تقاليد التنافس: المواجهة المكشوفة أكثر من أي وقت مضى بين الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون على موقع كل منهما في الحكومة الجديدة، كجزء مكمل لصراع خفي على مرجعية السلطة والشعبية، يدرجها سياسي عتيق في اطار تقاليد التنافس الماروني ـ الماروني المستمر منذ عام 1936 على مرجعية الطائفة وزعامتها وفق معادلة نافرة: رئيس يريد أن يكون زعيم الظل، وزعيم يريد أن يصبح رئيس الظل.
اللحظة الحاسمة: الرئيس ميقاتي، الذي أكد انه ليس في وارد الاعتذار، يبدو واثقا من تذليل كل العقبات عندما تحين اللحظة الحاسمة والمناسبة لاعلان الحكومة، ولعل ما يعزز هذه الثقة أن الاطراف القادرين على التعطيل لا مصلحة لهم في عرقلة مهمة الرئيس المكلف.
فايز كرم: روى العميد المتقاعد فايز كرم في أول جلسات المحاكمة العسكرية(بتهمة التعامل مع اسرائيل) كيف تم توقيفه إذ تلقى اتصالا هاتفيا من العقيد وسام الحسن الذي أرسل له سائقه وأقله إليه، وعندما جلسا معا في مكتب الأخير بوجود رئيس فرع التحقيق، أخبره الحسن عن موضوع الاتصالات المشبوهة وبوجوب التحقيق معه بشأنها فتم التحقيق ثم التوقيف.
وقال كرم إنه كان مكلفا من قبل العماد عون بالتنسيق مع وسام الحسن وتقريب وجهات النظر، وسألته محاميته سندريلا مرهج عما إذا كان «فرع المعلومات» هدده في حال تغيير إفادته فأجاب: «نعم»، موضحا أن «فرع المعلومات» أتى بحادثة حاجز الإسرائيليين في ضهر الوحش من مذكراته التي كتبها فيها.
وبسؤال مرهج عما إذا كان يوجد خلاف شخصي بينه وبين وسام الحسن، قال كرم: نعم ومنذ أيام اللواء فرانسوا الحاج الذي أخبرني كيف أن «فرع المعلومات» ورط الجيش بأحداث مخيم نهر البارد.
وروى كرم واقعة لقائه مدير العمليات السابق في الجيش اللواء فرنسوا الحاج الذي أخبره «بأن فرع المعلومات ورط الجيش فيأحداث نهر البارد وأن الحاج أخبره بأن أحد قادة الأفواج سيقتل وجرى بعد ذلك اغتيال الحاج»، وقال: «أعلمت الحسن بما قاله لي الحاج قبل اغتياله».