% منهم من اللبنانيين المقيمين في لبنان بحسب أصحاب الصفحة.
ويشرح هؤلاء على صفحتهم انه «فور وصول عددنا الى بضعة آلاف سنقوم بعقد لقاء موسع لتشكيل لجان تنسيق في كل المناطق وبدء التحركات لإسقاط النظام سلميا، لأن الشعب اللبناني يستحق أيضا ان يعيش بكرامة، ويحق لنا ألا يحكمنا اللصوص والإقطاع السياسي أو الطائفي».
ومن أبرز أهداف هذا التجمع الشبابي الغاء كامل وفوري لكل مفاعيل الطائفية السياسية والوظيفية التي بمعظمها عرفية، واعتبار كل منصب سياسي أو وظيفي حقا لكل لبنانية أو لبناني بغض النظر عن دينه ومذهبه. كما يعاد النظر في الصيغة الميثاقية التي أنتجها اتفاق الطائف التي تخطاها الزمن. اضافة الى اقتراحات أخرى منها تبديل كامل للطاقم الاداري للدولة لضمان عدم استمرارية النظام الطائفي الفاسد وللتخلص من الطغمة الطائفية الحاكمة.
لا يخفي هؤلاء الناشطون انحيازهم الى خيارات سياسية تتقاطع مع مبادئ عامة ترفعها استراتيجيات 8 و14 آذار، وذلك في موضوع محدد وهو حياد أو انخراط لبنان في الصراع العربي – الاسرائيلي، على ان هذا الافتراق، ينجح بتحييد نفسه حين تحتل واجهة الصفحة الفايسبوكية شعارات كبيرة من مثيل «الشعب اللبناني يريد اسقاط النظام الطائفي» و«نطالب بتعديل الدستور» أو «من أجل اسقاط النظام الطائفي في لبنان – نحو نظام علماني» وغيرها.. أو حين تبحث النقاشات الفكرية السياسية والدستورية والاقتصادية في حيز افتراضي تمثله مجموعة عن معنى للنقاش والحوار فتطلق على نفسها تسمية «مجموعة معنى». وهي المجموعة التي تضم قرابة 500 صديق انخرطوا في الأيام الماضية في نقاشات أفضت الى ورقة عمل أولية تشخص العلة في اعتلال العقد الاجتماعي اللبناني منذ الاستقلال وتخلص الى ضرورة اجراء تعديلات دستورية أساسية منادية بالقضاء على الأعراف الطائفية السائدة في الجمهورية.
القيمون على مشروع إسقاط النظام الطائفي ينظمون مسيرة علمانية 17 أبريل القادم تحت عنوان «.. لتحرك شعبي واسع يضم الى الشباب العلماني عمالا وطلابا وعاطلين من العمل ومهنيين وعائلات» الا ان مراقبين يصفون التحرك بـ «غير المجدي» وخاصة بالوضع الطائفي والمذهبي الذي يمر به لبنان، مؤكدين ان النظام اللبناني بحاجة الى اعادة هيكلة انما الوقت لن يسمح بثورة شبيهة للثورات التي يشهدها العالم العربي ويبقى التحرك تحت عنوان «تسجيل موقف».
المخرج سعيد الماروق: سأكون أول المتظاهرين
المخرج سعيد الماروق أحد مؤسسي ومشجعي موقع: «الشعب اللبناني يريد إسقاط النظام الطائفي»، يقول: سأكون أول المتظاهرين، فنحن بعد حرب طويلة لم نعد لأساس المشكلة لحلها، وها نحن على شفير حرب ثانية. وبدل الطائفية دخلنا في المذهبية، وصرنا نتقوقع داخل بيوتنا ولا يتحدث واحدنا مع الآخر. حتى إعلامنا بات مقسما تبعا للاديان والطوائف.
ويشرح الماروق قائلا: «ان الناس تسعى للتغيير منذ سنوات لكن ما حدث في مصر وتونس نبه اللبنانيين الى امكانية التجمع على «الفيس بوك» والتنسيق عبر هذه الأداة».
وكتب على صفحته الخاصة بـ «فيس بوك»: انها صفحة لا حزبية لا أيديولوجية تجمع الشباب الذي يريد ثورة حقيقــية، تسقط النظام الطائفي، الشعب حقا يريد اسقــاط النظام في لبنان ايضا، فهل نستطيع؟ أما الأهداف فهي إنشاء دولة مدنية تكفل للجميع مسـاواة، حرية، عدالة اجتماعية.