بيروت ـ عمر حبنجر والوكالات
ثمة تسليم واضح واجماعي بأن تشكيل الحكومة الميقاتية حالة متأخرة، بيد ان الاختلاف قائم حول الأسباب، فريق 14 آذار يرد التأخير الى رغبة 8 آذار ومن خلفها دمشق وطهران في استشراف مآل الغليان الشعبي القائم في المنطقة، وتاليا انتظار صدور قرار الاتهام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصحبه ومن تلاهم على طريق الشهادة، ومما زاد الطين بلة المزاعم الاسرائيلية التي تؤكد ان السفينتين الايرانيتين اللتين اجتازتا قناة السويس صباح امس الأول في طريقهما الى سورية محملتان بوسائل قتالية متقدمة معدة لحزب الله.
ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن هذه المصادر توقعها ان «السفينتين تنقلان صواريخ مختلفة المدى وبنادق وذخائر ووسائل للرؤية الليلية»، معربة عن اعتقادها «ان رحلة السفينتين هي محاولة ايرانية للالتفاف على العقوبات المفروضة على امداد حزب الله بالسلاح».
وأشارت الى عدم استبعادها ان تكون هذه الرحلة وهي الأولى منذ اثنين وثلاثين عاما تهدف الى اختبار العلاقة بين طهران والمجلس العسكري الأعلى في مصر، لكن الخارجية الإيرانية نفت أن تكون السفينة محملة بأسلحة لحزب الله، وأكدت أنها تزور سورية في اطار مهمة روتينية متفق عليها مسبقا.
وبالعودة الى الملف اللبناني الداخلي الشائك قال النائب المستقبلي نبيل دوفريج في تصريح متلفز ان فريق 8 آذار يسمح للعماد عون بأن يحلم بالكرسي الأول، كون هذا حلمه منذ ان كان قائدا للجيش، لكن وفق تقديراته فإن الرئيس بري والسيد نصرالله آخر من يودون رؤية العماد عون في بعبدا، بأي وقت.
مصادر رئاسة الجمهورية قالت في هذا السياق ان الحالة التي يعبر عنها الرئيسان سليمان وميقاتي هي حالة داعمة للتوافق وان من شأنها ضمان عدم ذهاب مسار الحكومة في اتجاه الكيدية او الانتقام، فيما لو حسمت 14 آذار قرارها بعدم المشاركة في الحكومة، وقالت ان الرئيس سليمان مصرّ على مشاركة كل الأطراف بمن فيهم 14 آذار، انطلاقا من ايمانه بأهمية اتفاق الدوحة باعتبار ان من شأنه توفير التمثيل السياسي والمشاركة بالقرار.
ووصفت مصادر المعارضة الجديدة العماد عون بالمتحدث الرسمي باسم «الأكثرية الجديدة» وان الصراع الذي يبدو بينه وبين الرئيس ميشال سليمان هو في الواقع بين كل من 8 آذار والرئيس سليمان بسبب مواقفه المستعصية على مفاهيمهم السياسية.
رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر ان الرئيس ميقاتي مازال يحاول تدوير الزوايا لكن هناك امورا تتعلق بالمحكمة وسلاح حزب الله لم تعد تحتمل بالنسبة لنا، مواقف رمادية.
جعجع استبعد نجاح ميقاتي في تشكيل الحكومة قريبا بمعزل عن مشاركة 14 آذار، وقد رأى في كلام العماد ميشال عون عن رئيس الجمهورية محاولة للسعي الى تقصير ولاية الرئيس.
والراهن ان استمرار حملة العماد عون على رئيس الجمهورية لا يمكن تفسيرها بغير ذلك، وقد قال امس: لا لزوم لاعطاء رئيس الجمهورية كتلة نيابية او وزارية وان تأليف الحكومة هو من صلاحيات الجهات الضامنة الداعمة للرئيس المكلف ولسياسة الحكومة المقبلة، اما من يعارض هذه السياسة فيكون بالمعارضة، كما حصل عندما اختلفت معهم عام 2005، حيث بت بالمعارضة وتألفت الحكومة من دوني.
الى ذلك، ابلغ النائب وليد جنبلاط وفد الكونغرس الاميركي برئاسة السيناتور جون ماكين ان الجميع في لبنان يؤيد العدالة التي تحقق الاستقرار لا تلك التي توصل الى الفتنة بين اللبنانيين.
جنبلاط الذي يطل عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال مساء اليوم اشار الى علامات استفهام كبرى توضع امام التحقيقات الدولية واعتماد افادات شهود الزور وبيع التحقيق واعلان الحكم عبر الاعلام وقبل صدوره. اوساط جنبلاط ذكرت ان الموجة التغييرية التي هبت على المنطقة والعالم العربي خصوصا لن تستثني احدا. اما بالنسبة للبنان، فإنه ليس مقبلا للمخاطر على هذا الصعيد برأيه، اقله في الامد المنظور، الا ان مصير تشكيل الحكومة غير واضح المعالم، وفي رأي جنبلاط ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا يستطيع ان يرضي الجميع بما يحتم عليه ان يشكل حكومته في اقرب وقت ممكن.