بيروت ـ عمر حبنجر
المزيد من منشطات الصراع في طريقها الى الميدان اللبناني الغارق في تعقيدات تشكيل الحكومة الميقاتية. وآخر ما يلوح في أفق قوى 8 آذار حيال ما يعده الفريق الآخر من رباط المواقف ضد سلاح حزب الله ودفاعا عن المحكمة الدولية في ساحة ذكرى 14 آذار، استخدام سلاح الحشد الجماهيري عينه ولكن باتجاه مغاير.
وفي معلومات «الأنباء» ان فكرة تنظيم مهرجان شعبي حاشد لقوى 8 آذار في الثامن من مارس استباقا لمهرجان 14 آذار في 14 منه يجري درسها بعناية، من حيث مدى سلبيتها على جهود تشكيل الحكومة الميقاتية، وليس من حيث الجهد المطلوب، وهو اقل عناء منه، عما لدى قوى 14 آذار، في ظل ماكينة حزب الله وطاقاته اللوجستية المشهودة.
والفكرة تقول باستباق حملة 14 آذار ضد سلاح الحزب ودفاعا عن المحكمة الدولية بحملة شعبية لتبرير الحاجة الماسة الى سلاح حزب الله بمواجهة التهديدات الاسرائيلية، مع التأكيد على زيف المحكمة الدولية وأرومتها الاميركية ـ الاسرائيلية.
النائب حوري: الاعتذار قائم
النائب عمار حوري عضو كتلة المستقبل، قال من جهته ان الرئيس نجيب ميقاتي يواجه مشكلة كبيرة جدا فهو كان جزءا لا يتجزأ من بيان الثوابت الإسلامية، والتي كان موقفها واضحا من الحقيقة والعدالة وواضحا من موضوع السلاح وما اتفقنا عليه في الطائف والدوحة، وبالتالي مهما كانت الظروف فإنه لا يملك الخروج عن هذه الثوابت.
والى جانب الرئيس ميقاتي هناك فريق سياسي دعم تكليفه بتشكيل الحكومة، وهذا الفريق، يمكن منطقيا وضع شروطه، ومن هنا القول ان الرئيس ميقاتي يواجه مشكلة، فهو ينتمي أساسا الى فريق وسطي وهذا الفريق يسمع العماد ميشال عون وما يقوله عن رئيس الجمهورية ويسمع كلام الآخرين من فوق السطوح، واعتقادي ان سيناريو الاعتذار قائم.
لكن الرئيس ميقاتي وبحسب مصادر 14 آذار، أبلغ وسطاء حزب الله، وللمرة الأولى، ان قوى معينة مصرة على بيان وزاري يؤكد على الالتزام بعلاقة لبنان مع المحكمة الدولية وحماية الحياة السياسية من غلبة السلاح، وذلك قبل البحث في أي مشاركة أو عدم المشاركة.
وأضاف الزوار ان الرئيس المكلف مستعجل أكثر من غيره على تأليف الحكومة لكنه حريص على الدستور ولن يتجاوز المؤسسات بيد ان المعطيات المتوافرة تؤكد ان التعارض بين الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون حول الحقائب الوزارية، حيث لم يكتف عون بالاصرار على وزارة الداخلية لاحد اعضاء كتلته، وانما يصر ايضا على تسمية معظم الوزراء المسيحيين، وهو ما لم يتقبله رئيس الجمهورية. على الايقاع نفسه يعزف وزير العمل بطرس حرب الذي قال امس ان قوى 14 آذار لا يمكن ان تتخلى عن المبادئ التي التزمت بها والتي عرضتها مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. وردا على سؤال حول احتمال اعتذار ميقاتي عن تشكيل الحكومة، قال حرب هذا ممكن لان من رشحوه لم يسهلوا له مهمته، وبذلك يتحملون المسؤولية عن فرض الشروط عليه. عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله قال من جهته ان المقاومة في حالة جهوزية واستعداد لرسم معادلة لم يكن يتخيلها احد قبل 5 سنوات، لا في الكيان الاسرائيلي ولا في العالم، بينما لايزال في لبنان من يعيش في وهم الاستقواء بالولايات المتحدة وفي المشروع الذي ينهار في المنطقة. بدوره النائب نواف الموسوي عضو الكتلة عينها، قال انه يقدر شجاعة القيادات السياسية التي واجهت التهديدات والضغوطات ومضت الى تشكيل حكومة تنقذ لبنان مما كان يعد له، من نفق الفتنة الاميركية ـ الاسرائيلية التي اتخذت لها سبيلا عبر ما سمي بالمحكمة الدولية حسب تعبيره.